اغتيال علوش ومصير القرار 2254
اهمية زهران علوش لا تكمن في كونه القائد العسكري و المرجع الاعلى لأحد اقوى الاطراف المسلحة المعارضة للرئيس السوري بشار حافظ الاسد، وانما ظهرت هذه الاهمية في مشاركة جيش الاسلام الذي كان يقوده علوش في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية والذي تم عقده في التاسع و العاشر من شهر كانون الاول الجاري.
يدرك المعارضون السوريون و خاصة المدنيون منهم صعوية تمثيلهم للقسم المعارض من الشعب السوري, ان لم يدعم قرارهم السياسي فصائل مسلحة تسيطر على مساحات جغرافية معينة من سوريا, لذلك جاءت اهمية مشاركة فصيل عسكري معارض بحجم جيش الاسلام في آخر مؤتمرات المعارضة.
جماعة الاخوان المسلمين السورية افصحت عن رؤيتها لمستقبل التطورات في سوريا مابعد اغتيال علوش و على لسان مكتبها الاعلامي صرحت بان: (الغارة الروسية التي استهدفت الشيخ علوش ورفاقه في ريف دمشق؛ حتما ستصيب المسار السياسي المنعقد بين فيينا وجنيف ونيويورك بأذى شديد ربما لا ينتهي إلا بإعلان وفاته الرسمي، خصوصا وأن جيش الإسلام كان أحد المشاركين في اجتماعات الرياض وما انبثقت عنه) .
ولادة القرار 2254 جاء بعد مخاض عسير استمرت آلامه لمدة مايقارب الخمس سنوات، حيث تبنى مجلس الامن الدولي بالاجماع هذا القرار في جلسته المنعقدة في نيويورك بتاريخ 18-12-2015.
يدعو القرار الى وقف اطلاق النار و البدء بمفاوضات بين اطراف النزاع السوري لتشكيل حكومة انتقالية في مدة اقصاها ستة اشهر ابتداء من شهر يناير في العام المقبل, و من ثم و بعد سنة و نصف يتم تنظيم انتخابات رئاسية في سوريا.
من جهته احتفى الاعلام الرسمي السوري بمقتل زهران علوش و نشر بيانا صادرا عن قيادة الجيش و القوات المسلحة السورية, والتي اعتبرت بدورها مقتل علوش مهمة وطنية و جاء في البيان: (بعد سلسلة عمليات رصد ومتابعة واستنادا إلى معلومات استخباراتية دقيقة وبالتعاون مع المواطنين الشرفاء نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري عملية جوية نوعية استهدفت تجمعات التنظيمات الإرهابية ومقراتها في الغوطة الشرقية بريف دمشق) .
هذا الحدث الجديد اعاد الى الاذهان معضلة المفاهيم غير المتفق عليها محليا و اقليميا و دوليا بخصوص مجريات الوضع السوري, حيث التباين الواضح في تحديد مفهوم الارهاب و تصنيف الجماعات التي تندرج ضمن قائمة القوى الارهابية, و كذلك تحديد مفهوم الوطنية و تحديد القوى الوطنية السورية.
السؤال الذي يتم طرحه الآن هو كيف ستكون ردة فعل جيش الاسلام الذي كان يقوده زهران علوش حيث تم تعيين قائد جديد للجيش و هوعصام البويضاني, هو ايضا مكشوف الوجه ذو لحية طويلة و شاربين محفوفين.
جيش الاسلام الذي يعتبر طرفا اساسيا من الاطراف المشاركة في مؤتمر الرياض, التي انبثقت عنه هيئة لتمثيل اكبر قدر ممكن من اطراف المعارضة السورية في المحادثات المقبلة مع الحكومة السورية, مازال يتم نعته من قبل الاعلام الرسمي للحكومة السورية و قيادة الجيش السوري بالارهابي الذي كان يهدد الامن و الاستقرار من وجة النظر الرسمية.
يبدو ان المولود الدولي الجديد ذو الرقم 2254 والذي جاء بعد مخاض عسير لن يكون مصيره افضل بكثير من مصيراولئك الاطفال اللذين ولدوا في سوريا تحت وابل الرصاص و ازيز المدافع و الصواريخ المتعددة الجنسيات.
هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية