اخبار العراق الان

دانة زيدان: “عشقي” يواصل نشر فوبيا إيران ويستمر بمغازلة نتنياهو… فيلم بلال محاولة رائدة للوصول للمتابع الغربي.. تصنيفات الإحتلال العنصرية تشمل حتى الحيوانات

دانة زيدان: “عشقي” يواصل نشر فوبيا إيران ويستمر بمغازلة نتنياهو… فيلم بلال محاولة رائدة للوصول للمتابع الغربي.. تصنيفات الإحتلال العنصرية تشمل حتى الحيوانات
دانة زيدان: “عشقي” يواصل نشر فوبيا إيران ويستمر بمغازلة نتنياهو… فيلم بلال محاولة رائدة للوصول للمتابع الغربي.. تصنيفات الإحتلال العنصرية تشمل حتى الحيوانات

2015-12-18 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


دانة زيدان

لا يمل الجنرال السعودي “أنور عشقي” من التودد للكيان الصهيوني و”نتيناهو” الذي وصفه مرة أخرى بالرجل القويّ والقائد الحكيم – مخالفاً بذلك حتى رأي حليفه أوباما – في إستضافته عبر قناة “الجزيرة الإنكليزية”.

جدد “عشقي” في مقابلته التلفزيونية تأكيده على أن إيران هي العدو -بالنسبة له- وأنه يرفض عزل “إسرائيل” عن باقي المنطقة، ويتمنى إنهاء العداء بين الفلسطينيين والصهاينة، كي يستطيع الجميع – بمن فيهم الكيان المحتل – التعاون سوياً بوجه إيران التي تشكل تهديداً مشتركاً بإمتلاكها أسلحة نووية وفقاً للجنرال.

هاجم “عشقي” إيران بسبب مدها للفلسطينيين بالسلاح قائلاً: ” أنتم تمدون الشعب الفلسطيني بالسلاح ليدمر نفسه ” مبرراً عدم دعم بلاده للشعب الفلسطيني وتزويده بالأسلحة ” كي لا يدمر نفسه ويعيش بسعادة “.

المضحك بأن “عشقي” لم يفهم السؤال الساخر الذي طرحه المذيع حول المدة الزمنية المتبقية حتى نرى تطبيع كامل من قبل بلاده مع الكيان الصهيوني، ليرد الجنرال بكل جدية بأن بلاده ستباشر بفتح سفارة لها في تل أبيب باللحظة التي يقبل فيها الكيان المحتل مبادرة السلام المطروحة عام 2002 والقائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام.

ليست هذه المرة الأولى التي يترجى بها “عشقي” – نيابة عن الجامعة العربية والحكومات- الكيان المحتل قبول المبادرة “العربية” التي تقدم تنازلاً مجانياً من جانب واحد، مقابل إستعادة فتات من الأراضي الفلسطينية منقوصة السلطة.

محاولات تبرير “عشقي” وصفه ل”نتن ياهو” بالرجل القوي والقائد الحكيم باءت بفشل أكبر بعد محاصرة المذيع له وسؤاله عن شعور الشعب الفلسطيني حين سماعه رجل سعودي عربي يصف “نتنياهو” بهذه الأوصاف. حاول “عشقي” تبرير موقفه بالقول أنه قصد بأن نتنياهو قوي في بلده! في بلده ؟ أي “بلد” تلك يا جنرال ؟ الكيان المحتل الذي تتمحور مبادرتكم حول أمنه؟ أم تلك الأرض التي كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين؟

قول الجنرال بأن بلاده مستعدة للتعاون مع الكيان الصهيوني خوفاً من السلاح النووي الإيراني يدعو للسخرية حقيقة، كأن الجنرال لم يسمع بأن الكيان المحتل يمتلك أسلحة نووية أيضاً ؟ أم أنه حلال على “إسرائيل” وحرام على إيران ؟

نتسائل لماذا لا يرى الجنرال بالترسانة النووية الصهيونية تهديداً بينما يرى تهديداً يستوجب التحرك الفوري ضد السلاح النووي الإيراني –المحتمل- ؟ رغم أن التقديرات تشير إلى إمتلاك الكيان العبري ما يقارب ال200 رأس نووي عدا عن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية، إلا أننا لم نسمع يوماً “عشقي” يتحدث عن خطر “التمدد الصهيوني” على سبيل المثال ؟ بالرغم من أن الكيان الصهيوني بدأ بتصنيع الأسلحة النووية منذ أكثر من ربع قرن وجرى تسريب معلومات خطيرة من قبل تقني صهيوني يدعى “موردخاي فعنونو”  عام 1986 إلا أننا لم نر أي تحرك ضد الكيان حتى لحظتنا هذه.

