جمهورية مهاباد الثانيه: أنهاء مستقبل الشعب الكردي بعنجهية البرزاني!
ابو الحسن العراقي
بين فترة واُخرى يخرج علينا السيد” مسعود البرزاني” بتصريح عن انفصال اقليم شمال العراق المسمى كردستان العراق. لذا فتصريحه وتطبيله قبل يومين حول الانفصال لم يختلف عن سابقاتها. اذ انه يريد من وراء ذلك أبتزاز حكومة المركز في بغداد, وحتى أخر دولار في خزينتها وأخر منصب مهم في كابينتها هذا من جهة. وان يحرك المشاعر القوميه للشعب الكردي من جهة أخرى ليبقى فتره أطول في كرسي الحكم للسيطره على مقدرات الإقليم وسرقة ثروة الشعب العراقي بالتعاون مع تركيا علنا ومع أسرائيل سرا.
فبعد انتهاء فترته القانونية ,والممدة أيضا انكشف امام شعبه بأنه ديكتاتور جديد. وقد أصبحت تصريحاته سمجه جدا في هذا الموضوع وحتى في موضوع البيت الكردي نفسه.، ومن الطريف ان لا احد في بغداد من المسؤولين كانت له ردة فعل على تصريحه الأخير وكأنهم أيتاما لدى البرزاني. فالكل يريد التخلص من هذا العبء الثقيل والمزعج الا وهو انفصال الاراضي الشمالية للعراق متمثلا بالمحافظات الثلاثة” أربيل سليمانية ودهوك…. ما يسمى كردستان” ولكن لا يجرؤون على ذلك.
فالكل يعلم ماهو دور مسعود البرزاني في جميع ما حل بالعراق و بالدسائس التخريبيه للعراق وستكون فرحه للعراقيين العرب اكثر من العراقيين الاكراد عندما ينفصل البرزاني. وأعلموا وللتاريخ فحال أنفصاله ستبدأ الحرب الكردية – الكردية!!. فتعالوا لنعرف من هو البرزاني وماذا يريد؟ ومن اين جاء لشمال العراق؟ يجب ان نذكر حقائق تاريخيه اولا. جمهورية مهاباد الاولى في عام 1946 تأسست في أقصى شمال غرب ايران ما يسمى بـ( جمهورية مهاباد) وكانت كيان مدعوم من الاتحاد السوفيتي لاعلانها مستقبلا كجمهورية كردية ولكنها لم تدم أكثرمن 11 شهراً.
حيث تم تشكيل هذا الكيان بسبب الأزمة التي حصلت بين امريكا والاتحاد السوفيتي حول ايران وعلاقتها بالمانيا النازية . وعلى الرغم من ان ايران أعلنت الحياد من الحرب العالمية الثانية إلاّ أن قوات الاتحاد السوفيتي توغلت في جزء من الأراضي الإيرانية وكانت حجتهم لهذا التوغل هو أن شاه إيران الأب رضا بهلوي كان متعاطفاً مع هتلر.ونتيجة لهذا التوغل، هرب رضا بهلوي إلى المنفى وتم تنصيب إبنه محمد رضا بهلوي في مكانه، ولكن الجيش السوفييتي استمر بالتوغل بعد أن كان يسيطر على بعض المناطق شمال ايران لتوسيع نفوذه بصورة غير مباشرة من خلال إقامة كيانات موالية للاتحاد السوفيتي
. حينها ظهر بعض الاكراد مثل” قاضي محمد، ومصطفى البرزاني” ليستغلوا هذه الفرصه ويتعاونوا مع الاتحاد السوفيتي لإقامة هذا الكيان. وبالفعل تم اعلان هذا الكيان في 22 كانون الثاني عام 1946، ولكن مع تحركات شاه ايران الابن للضغط على امريكا وبريطانيا واللتان مارستا الضغط على الاتحاد السوفيتي انسحبت هذه القوات من الاراضي الإيرانية. وعندها قامت القوات الإيرانية باسقاط هذا الكيان بعد حوالي 11 شهرا من إعلانه .وتم إعدام قاضي محمد امام العامه في مهاباد بعد حوالي 4 شهور من القبض عليه وهرب مصطفى البرزاني مع مجموعه من مقاتليه (ويقال بانه سلم قاضي محمد للحكومة الايرانيه من خلال صفقه معها مقابل الإبقاء على حياته والسماح له بالهرب خارج ايران)!!!!!.
بعد سنين حدث امر مهم الا وهو انقلاب عبد الكريم قاسم على الحكم الملكي في العراق. فماكان من عبد الكريم الا ان أرسل بطلب مصطفى البرزاني من منفاه في الاتحادالسوفيتي وعفى عنه وأكرمه في العراق ليكون ورقة ضغط على ايران الشاه والبريطانيين والامريكان ليحركه ضد ايران اذا تحرك الغرب او ايران ضده. أي هي مناورة من قاسم.
