ما الذي نعرفه عن موعد ومكان ميلاد المسيح؟ -
من أهم قصص المسيحية قصة ولادة السيد المسيح التي يمكن تتبعها في كل مكان وفي كل شئ سواء في الكتب أم في الروايات أم في اللوحات الفنية وما الى ذلك.
ولكن مارك غودايكر البروفسور في قسم الاديان في جامعة ديوك يعتقد ان موعد هذا الميلاد غير صحيح.
ونلاحظ ان المعلومات الخاصة بميلاد المسيح لا ترد إلا في إنجيلين هما انجيل متي وانجيل لوقا. ومع ذلك يعرض كل منهما قصة مختلفة عن الاخر. فلوقا يبدأ في الناصرة فيما يركز متي على احداث بيت لحم ولا يقدم اي منهما تفاصيل وافية على صعيد التواريخ.
ويقول البروفسور غودايكر "هذه قضية صعبة في الحقيقة لعدم وجود معلومات كافية أو وافية في هذين الانجيلين عن ولادة المسيح. وبشكل عام نلاحظ ان كتاب الانجيل لا يروون الاحداث مرفقة بتواريخها او وقتها من العام إلا في ما ندر" ثم اضاف "لا يمكننا العثور على اي تفصيل رسمي ما يعني ان المعلومات مبهمة تماما".
عشر سنوات
ويذكر الانجيلان ان الميلاد حدث خلال فترة حكم الملك هيرودس الكبير وهو ملك روماني ولكنهما يختلفان على الموعد بفارق عشر سنوات تقريبا.
ويذكر انجيل لوقا أن المسيح كان في الثلاثين من العمر عندما بدأ يلقي مواعظه ما يعني انه ولد في السنة الاولى قبل الميلاد. واليوم، يظهر ان لوقا اخطأ الحساب بالنسبة للسنة التي مات فيها هيرودس ما يعني ان المسيح ولد في السنة الرابعة قبل الميلاد اي قبل حوالى 2019 عاما.
ويحذر البروفسور غودايكر بالقول "ربما يقول احد عنك انك في الثلاثينات من عمرك وقد تكون في الثامنة والثلاثين" ويضيف "وعندما يقول لوقا ذلك، ربما كان يعني ان المسيح كان في الثلاثينات عندما بدأ يلقي مواعظه. كل شئ تقريبي في الواقع".
في عز الشتاء
وتصبح الامور اكثر اثارة للحيرة اذا ما اضفنا اليها عامل الخامس والعشرين من كانون الثاني (ديسمبر).
ويشير علماء الدين عادة الى ان انجيل لوقا يذكر انه كان هناك رعاة في الحقل في اول كرسمس ما يعني ان المسيح لم يولد في فصل الشتاء. ويقول غودايكر "وهناك قضية اخرى تتعلق بمغادرة مريم ويوسف في رحلتهما المعروفة من الناصرة الى بيت لحم في منتصف فصل الشتاء عندما كانت مريم حبلى وهو أمر يبدو غير معقول حقا".
لا معلومات واضحة
وكانت تقارير عديدة نشرتها صحيفة التايم اشارت الى ان الكثيرين يقرون بأن أغلب المعلومات الخاصة بقصة حياة المسيح لا تقوم على معلومات علمية واضحة إذ لا يوجد اي دليل مادي لدعم العديد من النقاط الاساسية فيها.
وكان البابا بندكت قد شكك هو الاخر بالعديد من المعلومات الخاصة بميلاد المسيح في كتاب نشره في عام 2012 ويحمل عنوان "مسيح الناصرة: قصص الطفولة".
ولا تقتصر القضية على غياب معلومات دقيقة عن موعد ميلاد المسيح بل هناك ايضا قضية المكان.
ويعتقد الكثيرون ان مريم ويوسف توجها الى خمارة في بيت لحم حسب قول غودايكر ثم انتهيا الى اسطبل لانهما لم يستطيعا الحصول على غرفة. ويقول الباحث "ما يقوله لوقا هو انهما جعلا المسيح يتمدد في مزود لعدم وجود مكان له في المكان ولذا هبطا الى الطابق الاسفل" واضاف "لا يتعلق الامر بأسطبل هنا، هذه صورة سيئة جدا عن المسيح، ان يكون قد ولد داخل اسطبل، ثم ان النص الذي يعتمد عليه هنا ضعيف للغاية".
ولكن لا يهتم الكثيرون من المحتفلين بعيد ميلاد المسيح بالنص والاثباتات إذ أظهر مسح أجرته مؤسسة بيو في عام 2014 أن 65% من الاميركيين البالغين يعتقدون ان قصة كرسماس حقيقية تماما.