اخبار العراق الان

عاجل

هذا ما توقعته المخابرات الأميركية منذ خمسة عشر عامًا -

هذا ما توقعته المخابرات الأميركية منذ خمسة عشر عامًا -
هذا ما توقعته المخابرات الأميركية منذ خمسة عشر عامًا -

2015-12-23 00:00:00 - المصدر: ايلاف


 ضمن سلسلة توقعات لما سيكون عليه العالم مع حلول العام 2015، تنبأ باحثون وخبراء أميركيون بحدوث أشياء كثيرة لم تكن موجودة أو ملحوظة في العام 2000، فيما كان لافتًا توّقع قيام ثورات سياسية مرتبطة على نحو وثيق بالتطور التكنولوجي وبشبكة الإنترنت.

إعداد عبد الإله مجيد: جمعت وكالة المخابرات المركزية الاميركية عام 2000 مجموعة من الباحثين والخبراء من خارج الوكالة وطلبت منهم التنبؤ بما سيكون عليه العالم في سنة 2015.  

وكانت النتيجة عبارة عن تقرير مؤلف من 70 صفحة تُغطي كل شيء، من صعود تكنولوجيا النانو، مرورًا بأسواق المال والتغيرات السكانية، وصولًا الى مصير الاقتصاد العالمي.  

وجاءت بعض توقعات الباحثين بديهية لا مراء فيها، مثل ان الماء سيبقى سائلًا والسكر سيبقى حلو المذاق، ومن توقعاتهم التي اصابوا فيها ان الاحتقانات الدينية والاثنية ستبقى محركًا للنزاع في الدول التي تتسم بضعف ادارتها الحكومية، لكن توقعات أخرى اثبتت خطأ العلماء بشكل ساطع، مثل توقعهم بانتشار لحم الأبقار المستنسخة أو وحدة الكوريتين. 

وبعد مرور 15 عامًا على توقعات الباحثين، استعرضت صحيفة الديلي تلغراف اين اخطأوا وأين اصابوا في تقرير وكالة المخابرات المركزية.  

ثورة الانترنت

اصاب خبراء وكالة المخابرات المركزية في توقعهم بحدوث ثورة في التكنولوجيا الرقمية، وبأن الأجهزة المحمولة ستغير العالم الذي نعرفه. 

وقال العلماء ان الاتصالات الخلوية اللاسلكية ستؤدي الى "اكبر تحول في العالم منذ الثورة الصناعية"، واضاف الخبراء ان توفر الانترنت على نطاق واسع سيتيح امكانية الارتباط والاتصال بواسطة اجهزة محمولة والأعداد الكبيرة من الأقمار الاصطناعية رخيصة الكلفة.  

وقال الخبراء ايضا ان تطور تكنولوجيا المعلومات ستكون له تداعيات سياسية، ففي الشرق الأوسط ستطرح "المعارضة المرتبطة عن طريق الشبكة العنكبوتية" تحديات على الأنظمة السلطوية، كما فعلت في انتفاضات الربيع العربي، وفي الوقت نفسه ستؤدي التكنولوجيا نفسها الى نزاعات بين الدول. وهذا ما أكدته الهجمات الالكترونية الروسية والصينية في الولايات المتحدة واستخدم اميركا الفيروس "ستاكسنت" لتخريب البرنامج النووي الايراني. 

تطور التكنولوجيا البيولوجية

ابدت وكالة المخابرات المركزية تفاؤلًا مفرطًا بنتائج التكنولوجيا البيولوجية، متوقعة استخدام الجينوم الشخصي لمعرفة الاسباب الوراثية وراء اصابة البعض بأمراض لا تصيب البعض الآخر، والاستعاضة عن اعضاء الجسم التالفة بأعضاء تُصنع في المختبر من انسجة المريض، وسيجري استنساخ الحيوانات لتوفير اللحوم فيما سيلجأ الارهابيون الى الهندسة الوراثية لتصميم امراض جديدة وخطيرة. وتوقع علماء الوكالة ايضا ان يعيش الأثرياء اعمارا أطوال من الآخرين بفضل تقدم التكنولوجيا الطبية.

وتبدو بعض هذه التنبؤات خيالية اليوم، إذ ليس هناك علاج يمد في اعمار الأثرياء، ولكن الوكالة كانت مصيبة في استخدام الجينوم طبيا على نطاق واسع خلال السنوات الخمس الماضية، وكذلك بشأن المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا، حتى انها اصبحت تشكل 82 في المئة من الأراضي المزروعة بفاصولياء الصويا و68 في المئة من الأراضي المزروعة بالقطن و30 في المئة من الأراضي المزروعة بالذرة في العالم.  

