لاجئون سوريون يبدأون حياة جديدة على جزيرة اسكتلندية - أ. ف. ب.
تحاول تسع أسر من اللاجئين السوريين التأقلم مع نمط عيشهم الجديد على جزيرة تعصف بها الرياح قبالة السواحل الغربية لاسكتلندا بعيدًا عن بلادهم التي تشهد نزاعًا داميًا.
لندن: تقول امراة تتحدر من حلب، وهي تساعد لاجئة اخرى من حمص، لاختيار فناجين من الشاي واطباق في متجر للاغراض المستعملة في روثساي على جزيرة بات ان "الوضع صعب. لا نعرف احدا هنا".
وتقول المرأة الثانية المحجبة انها لم تجد في الاسواق القهوة العربية ولا المتي المشروب الذي يلقى شعبية كبيرة في سوريا. كما ان الطقس البارد جدا في اسكتلندا لا يروق اطلاقًا اللاجئين الذين شهدوا منذ وصولهم اياما كانت فيها الرياح عاتية والامطار غزيرة.وعددهم 40 شخصا غادروا لبنان في الشهر الماضي، ووصلوا جوا الى غلاسكو، ثم الى جزيرة بات على متن عبارة.
ويتوقع وصول ست اسر اضافية في العام المقبل الى هذه الجزيرة التي لا تتجاوز مساحتها 120 كلم مربع، وعدد سكانها السبعة الاف. وفي التعاونية قرب قصر روثساي، يتجول رجل يتحدر من درعا بين رفوف المتجر على صيحات ابنه البالغ السنتين من العمر. وقالت اسكتلندية للرجل بسعادة وهي تداعب خد الطفل "نحن جيران".
"الامطار ستدفعهم الى الرحيل"
وخلال الايام الاولى من تواجدهم على جزيرة بات سجل اللاجئون اولادهم في المدارس وسجلوا اسماءهم عند طبيب وتعلموا كيفية تعبئة هواتفهم الخلوية الجديدة للاتصال بالاصدقاء وبافراد اسرهم الذين ظلوا في سوريا.
هؤلاء ضمن الدفعة الاولى من السوريين الذين تم نقلهم الى بريطانيا منذ ان وعد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون باستقبال 20 الف لاجئ بحلول العام 2020، في حين تترقب المانيا استقبال مليون لاجئ لعام 2015، وهولندا 60 الفا في بلد اصغر بست مرات من بريطانيا.
وفي بات حاول المتطوعون والمسؤولون المحليون ابقاء الاعلام بعيدا خشية من ان يؤدي كشف تفاصيل عن هويات اللاجئين الى تعريض حياة اقاربهم في سوريا للخطر ولاعطائهم فرصة للتأقلم. وخلال خمس سنوات سيستفيد هؤلاء من وضع اللاجئين ومن مساكن مجانية ومساعدات اجتماعية. كما يحق لهم العمل فور وصولهم الى الجزيرة.
واعرب عدد من السكان عن تشاؤمهم وتساءلوا ما اذا كان اللاجئون سيظلون على الجزيرة، في حين عبّر آخرون عن كرههم للاجانب. وقال رجل ملتح وهو يشتري نصف ليتر من الفودكا ومشروبي طاقة في متجر "نستقبلهم طالما انهم لم يحاربوا".
وقال آخر يرتدي قبعة اثناء انتظاره عبارة على رصيف مضاء بزينة الميلاد وهو ينظر الى الجبال البعيدة التي غطتها الثلوج "ستدفعهم الامطار الى الرحيل". واكد كريغ بورلاند رئيس تحرير "ذي باتمن" انه "الخوف من المجهول" لكن "غالبية" السكان سترحب باللاجئين.
- ماديرا اسكتلندا -
ومتجر زفاروني لبيع المثلجات الايطالية خير دليل على موجة الهجرة السابقة في اسكتلندا، لكن وصول دفعة كبيرة من المسلمين يشكل سابقة.
وقال طارق اقبال، الذي يقوم طوعا بوساطة ثقافية بين اللاجئين والسكان المحليين في اطار جمعيته سكوتيش كوميونيتيز انيشاتيف "هذا يذكرني بالفترة التي انتقل فيها والدي للعيش في اسكتلندا".
وقبل وصول اللاجئين اتى اقبال المتحدر من باكستان، من غلاسكو لتدريب المتطوعين على الجزيرة. واعطيت دروس في المدارس حول سوريا والاسلام. ويسعى اقبال الآن الى تأمين اللحم الحلال لهذه الاسر بانتظام، وسلمت اول كمية الثلاثاء.
وفي رأيه تم اختيار هذه الجزيرة لاستقبال لاجئين، لان مساكن شاغرة كانت متوافرة فيها، ما يدل على التراجع الاقتصادي الذي شهدته في العقود الاخيرة. وكانت هذه الجزيرة المعروفة بماديرا اسكتلندا، وجهة سياحية لسكان غلاسكو الى ان شركات الطيران المخفضة الكلفة جعلت الوجهة الاصلية في البرتغال ارخص.
ومن المقهى الذي يملكه يقول تيم سول الذي اقام في البحرين انه ينتظر بفارغ الصبر استقبال اللاجئين، وهو يعتبر نفسه "لاجئا" من انكلترا. واضاف "لدي كتاب مبسط للغة العربية ساستخدمه في حال جاء احدهم لتناول القهوة".