فلم يستمر هذا الوضع طويلا بل تحرك الغرب بخطه مضاده فبدل محاربة البرزاني تم احتوائه وإقناعه بان يخرج من عباءة الاتحاد السوفيتي والحكومة العراقية ومساعدته بإعلان جمهوريته في شمال العراق. فدغدغت هذه الكلمات مشاعر البرزاني الأب لحبه السلطه والحكم فعقد اتفاقات مع اسرائيل والغرب وشاه ايران والبدء بتمرد على السلطه العراقيه للمطالبة بدولة كرديه في شمال العراق. استمر الصراع والتمرد والتخريب في العراق من قبل مصطفى البرزاني الأب وقواته المسمات البيشمركه لسنين طويلة بين كَر وفر( وكانت هناك أحصائية لدى النظام العراقي السابق بأن عدد الشهداء من الجيش العراقي برصاص الأكراد بلغ 74 ألفا… بحيث تنوح النائحة في العراق عند كل شهيد “طركاعة اللفت برزان بيّس بهل العمارة!) وهي أشارة لعدد الشهداء من الجنوب أي من الشيعة!!.
وكانت هنالك عدة محاولات لاغتياله ولكن جهازي السافاك الإيراني والموساد الاسرائيلي كان لهما الأثر الكبير في كشف هذه المحاولات ونجاته منها، لقد كانت لمصطفى البرزاني ومعاونه ورفيقه جلال الطلباني وعدد من رفاقهم الكثير من الزيارات الى اسرائيل للتدريب وعقد الاتفاقات لتزويدهم بالسلاح من اجل تخريب العراق وإشغاله عن القضيه الرئيسيه للامه العربية الا وهي قضية فلسطين. وراجعوا تصريحات الساسة الأسرائيليين، وكتب صدرت بأقلام أسرائيلية وشهادة للسياسي محمود عثمان أيضا وهو المقرب من الملا البرزاني والمرافق له بزياراته لأسرائيل. وعندما توفى مصطفى البرزاني استلم قيادة الحزب ابنه مسعود البرزاني ونتيجة قلة خبرته حدث اختلاف عميق بينه وبين جلال الطلباني، حيث كان مسعود ينادي جلال بـ ( عمي).
وحتى لا ندخل بتفاصيل اكثر سوف نختصر كثيرا لنصل الى القتال الذي حصل بين الجناحين الكرديين جناح جلال الطلباني وجناح مسعود البرزاني ولولا تدخل الجيشالعراقي لمساعدة مسعود لسيطر جلال على أربيل وطرد البرزاني الى خارج العراق او قتله.اذ ان مساعدة صدام جاءت لعدة أسباب منها لكون جلال الطلباني مدعوم من قبل ايران ثم انه كان هنالك مقر المعارضه ضد صدام في مدينة أربيل لهذا كان الاتفاق مع مسعود بان يسلم المعارضه للمخابرات العراقيه مقابل دخول الجيش لحماية أربيل ودعم مسعود البرزاني ضد جلال الطلباني
. وبالفعل حدث ذلك وتم القبض على الكثير من المعارضين واعدامهم لهذا يعرف عن مسعود البرزاني ليس له ولاء او أمان او كلمه وهو يغير ولائه فياي لحظه وقد حدث هذا ايضا عند بدء عملية عسكرية للمعارضة في مابعد منتصف التسعينات وأنتصرت المعارضة وسلمت فرقة عسكرية كاملة للمعارضة ولكن البرزاني رفض المساعدة ورفض أيواء الذين سلموا أنفسهم من القادة والضباط والوحدات العسكرية وهدد المعارضين بتسليمهم لصدام أن لم تتوقف العمليات العسكرية ضد النظام الصدامي.
وعلينا تذكير الجميع قبيل غزو العراق عام 2003 عندما أعطى وعد لصدام بان يحمي شمال العراق ولكنه غدر به وادخل قوات الحلفاء وكمكافاه له تم السماح له بالاستيلاء على أسلحة الجيش العراقي في الموصل , والمحافظات وحتى استولى على المخازن العسكرية والوحدات والمطارات والتجيزات والمدافع والدبابات وغيرها وعلى اموال البنوك والبنية التحتيه وسيارات الدوله وتهريبها الى أربيل بالاضافة الى بقية محافظات العراق وهذا مدون رسميا اذ عاتبه بول بريمر الحاكم العسكري الامريكي للعراق انذاك حول هذاالموضوع بكونه لم يبقي سيارات للدولة وعصاباته قامت بسرقة وشراء السيارات الثقيلة والخفيفة وتهريبها لشمال العراق وهذا يبرهن دوره التخريبي في العراق وحقده الدفين على العرب( سنة و شيعه.(!!