لو عدنا بالتاريخ قليلاً لأيام التعاون الإستخباراتي القوي مع الكيان الصهيوني في عهد الشاه “بهلوي” حين كان الطيارون الصهاينة يتدربون في السماء الإيرانية، نجد أن منظمة الطاقة النووية الإيرانية ومركز طهران للبحوث النووية أقيما عام 1960 بمساعدة امريكية حين كانت إيران تحت حكم الشاه “محمد رضا بهلوي” صديق امريكا العزيز الذي كانت تسميه بشرطي الخليج، وإستمرت امريكا بتشجيع إيران على امتلاك سلاح نووي خاصة بعد رفض الشاه إستعمال النفط كأداة ضغط بعد حرب اكتوبر وسد بلاده للعجز في عام 1973 قبل الثورة الاسلامية عام 1979 والتي أطاحت بالبهلوي. ترى لو كانت إيران اليوم تحت حكم شرطي الخليج هل سيكون موقف الدول العربية من البرنامج النووي كما هو الآن؟! من العار أن تتحد مصالح الحكومات العربية بمصالح الكيان الصهيوني المحتل.

الموضوع بسيط وواضح وضوح الشمس هذا النهج الذي ينادي به “عشقي” يدعو لتصفية القضية الفلسطينية تحت كذبة أسمها “حماية الإسلام السني”.

**********

فيلم بلال محاولة رائدة للوصول للمتابع الغربي

إطلاق الفيلم الكارتوني ثلاثي الأبعاد “بلال” والذي يروي قصة حياة الصحابي الجليل “بلال بن رباح” منذ طفولته إلى أن أصبح واحدة من أهم الشخصيات في التاريخ الاسلامي، يسجل نجاحاً كونه أول فيلم رسوم متحركة عربي طويل، ولرسالة الفيلم الهادفة لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام خاصة كونه يعرض باللغة الإنجليزية ويروج لرسائل إنسانية سامية مثل العدل والمساوة.

إستضاف برنامج “صباح العربية” منتج ومخرج العمل يوم العرض الأول لفيلمه في مهرجان “دبي السينمائي الدولي” للحديث عن ظروف إنتاج الفيلم الذي إستغرق العمل به ما يقارب الثماني سنوات.

عمدت وسائل الإعلام الغربية بعد أحداث 11 سبتمبر لتقديم صورة مغلوطة عن العرب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، ووضعهم جميعاً بخانة الإرهاب والتخلف والتطرف. مازلنا نلاحظ الإنحياز القائم على أسس عنصرية تجاه القضايا العربية من قبل العديد من وسائل الإعلام الغربية، والأفلام الأجنبية التي تقدم العرب دائماً إما كإرهابيين أو كشيوخ يمتلكون المليارات ولا يفقهون شيئاً – بالرغم من وجود نماذج مشابهة للأسف إنما مشكلتنا بالتعميم-.

نأمل من الفنانين العرب إنتاج المزيد من هذه الأعمال التي تحمل مبادئ إنسانية وتروج لمفاهيم كالحب والمساوة والعدل ومقاومة الظلم والإستبداد، في سبيل كسر الصورة النمطية في الإعلام الغربي وأدواته، ولتقديم نماذج مشرقة للأطفال والشباب العرب، تؤمن بالتسامح والقيم الإنسانية العالمية.

*******

تصنيفات الإحتلال العنصرية تشمل حتى الحيوانات

بالرغم من المضايقات العديدة التي تعرضت لها مراسلة قناة فلسطين “سارة العذرا” أثناء تغطيتها للإنتهاكات الصهيونية بحق سكان بلدة عابود الواقعة غرب مدينة رام الله وإغلاق بوابة البلدة وعزلها عن باقي القرى ضمن سياسات العقاب الجماعي العنصري التي ينتهجها الإحتلال، إلا أن المراسلة أصرت على الإستمرار بالتغطية وبقيت واقفة كشجر زيتون بلادها، غير آبهة بالحركات البهلوانية السخيفة التي إستمر جنود الإحتلال بالقيام بها.

لا شيء يسلم من بطش الإحتلال فقد أطلق جنود صهاينة ينتمون لوحدة مكافحة “الإرهاب” قبل عدة أيام النار على أحد الجِمال والسبب أن الجمل عربي كما قال الجندي في مقطع الفيديو الذي جرى تداوله! فهل الحيوانات تُصنف أيضاً وفقاً للأعراق في هذا الكيان العنصري ؟

نعذر الإحتلال على الخوف الشديد من كل ما على هذه الأرض،  كحجر يستعمله الأطفال لمجابهة الإحتلال، وشجر الزيتون الضاربة جذوره بالأرض كما الفلسطيني، أو حتى جمل شمله تصنيف الإحتلال العنصري على أنه عربي. نعذرهم فهذه الأرض ستقيء كل ما هو غريب عنها كهذا الجندي الآتي من أوروبا أو أميركا أو أفريقيا ولن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية.

كاتبة أردنية

Dana.zeedan@gmail.com