العراق والتحالف الإسلامي العسكري
ما أن تم إعلان الرياض عن تحالف إسلامي عسكري من خمس وثلاثين دولة لمحاربة داعش حتى تململت وتطافرت الأفكار والتساؤلات يميناً وشمالاً عن مصير العراق وتواجده من هذا التحالف , ومنهم من ينتظر ويراقب عن كثب لحين تتكشف الإمور أكثر فأكثر , كنت أراقب وأنتظر بإهتمام ورود اسم العراق ضمن هذا التحالف لكني تفاجأت بأنه خارج المنظومة الاسلامية وهو الأكثر تضرراً من وجود هذا الارهاب .
لكن للعراق خصوصية وتعاطي مغايرة ومختلفة عن كل الدول الرافضة للإرهاب وتواجده وطريقة مقاتلته سواء داخل العراق او خارجه , وتعتمد هذه الرؤى على طبيعة التلاقي او البراغماتية السياسية مع تلك المنظمات او الجماعات وحتى الفاصائل , وكذلك شكل التأثير والتأثر مع الازمات والمحاور الاقليمية على أسس عقائدية ومذهبية .
أسئلة كثيرة تسبق الإنتظار عن نتائج هذا التحالف الذي حرك نوعاً من الامل أمام الخلاص من كل فكر متطرف أياً كان إنتمائه وشكله , لكن ما يهمنا كعراقيين هو أين الموقف العراقي وكيف سيكون رد الفعل من دول طالما اتهمها العراق أنها راعية وداعمة للإرهاب ؟ وكيف سيكون مفتاح الدخول مع هذا التحالف وهناك جهات عراقية رافضة جملة وتفصيلاً اي تعاون ومساعدة عربية وإسلامية في هذا الخصوص ؟ وما طبيعة تعامل العراق مع جهات ومنظمات وأسماء داخل العراق متهمة بالارهاب ؟ وإذا ما رفض العراق الدخول الى هذا الحلف هل سيقف بوجه الإجماع الاسلامي , أم ان التحالف لا يمثل الاسلام من وجهة نظر أخرى ؟ وكيف ستكون زيارات المسؤولين العراقيين الى الرياض مركز العمليات إذا ما سلمنا أن كل شيء سوف يسير دون مشاكل ؟ وما شكل وصورة العراق والمنطقة بعد هذا التحالف ؟ وإذا ما أصبح هذا التحالف ضمن دائرة وتبني الدعم الدولي وهذا ما هو مخطط له كيف سيكون موقف العراق اذا ما رفض هذا التحالف يومئذ ؟ وهل سيتشبث العراق أكثر بمحوره الرباعي على حساب هذا التحالف ؟ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات في صور جديدة للتحالفات ضد الإرهاب .
هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية