رحيل الدا حسين.. زعيم الاشتراكيين الجزائريين وأحد أشهر مقاومي الاستعمار الفرنسي
الجزائر (CNN)-- رحل، اليوم الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2015، الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد الملقب بـ "الدا حسين" في منفاه الاختياري بسويسرا عن عمر يناهز 89 سنة بعد صراع مع مرض عضال دام لسنوات.
المناضل حسين آيت احمد المولود في 26 أوت/أغسطس 1926 بعين الحمام بولاية تيزي وزو، (تبعد عن العاصمة بـ 110 كلم)، فالرجل ارتبط اسمه بتاريخ الجزائر وارتبط تاريخ الجزائر به، فلذا يُعد آيت احمد أحد أبرز الوجوه السياسية الوطنية حتى وهو صامت وغائب.
ويعتبر آيت احمد، من أبرز قادة الثورة الجزائرية و جبهة التحرير الوطني، حيث بدأ نشاطه السياسي مبكرا بانضمامه إلى صفوف حزب الشعب الجزائري لما كان طالبا في الثانوي، كما يشهد التاريخ للرجل مواقفه في الدفاع عن الخيار المسلّح كخيار وحيد للحصول على الاستقلال.
ويرى المتتبع لمسار الرجل في "الدا حسين" الشخصية الوطنية "الفذة" التي نالت احترام فئات واسعة من الجزائريين، فخيار دعم الكفاح المسلح كان أحد المؤشرات على شخصية شاب كان يعي ما يريد، فهو الذي دعا عام 1947 لتأسيس المنظمة الخاصة وكان أحد ركائزها وترأسها بعد وفاة الراحل محمد بلوزداد.
ويحفظ له التاريخ أيضا عملية بريد وهران 1949 رفقة احمد بن بلة والتي كانت أبرز العمليات التي سجلت حضور الرجل، فإبان الاحتلال وخارج الجزائر كان للرجل دور في حركة عدم الانحياز في مؤتمر باندونغ العام خمسة وخمسين وأسمع للجزائر صوتا في الأمم المتحدة العام ستة وخمسين بتأسيسه مكتبا لجبهة التحرير الوطني العام ستة وخمسين.
غداة الاستقلال، فارق آيت احمد أشقاء البارحة وأسس جبهة القوى الاشتراكية 1963، عاما بعد ذلك، قام رفقاء الأمس بالزج به في سجن الحراش، وظل في غياهبه إلى غاية 1966 ، ثم هرب بعدها إلى سويسرا لمنفاه الاختياري الذي رجع منه سنة 1989 مع بداية نسيم التعددية الحزبية.
كما ترأس آيت أحمد في ذات السنة، حزب جبهة القوى الاشتراكية (الافافاس) منذ تأسيسه عام 1963، وعاد حسين ايت احمد الى منفاه بعد اغتيال بوضياف سنة 1992 وبقي وفيا لذلك الخط لغاية مؤتمر سانت ايجيديو بروما اذ وقع رفقة شخصيات أخرى على أرضية الخروج من الأزمة سنة 1995، كما ترشح العام 1999 لانتخابات الرئاسة إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و6 مترشحين آخرين قبل أن ينسحب منها في آخر لحظة.
وفي يونيو/حزيران 2010 ، حذر ايت احمد في آخر رسالة وجهها لكافة الجزائريين من مخاطر "المزايدات الجهوية" على وحدة التراب الجزائري التي قد ترهنه لـ "رغبة القوى الكبرى'، معتبرا من يدعون لهذا بأنهم " لا يختلفون عمن يستعملون الدين لأغراض سياسية أو من يستعملون السياسة لأغراض عرقية".
وسجل ايت احمد في ماي 2013 غيابه عن المؤتمر الخامس لحزب جبهة القوى الاشتراكية لأسباب صحية معلنا تطليقه السياسة وقبل أن يفعل ذلك أوصى بالجزائر خيرا في رسالة شهيرة تركها لمناضلي حزبه اقتناعا منه بأن جزائر الغد تريد جيلا جديدا او ربما لأنه ادرك بحس السياسي المحنك ما لم ندركه نحن، وقتها، لم يتقبل مناضلو الافافاس رسالة ايت احمد، فصوّتوا أثناء انعقاد مؤتمر الحزب بالأغلبية على قرار إعلان آيت احمد رئيساً شرفياً للجبهة مع انتخاب "هيئة رئاسية جماعية".
هكذا شدّ الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد الرحال الى دار الخلود، تاركا وراءه تاريخيا حافلا بالمواقف الشامخة مقرونة بنضالات الشعب الجزائري.
تغطية ذات صلة