المواقف الخيانية عمل البرزاني مع اردوغان وبعض الدول الخليجيه بالاتفاق مع داعش على استيلاء الاخيرة على الموصل وعلى معسكرات ومخازن أسلحة الجيش العراقي فيها من خلال انسحاب الضباط الاكراد والتركمان الذين كانوا بالجيش العراقي في الموصل الى أربيل وترك الجنود وحيدين بدون قيادة وتسببه بمذبحة سبايكر فقط لإشباع شهيته للانتقام من العراقيين مقابل السماح للبرزاني بالاستيلاء على كركوك وطرد القوات العراقيه منها وسلخ الكثير منالاراضي من الموصل. لينهي مخلب الشيعة بتلعفر والموصل، ويضعف السنة العرب ويشتتهم ويهمن على الأقليات هناك ويشرع بقضم الأراضي تحت لعبة المناطق المتنازع عليها، وقد استفاد من الاتفاق مع داعش في الكثير من الجوانب أهمها تسليح البيشمركه بالسلاح مباشرةً من الغرب وبدون علم الحكومة المركزيه وفتح تصدير النفط مباشرة وبمساعدة تركيا وداعش.. تصريحات الأنفصال.. الان نعود لتصريحات البرزاني حول الانفصال ونقول له انت تعلم بان الانفصال وقيام جمهورية مهاباد الثانية يعني نهاية الحلم الكردي وقبل ان يمر عليها سنه. لان تركيا وايران لن تسمحا في اقامة دولة كرديه على حدودهما لانه سيشجع الاكراد في البلدين علىالانفصال. وهذا ما لا تسمح به الدولتان وحتى لو كانت باوامر من الولايات المتحدة الامريكية او اسرائيل حليفة البرزاني. لان هذا الامر يهدد الامن القومي لهما اي تركيا وايران لهذا عند اعلان جمهورية مهاباد الثانيه ستستخدم ايران وتركيا جلال الطلباني ومسعودالبرزاني لضرب بعضهما ببعض.
ولمعرفة تركيا بشهية مسعود للسلطه ورغبته بضمالسليمانية لأملاكه والتخلص من جلال الطلباني وخصوصا انه مريض وكبير بالسن. لهذاستكون حرب ضروس بين الجناحين الكرديين وتدعمهما إيران وتركيا اما أكراد تركيا فلهم موقف من مسعود للسماح لتركيا بضربهم في العراق وقد يؤدي الى مناوشات معه أيضاً،ولعدم وجود منفذ بحري لجمهورية مهاباد الثانيه سيجعلها محاصره خصوصا ان حتى بغداد ستحدد علاقاتها اذا لم تقطعها او سيكون هنالك رسوم وضرائب عالية على مرور اي بضائع للأكراد. ثم انه من المستحيل ان يصدر الاكراد البترول المسروق من كركوك والموصلعبر العراق العربي بل سيتم تصديره عن طريق تركيا وهنا الطامة الكبرى على الاكراد لكون تركيا لن تدخر جهدا لشفط بترول العراق ومساومة البرزاني عليه لهذا سيكون تحت رحمة اردوغان الذي يكره كل شيء كردي.
اضافة الى تركيا التي لاتسمح بقيام دولة كردية اساساً فان عين اردوغان على الموصل وكركوك لهذا سيدفع بقواته الى داخل العراق لاحتلال المدينتين عند بدء الاقتتال بحجة حماية التركمان ويضع يده على النفط والغاز العراقي فيهما وسيتم ضرب البرزاني وتحطيم ما وصل اليه اقليم شمال العراق من تعمير واستقلاليه لكي لا تقوم للأكراد قائمه مره اخرى.وسيكون الخاسر الاول والأخير هم الاكراد بسبب غباء البرزاني ومشاعر الحقد لديه، ومايدعم هذه النظرية ان جلال الطلباني قال سابقا بان الاكراد ليس من مصلحتهم الانفصال لكونهم لم ينضجوا لقيام دولة ولا يوجد فيها مقومات الدولة.
بالمقابل فيما اذا قامت دولة مهاباد الثانية فانه سوف تستفيد حكومة بغداد من هذا الانفصال بان تتخلص من العبء المادي والبالغ 17% من الميزانية بالاضافة الى التخلص من الوزراء والأحزاب الكرديه المشاركه بالحكومة العراقية والبرلمان. وسوف يتخلصون من موضع التقسيم في العراق وفي العاصمة بغداد. لكونهم العامل الرئيسي بتدمير الاقتصاد العراقي ومنع اي تعمير فيه اضافةً لزرع الفرقة بين السنة والشيعه واستخدام الاكراد الذين يتكلمون العربية بطلاقه وممن يسكن في بغداد من اجل تمرير مخططات تخريبية فيها.
لذا ننصح حكومة بغداد بالخروج علنا والقول( أذهب وأنفصل يا مسعود.) ثم مخاطبة الأكراد الأخرين ( من منكم يريد البقاء معنا فليحدد علاقته فورا مع أربيل)… والشروع بأحصاء الكرد في بغداد. وأقفال جميع المكاتب والشركات والصيرفة والمصارف والفنادق العائدة للأكراد. وأخراج الأكراد ومعسكراتهم من داخل بغداد وفتح الأحياء للبغداديين وأخراج جميع الأكراد من الوزارات والمناصب جميعا. ووضع فيزا لدخول المدن العراقية الأخرى وبغداد!!. والبادىء أظلم!!.