أقارب المسؤولين يحجزون 23 ألف وظيفة مرموقة في الدولة
أغلقت لجنة النزاهة النيابية ملفا متعلقا بتعيين ابناء وأقارب المسؤولين في وظائف ومفاصل إدارية وامنية ودبلوماسية حساسة في الدولة العراقية.
وكشف مصدر نيابي لـ"واي نيوز" عن "تمييع الملف بسبب ورود أسماء نحو 80 بالمائة من النواب فيه، بينهم نواب أعضاء في لجنة النزاهة البرلمانية ذاتها"، مبينا ان "القانون العراقي يعتبر استخدام السلطة العامة لاهداف غير مشروعة ومحاباة الأقارب فساد يحاسب عليه".
وأضاف ان "الملف ينص على خلو بيوتات ومنازل المسؤولين من العاطلين عن العمل على الاطلاق، في وقت يشهد فيه البلد ارتفاعا سريعا في نسب العاطلين عن العمل"، لافتا الى ان "رئيس اللجنة المالية النيابية الراحل احمد الجلبي كان حاول إعادة فتح الملف، لكن الظرف لم يكن مؤاتيا، لوجود ملفات اكثر الحاحا، كان يجب فتحها حسب أولوياتها".
وتوقع المصدر ان "يختفي هذا الملف في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، لا سيما وان النواب مجمعون على غلقه"، لافتا الى ان الملف ورد الى اللجنة عن طريق احد الشخصيات القانونية، التي كانت تعمل في هيئة النزاهة، وكان يحاول الثأر من خصوم له، وقد اقصي من الهيئة لاسباب سياسية، دون ان يفصح عن هويته.
"واي نيوز" اجرت العديد من الاتصالات باعضاء لجنة النزاهة النيابية، لكنهم رفضوا الرد على الموضوع.
من جهة أخرى كشف مصدر رفيع في هيئة النزاهة لـ"واي نيوز" عن "وجود اكثر من 700 ملف فساد يمس شخصيات سياسية بعضها رفيع وبارز، تضم في طياتها تهمة استغلال النفوذ، ومحاباة الأقارب"، موضحا ان "احدى أساليب محاباة الأقارب احداث مفاضلة في التعيينات التي يشرف عليها المسؤول، او يستخدم نفوذه لارغام المسؤولين الاخرين على تعيين أقاربهم ومعارفهم".
وأضاف ان "الهيئة لن تتمكن من استخدام هذه الظاهرة كمادة قانونية ضد المسؤولين، لان القوانين العراقية النافذة ما تزال ذات صياغات مطاطة وتحتمل اكثر من تأويل، ينفذ منها المسؤول بسهولة"، مشيرا الى وجود ملفات اخطر واضخم من ذلك، تعمل الهيئة على تفعيلها حاليا.
لكن المصدر استدرك بالقول ان "الأرقام التقديرية لذوي المسؤولين من الدرجة الأولى المعينين بالدولة تصل الى نحو 32 الف شخص، معظمهم تعينوا في مفاصل حساسة كالرئاسات الثلاث وجهازي الامن الوطني والمخابرات والهيئات المستقلة ووزارتي الدفاع والداخلية"، مضيفا ان "وزارة الخارجية امتصت المئات منهم، وبعضهم حاليا يمارس مهامه في السفارات العراقية باوربا واميركا اللاتينية وشرق اسيا".