إقبال ملحوظ على تعلّم اللغات في غزة
رغبةً منه بتطوير لغته الانجليزية، من أجل تحقيق حُلمه بالحصول على درجة الماجستير من أحد الدول الأوروبية، وليُحسّن من وضعه التعليمي والاجتماعي بما يتناسب مع أهدافه الشخصية، يعزم محمد عوض (26)عامًا من قطاع غزة بإرتياد أحد أكاديميات تعليم اللغة في القطاع.
يقول محمد: “هدفي الآن هو تعلم اللغة الانجليزية وإجادتها، لكي يتسنى لي الحصول على شهادة تثبت قدرتي على إجادة اللغة، ومن ثمَّ قدرتي على تقديمها في طلبات منح الماجستير للدراسة في الخارج”.
ويضيف: “أقدمتُ على تعلّم اللغة الإنجليزيّة قبل شهرين من الآن، وكلّفتني بما يقارب ال450 شيكلًا، رغم الوضع الاقتصادي الصعب، ولكنني مُجبر على تعلم اللغة نظرًا معظم طلبات التّوظيف يشترط إتقان اللّغة الإنجليزيّة قراءة وكتابة، وهذا الأمر من الصعب إتقانه خلال التّعليم الأساسيّ أو الجامعيّ”.
موضحًا أن إقدامه على تلقي تدريبات اللغة الانجليزيّة سعيًا منه للحصول على الماجستير ومن ثمَ الوظيفة بمرتب جيد، ويخضع الآن إلى دورات عدّة متسلسلة ومكثّفة تستمرّ 12 شهرًا لتعلّم اللّغة الإنجليزيّة في معهد “الأميديست” في غزّة، من أجل الحصول على شهادة “التوفل” الدوليّة.
وتجدر الإشارة إلى أن الطالب الفلسطينيّ يتلقى تعليمًا حكوميًّا يشمل منهاج اللّغة الإنجليزيّة في كلّ المراحل الأساسيّة المكوّنة من 12 مرحلة تعليميّة (بدءًا من الصفّ الأوّل الأساسيّ حتّى الثاني عشر الأساسيّ) .
وبحسب المدرّس الحكوميّ عوني سمور: “إنّ التّعليم الحكوميّ لا يهتمّ بتدريس الإنجليزيّة في شكل يرتقي إلى مدى الحاجة الملحّة الّتي باتت مطلوبة في غزّة، وأعتقد أنّ التّعايش والمحادثة هما أهمّ ركائز تعلّم أيّ لغة في العالم، وهي ركائز مفقودة في التّعليم الحكوميّ للإنجليزيّة”.
منوهًا إلى أنّ هذا التّعليم لا ينتج جيلًا يتقن الإنجليزيّة بالصورة المطلوبة التي يفترض أن يكون الطالب ملمًّا بها على أكمل وجه.
يُلاحظ توجّه عدد كبير من الفئات في قطاع غزة لتعلم الإنجليزية لحاجات تتعلق بتطوير فرص العمل وتحسين الوضع الاجتماعي، إذ قالت الطالبة لمياء حسن: “إقبال المواطنين في قطاع غزة يزداد بشكل كبير على تعلم اللغة الإنجليزية لأنها تزيد فرص الحصول على الوظيفة وتعطي مكانة مرموقة اجتماعيًّا ويصبح متحدثها أكثر انفتاحًا على العالم فهي لغة العصر”.
موضحةً أنها ستستثمر وجودها في مركز التدريب لتعلّم اللغة الانجليزية فهي تدرك مدى أهمية اللغة لمستقبلها خاصة وهي تلحظ هذا الإقبال المتزايد على تعلم اللغة الإنجليزية.
وعن أهمية اللغة الانجليزية يقول رئيس الأكاديمية البريطانية لتعلم اللغات في غزة “رمضان عكاشة”: “اللغة الإنجليزية مهمة في كافة مجالات الحياة وخاصة للطلاب لأنها تفيدهم في دراستهم الجامعية المتوسطة والعليا”.
واستدرك قائلًا: “للأسف الشديد نجد أن هناك خللًا في هذا الجانب نظرًا للأوضاع والظروف الاستثنائية التي نمر بها، وصعوبة الاتصال بالعالم الخارجي يشكل عائقًا، لكن توفر الوسائل التقنية كالإنترنت للتواصل مع العالم ساعد بشكل أو بآخر بالتواصل من خلال اللغة الإنجليزية التي تعتبر اللغة الأولى في العالم والمعمول بها في كافة الدول”.
مؤكدًا على أنّ تعلّم اللّغة الإنجليزيّة أصبح ضرورة ملحّة أيضًا أمام الكتّاب والصحافيّين والناشطين الحقوقيّين من أجل الدّفاع عن القضيّة الفلسطينيّة وإيصال معاناة الفلسطينيّين إلى العالم.
وما زال كلٌ من محمد ولمياء يدرك أنّ تعلّم الإنجليزيّة يزيد من فرصة نجاح مشاريعه المستقبليّة، مع وجود جديّة كبيرة في التّعلم فبعضهم يملك عقلًا عظيمًا ويرغب في الانفتاح على العالم الخارجيّ من أجل تطوير مهاراته وقدراته.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست