محلل سياسي: المشهد العراقي سيزداد تعقيدا في عام 2016
رووداو - بغداد
اكد المحلل السياسي، مهدي العبودي، ان الوضع السياسي العراقي، سيزداد ضبابية وتشظيا في المرحلة المقبلة، في ظل التطورات الاخيرة التي شهدتها الساحة الدولية والاقليمية .
وقال العبودي، لشبكة رووداو الاعلامية، ان "تشكيل التحالف الاسلامي التي اطلقته السعودية، سوف يحدث انقساما كبيرا في الساحة السياسية العراقية، مابين مؤيد للتحالف ومعارض له، وهذا مما يزيد حالة الانقسام وعدم وضوح الرؤية السياسية".
وتابع العبودي ان "التحالف الاسلامي لن يغير شيئا في المنطقة، وانما سوف يدفع الى عدم الاستقرار اكثر، ويعتقد العراق وايران وروسيا ان هذا التحالف جاء من اجل تدمير التحالف الرباعي بين روسيا وايران والعراق وسوريا".
واوضح العبودي "بنفس الوقت يعتقد اخرون ان هذا التحالف هو جزء من مشروع تقسيم العراق الى مناطق سنية واخرى شيعية، لذا سوف يكون هناك دمار اكبر في المنطقة في حال بلورة هذا التحالف ونزوله الى ارض الواقع".
وقال العبودي "من جانب اخر، هناك دول اقليمية وعالمية، متضايقة من الانتصارات الاخيرة التي حققتها القوات العسكرية العراقية على داعش مما دفعها الى زيادة تدخلاتها وايجاد بدائل اخرى لتحقيق عدم الاستقرار في العراق من خلال بعض السياسيين والذين يحملون وينفذون اجندات تلك الدول".
وحول تشكيل الاقاليم في العراق، قال المحلل السياسي، ان "تقسيم العراق مشروع مطروح لدى الادارة الاميركية وهي تسعى الى تبني هذا المشروع"، موضحا "بعد الصراع الداخلي المرير في العراق، سوف تسعى القوى السياسية وخصوصا السنية منها، الى التقسيم من اجل ان تبقى بالواجهة السياسية، لانها لا تريد اخلاء الساحة لشخصيات اخرى، لذا فانهم سيوافقون على التقسيم خدمة لمصالحهم، وان كان ذلك ضد ارادة جماهيرهم التي ترفض تقسيم العراق وعلى كافة المستويات".
وبخصوص مدى موافقة الشيعة على تقسيم العراق الى اقاليم، قال العبودي " ليس من مصلحة الشيعة اتخاذ قرار التقسيم، في ظل قيادتهم للبلاد، لان التاريخ سوف يسجل ذلك، لذا فهم يحاولون وبشتى الطرق والوسائل ابعاد هذا الشبح عن مخيلتهم، او بالاحرى يفضلون النظام الاداري الفيدرالي اللامركزي كوسيلة للخروج من مأزق التقسيم".
وتابع العبودي "في نفس الوقت هناك جهات سياسية شيعية تسعى الى التقسيم الاداري، وهذا امر جيد ان كانت النوايا صادقة، من اجل ادارة المناطق التي يتم تحديدها بهذا النظام بصورة افضل وتوفير الامن والاستقرار واقتصاد مزدهر لتلك المناطق وكما هو الحال في اقليم كردستان الان".