مواقف الرئاسات الثلاث في العراق من التحالف الاسلامي.. ساكت ومتفاجئ ومرحب
رووداو – اربيل
على خلاف العادة في السياسة العراقية الخارجية تجاه الامور والقضايا الدولية، جاءت ردود الرئاسات الثلاث في العراق متباينة بشكل لافت، فبينما عبر رئيس الوزراء عن تفاجؤه بتشكيل التحالف الإسلامي، رحب به رئيس مجلس النواب، في حين التزم رئيس الجمهورية جانب الصمت.
"فوجئنا بإعلانه ولم تتم استشارتنا"
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي، في بيان له إن "العالم مدعو لمحاربة الفكر المتطرف لأنه أساس الإرهاب وان داعش جاءت بعقيدة فاسدة لا علاقة لها بالدين الإسلامي وهي مشروع لتشويه الإسلام ولذلك فان ضرر هذه العصابة الإجرامية أشد على الإسلام والمسلمين من ضررها على الآخرين".
لكنه استدرك قائلا عن التحالف الاسلامي "لقد فوجئنا بإعلانه ولم تتم استشارتنا وهناك خطأ جوهري يتمثل بإعلامنا بتشكيل هذا التحالف بعد إعلانه لاسيما وان العراق دولة تحارب داعش على الأرض، فكيف ينشأ تحالف ضد الإرهاب ويستثنى منه العراق ولا يتم التعامل مع سوريا؟"، متسائلا "كيف يتشكل من دول معظمها لا يملك إمكانات وقدرات على مواجهة الإرهاب".
وأضاف "نريد مشروعا حقيقيا لمحاربة داعش وإسنادا ودعما من هذه الدول التي لم تقدم مساعدة حقيقية للعراق في مواجهة الإرهاب"، مبينا أن "العراق من أوائل الدول الداعية لمحاربة الإرهاب وعصابات داعش في وقت كانت الكثير من دول العالم تعتقد أنها في منأى عن هذا الخطر الذي يستهدف الجميع".
"تشكيل التحالف خطوة مهمة"
أما رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، فقد رحب بتشكيل التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة "الارهاب"، وقال في بيان له إن "الارهاب الذي يدعي اقامة دولة الاسلام زوراً ويلبس عباءته، يحاول إقناع العالم بأنه المدافع عن المسلمين"، مبيناً أن "المسلمين هم أكثر المتضررين من شرور الارهاب وجرائمه".
وأضاف الجبوري أن "تشكيل التحالف الاسلامي خطوة مهمة لدحض هذا الادعاء الباطل عملياً، وأن الدول الاسلامية اقدر على معالجة هذا الوباء من جذوره بكل الطرق الفكرية والأمنية"، ودعا إلى "ضرورة تضامن جهود كل المحاور الفاعلة للقضاء على الارهاب".
وأكد الجبوري على أهمية "خلق روح التكامل في الجهد الدولي بهذا الاتجاه لمحاصرة الارهاب وتخليص العالم منه"، وحث قيادة التحالف على "ضرورة إدامة التشاور والتنسيق مع الدول المتضررة من الارهاب وفي مقدمتها العراق".
رئاسة الجمهورية تلتزم جانب الصمت
أما رئيس اكبر سلطة سيادية في العراق، فؤاد معصوم، فقد التزم جانب الصمت، ولم يصدر منه أو من مكتبه الاعلامي أي تصريح مباشر أو غير مباشر من تشكيل التحالف الاسلامي العسكري.
وقررت 34 دولة إسلامية، تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، بقيادة السعودية ويكون مقره الرياض، وهي: الأردن وقطر والإمارات والبحرين وتونس والسودان والصومال وفلسطين والكويت ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن وباكستان وجمهورية القمر وجيبوتي وبنغلادش وبنين وتركيا وتشاد وتوغو والسنغال وسيراليون والغابون وغينيا وكوت دي فوار والمالديف ومالي وماليزيا والنيجر ونيجيريا.
ترحيب ورفض وتحفظ
وكما الحال في الرئاسات جاءت مواقف الكتل متباينة ايضا، فبينما رحبت قوى عراقية بالتحالف الاسلامي العسكري، عبرت اخرى عن رفضها وتحفظها.
وقالت النائب عن ائتلاف دولة القانون ومستشارة زعيمه نوري المالكي، فردوس العوادي، في بيان، إن ما أعلنته السعودية حول تشكيل تحالف إسلامي "بدعة"، متسائلة "أي إرهاب سيبدأ هذا التحالف المزعوم بمحاربته؟ هل هو إرهاب داعش… أم هو إرهاب القاعدة؟".
كما هاجم القيادي في الحشد الشعبي، حسين الأسدي، التحالف الإسلامي واصفاً إياه بأنه "تحالف سياسي هدفه الإضرار بحركات المقاومة الإسلامية كحزب الله والحشد الشعبي"، مضيفا "نتحفظ على هذا التحالف حتى لو كان فعلاً سيضرب داعش، لأن مضاره أكثر من منافعه".
في حين قال رئيس كتلة ائتلاف القوى العراقية البرلمانية، احمد المساري في بيان "نحيي الاعلان عن تشكيل تحالف عسكري اسلامي لمواجهة التنظميات الارهابية في المنطقة وفي مقدمتها تنظيم داعش الارهابي"، مطالبا الحكومة بانضمام العراق الى التحالف الاسلامي.
اشار الى ان هذا التحالف يمثل "الضمانة الاساسية للقضاء على الارهاب نهائياً وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة".
كما رحب عضو ائتلاف القوى العراقية، محمد عبد الله "بأي جهود في هذا الإطار، والمملكة صاحبة سبق في محاربة الإرهاب"، مضيفا
"يجب عدم الالتفات الى الأصوات النشاز الخارجة من بغداد المعارضة للتحالف الإسلامي الجديد لأنها تنطق بما يريد ولي نعمتها".
الصدر: يجب أن يبتعد التحالف عن الطائفية
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المعة التحالف الإسلامي إلى الابتعاد عن الطائفية وأن لا تكون كل دوله من "الإسلام السني".
وقال الصدر في معرض رده على سؤال من أحد أتباعه عن رأيه حول تشكيل هذا التحالف إنه "يجب أن يبتعد هذا التحالف عن الطائفية، وان يقف مع الشعوب، لا مع الشرعية الوهمية أو الديكتاتورية"، وشدد على أن "هناك بعض الدول يجب ان لا تشارك في التحالف لأنها داعمة للإرهاب".
وأضاف "يجب أن لا تكون كل الدول من الإسلام السني، فأنصح بإدخال بعض الدول الأخرى كالدول الشيعية أو حتى الأعم من ذلك"، داعيا إلى أن "لا يكون عملها العسكري مبنيا على تقارير وهمية ولابد أن تكون وفقا لتقارير صحيحة حتى لا يقع المدنيون والابرياء ضحية لحربها".