البابا يترأس قداس يوم الميلاد على خلفية أعمال عنف ومآس - أ. ف. ب.
الفاتيكان: يطلق البابا فرنسيس في عظته الجمعة بمناسبة عيد الميلاد دعوات الى المصالحة من الشرق الاوسط الى افريقيا وسط اوضاع يسودها التوتر وتهديدات للمتطرفين بعد سنة شهدت موجة هجرة كبيرة الى اوروبا.
ويوجه البابا عند الساعة 11,00 تغ من على شرفة كاتدرائية القديس بطرس عظته السنوية ليدعو الى حلول لمشاكل العالم.
ويتوقع ان يتطرق الحبر الاعظم الى النزاعين في سوريا والعراق واضطهاد المسيحيين في الشرق والحروب الاهلية العديدة في افريقيا والتهديدات التي تواجهها البيئة واحترام المهاجرين الذين يهربون من بلدانهم عبر البحر او البر.
وفي يوم الخميس وحده تم انقاذ 370 مهاجرا كانوا يحاولون الوصول الى ايطاليا قبالة سواحل ليبيا، لكن 18 آخرين لقوا مصرعهم قبالة سواحل تركيا. وتطغى على نهاية هذه السنة اعمال عنف في الكثير من مناطق العالم والخوف من اعتداءات جديدة من باريس الى ليبيا ومن سوريا الى الضفة الغربية المحتلة.
وفي الصومال ذهبت الحكومة الى حد منع الاحتفالات بعيد الميلاد بذريعة انها يمكن ان تدفع الاسلاميين في حركة الشباب الى شن هجمات. وفي باريس حيث اسفرت اعتداءات اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها عن مقتل 130 شخصا الشهر الماضي، تم تعزيز الامن عند مداخل الكنائس بينما كان عدد السياح اقل من العادة.
المؤمنون في روما مشتتون
وحول الفاتيكان كان المؤمنون في ليلة الميلاد اكثر تشتتا اذ ان المخاوف من اعتداءات للتنظيم الجهادي ادت الى الغاء عدد من الرحلات. وعبر اصحاب المطاعم عن استيائهم من موسم يشهد تباطؤا على الرغم من "يوبيل الرحمة" الذي افتتح في الثامن من كانون الاول/ديسمبر وترافق مع نشر اعداد كبيرة من الجنود وعناصر الدرك والشرطة.
وفي عظته مساء الخميس في في كنيسة القديس بطرس التي اكتظت بالمؤمنين، دعا البابا فرنسيس الكاثوليك البالغ عددهم 1,2 مليار شخص الى السعي لنشر "العدالة" والابتعاد عن "الخوف". وقال البابا الارجنتيني "في مجتمع ينتشي غالبا بالاستهلاك والملذات، يدعونا الله إلى التحلي بتصرف رزين أي بسيط ومتزن قادر على فهم ما هو جوهري وعيشه".
واضاف "في عالم غالبا ما يكون قاسيا مع الخاطئ ورخوا مع الخطيئة، نحن بحاجة لنعزز معنى العدالة والسعي إلى عيش مشيئة الله. وفي داخل ثقافة اللامبالاة التي غالبا ما تكون بلا رحمة، ليكن أسلوب حياتنا مفعم بالتقوى والرأفة والرحمة التي يستقيها يوميا من الصلاة".
وبعد ذلك رافق 16 طفلا من الدول التي زارها البابا هذا العام يحملون باقات ورود الحبر الاعظم ليضع تمثال يسوع المسيح في مغارة اقيمت في كنيسة القديس بطرس.
قداس "لضحايا العنف والارهاب"
في بيت لحم حيث كان الزوار الاجانب قليلين ايضا، تم احياء قداس منتصف الليل في كنيسة المهد الذي خصصه بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال "لضحايا العنف والارهاب" الناتج عن "أيديولوجية الموت التي يغذيها التشدد الديني التكفيري الذي يثير الرعب".
وقال البطريرك طوال في القداس الذي حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس "اننا نفكر في تلك المنازل المهدمة في القدس وفلسطين والاراضي المصادرة والاهالي الذين تطالهم عقوبة جماعية". واضاف طوال "نحن نفكر في كافة ضحايا الارهاب في كل مكان ومن اي شعب كان".
وتكريما لهؤلاء الضحايا دعت اعلى سلطة للروم الكاثوليك في الاراضي المقدسة "كل رعية الى اطفاء اضواء شجرة الميلاد خمس دقائق تعبيرا عن تضامنها" معهم. وفي يوم الاحتفالات هذا قتل اربعة فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة برصاص قوات اسرائيلية، ثلاثة منهم بعد محاولة استهداف اسرائيليين في هجمات منفصلة، كما قال الجيش والشرطة الاسرائيليان.
وفي سوريا حيث سادت مخاوف من هجمات لتنظيم داعش، عبر ممثل البابا في دمشق ماريو زيناري عن الامل في ان يكون هذا الميلاد الرابع وسط حالة الحرب في البلاد "الاخير". وقال "نريد ان نبدي الامل في ان تزهر هذه البراعم التي ظهرت (خصوصا خارطة الطريق التي دعمها مجلس الامن الدولي) وان تغطي في العام المقبل اغصان الزيتون كافة المغارات في سوريا".
وكان البابا دان في تشرين الثاني/نوفمبر "عالما لم يسلك بعد طريق السلام" و"يواصل خوض الحروب". وقال "هناك حرب في كل مكان، اليوم تسود الكراهية (...) وماذا بقي؟ دمار وآلاف الاطفال بلا تعليم وعدد كبير من الابرياء الذين قتلوا! واموال في جيوب تجار الاسلحة".