إسبانيا بعد الانتخابات غير مستقرة سياسيًا - أ. ف. ب.
يخشى مراقبون أن تدخل إسبانيا في مرحلة عدم إستقرار سياسي قد يعرقل مفاوضات تشكيل حكومة جديدة وهو ما يمكن أن يترك أثره على الاقتصاد ومعدّلات النمو في البلاد.
إعداد ميسون أبو الحب: أدت الانتخابات الأخيرة في إسبانيا الى الغاء هيمنة الحزبين الرئيسيين اللذين كانا يتناوبان الحكم فيها مع ظهور حزبين جديدين هما بوديموس (أقصى اليسار) وسيودادانوس (يمين وسط).
وظهرت أولى المخاوف من حالة عدم الإستقرار في شكل انخفاض لأسعار الأسهم الأوروبية مع تراجع مؤشر البورصة الإسبانية بنسبة 3.6%. وتثير حالة عدم الاستقرار السياسي شكوكا ايضا في استمرار استرجاع الاقتصاد الإسباني عافيته رغم انه كان استرجاعا بطيئا جدا.
لا أغلبية
وكانت الانتخابات التي جرت الاحد الماضي قد جردت الحزب الشعبي الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريانو راخوي من أغلبية كان يتمتع بها في البرلمان (لديه الآن 122 مقعدا في البرلمان مقارنة بـ 186 مقعدا في انتخابات عام 2011) مع تصاعد نجم حزب بوديموس (جاء ثالثا بحصوله على 69 مقعدا) ثم حزب سيودادانوس (جاء رابعا بحصوله على 40 مقعدا).
أما الفائز الثاني فهو الحزب الاشتراكي الذي حصل على 90 مقعدا.
وسيضطر الحزب الشعبي إلى الدخول في مفاوضات صعبة ومعقدة مع الاحزاب الاخرى وقد تستمر فترة طويلة جدا ما قد يترك أثرًا سيئًا على الإقتصاد بشكل عام لا سيما وان إسبانيا تواجه مشاكل تتعلق برغبة منطقة كاتالونيا في الاستقلال.
شك في التعافي الاقتصادي
يذكر أن إسبانيا بالكاد خرجت من حالة كساد دامت خمس سنوات ومن نسبة نمو صفر منذ خريف عام 2013 ولكنها تمكنت من تسجيل نسبة نمو بلغت 3.3% في نهاية هذا العام. ومع ذلك يرى مراقبون ان هذا التطور لا يزال هشا وضعيفا بل وبدأ يتباطأ بعض الشئ.
ومن مشاكل إسبانيا حاليا انها لا تصدر ما يكفي من المنتجات مع ارتفاع معدلات البطالة فيها حيث أن هناك شخصا واحدًا من كل خمسة أشخاص قادرين على العمل في حالة بطالة. ورغم أنّ هذا المعدل أقل من المعدل المسجل خلال فترة الأزمة الاقتصادية إلا انه لا يزال عاليا حسب رأي مراقبين.
يذكر أن إسبانيا نجحت خلال عام 2015 في خلق 45 ألف فرصة عمل شهريا لكنها تعتمد في الطاقة التي تحتاجها على الخارج بنسبة 75% واذا ما ارتفعت أسعار المحروقات ازدادت الديون.
ائتلاف من؟
صحيح أن الحزب الشعبي تمكن من تحقيق الفوز في هذه الانتخابات غير ان عدم حصوله على الاغلبية يضعه تحت رحمة الاحزاب الاخرى.
وأقر راخوي بصعوبة الامر إذ قال "إسبانيا بحاجة الى حكومة تتمتع بدعم من البرلمان لكن الامر لن يكون سهلا وسيكون علينا التفاوض كثيرا"، ثم أكد حق حزبه في قيادة ائتلاف حكومي وعلى حاجة البلاد الى حكومة مستقرة.
واعتبر بيدرو سانشيز، زعيم الحزب الاشتراكي أن نتائج هذه الانتخابات تمثل "بداية حقبة سياسية جديدة في إسبانيا" تلغي سيطرة اليمين وتفتح بابا للحوار والاتفاق والاستقرار، حسب قوله.
أما بابلو اغليسياس زعيم حزب بوديموس فأعلن بدء مرحلة جديدة في السياسة ثم نوه الى أن على القوة السياسية الاولى ان تحاول تشكيل الحكومة كما دعا الى اصلاح النظام الانتخابي.
اما الحزب الرابع سيودادانوس فقال زعيمه البرت ريفيرا "إسبانيا تعيش حقبة سياسية جديدة.. وسنشارك في التغيير السياسي.. وسنساهم في تشكيل أغلبية حاكمة ولكن ليس بأي ثمن".
وبالطبع ففي بلد مثل إسبانيا يعاني اساسا من أزمة اقتصادية، قد يعرقل تضارب المصالح السياسية الكثير. ويرى مراقبون ان فوز راخوي في هذه الانتخابات دون تحقيق اغلبية يضع بلاده تحت رحمة الد اعدائه وهو عدم اليقين السياسي.