صعود روسيا

توقعت وكالة المخابرات المركزية ان ترفض روسيا فقدان مكانتها كقوة عظمى وان تستخدم احتياطاتها من النفط والغاز لاستعادتها.  وبالفعل كانت مقاومة روسيا لما سماه باحثون "القرن الأميركي الجديد" هدفا رئيسيا في السياسة الخارجية الروسية.  ولكن وكالة المخابرات المركزية توقعت ان تبقى روسيا ضعيفة لا تملك من اوراق الدبلوماسية الدولية سوى حق الفيتو في مجلس الأمن، وكانت الوكالة مخطئة في ذلك، إذ نجح الرئيس فلاديمير بوتين في مد شبكة النفوذ الروسي من اليونان الى سوريا متدخلا في حروب خارجية ومقتطعا اراضي جديدة وضمها الى روسيا ومتسببا في اجهاض خطط الغرب.  

وبدلا من 2500 رأس نووي توقعتها الوكالة، فإن لدى بوتين اكثر من 8000 منها، كما كانت الوكالة مخطئة في توقعها وحدة الكوريتين واقامة دولة فلسطينية وموت الزعيم الكوبي فيدل كاسترو. 

إلى ذلك، اصاب تقرير وكالة المخابرات المركزية في توقعه نمو سكان العالم الى أكثر من 7 مليارات وتباطؤ نموه، بل وحتى تراجعه في روسيا واوروبا الشرقية.  وبالفعل فان عدد سكان روسيا اقل اليوم منه في عام 2000، ولكن الوكالة كانت مخطئة بشأن افريقيا، حيث توقعت انخفاض عدد سكانها بسبب مرض الأيدز، إذ ارتفع عدد سكان افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وكان نموها الاقتصادي على نقيض توقعات الوكالة. 

أزمات

كما وتوقعت وكالة المخابرات المركزية ان تؤدي شيخوخة السكان في البلدان المتطورة الى أزمة، وقالت الوكالة ان هبوط نسبة العمال الى المتقاعدين سيكون عبئًا على الخدمات الاجتماعية والمعاشات التقاعدية والمؤسسات الصحية، وان الحكومات ستعمل على تخفيف الأزمة باجراءات بينها تمديد سن التقاعد وتشجيع المرأة على دخول سوق العمل والاعتماد على العمال المهاجرين، وكانت الوكالة مصيبة في توقعاتها.  

توقع التقرير أيضًا مستويات عالية من النمو في سنوات العقد الأول من الألفية الثالثة، وهذا ما حدث الى حد ما، واخذ التقرير في حساباته امكانية وقوع ازمة مالية، لكنه أسهب في الحديث عن المخاطر التي تهدد البلدان النامية إذا لم تتجه نحو الانفتاح الاقتصادي، وبدلا من هذه المخاطر على البلدان النامية حدث انهيار في القطاع المصرفي الاميركي، وقد جر معه الاقتصاد العالمي وجدد الحديث عن حدود الرأسمالية وصلاحيتها. 

الارهاب الدولي

كان خوف وكالة المخابرات المركزية من وقوع هجمات ارهابية أدهى وأشد فتكا باستخدام طرق ماكرة خوفا مبررا كما أكدت هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة، ولكنها لم تتوقع حجم الدور الذي سيقوم به الارهاب في تحديد سياسة الغرب الخارجية خلال السنوات العشر التالية.  

وتوقع خبراء الوكالة ان تتمكن جماعات مسلحة وعصابات لتهريب المخدرات وعصابات اجرامية من استغلال العولمة للارتباط فيما بينها بشبكات أوسع من أي وقت مضى، وان هذه الجماعات والعصابات ستتاجر بأسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية لاستخدامها ضد الغرب بالدرجة الرئيسية. 

وكانت تلك رؤية كابوسية انبثقت من رماد الحرب الباردة عن جماعات عابرة للحدود تبيع اسلحة الدمار الشامل، فيما لم تكن وكالة المخابرات المركزية مصيبة في توقعها هذا، ولكن الواقع قد يكون اسوأ برأيي محللين، فتنظيم داعش استخدم اسلحة كيماوية غنمها من ترسانة النظام السوري، ويعمل الآن على امتلاك اسلحة كيماوية من انتاجه، بحسب مصادر استخباراتية غربية.

وبخلاف الشبكات الاجرامية التي اشارت اليها وكالة المخابرات المركزية في التقرير، فان داعش لا يحاول الربح من العولمة فحسب، بل لديه ايديولوجيا عالمية يريد فرضها بأساليب وحشية.