إثيوبيا تحول مجرى النيل الأزرق ليمر أسفل سد النهضة -
في خطوة مفاجئة، قد تزيد الأوضاع تعقيداً، أعلنت الحكومة الإثيوبية تحويل مجرى النيل الأزرق مرة أخرى لتمر المياه للمرة الأولى عبر سد النهضة بعد الانتهاء من انشاء أول أربعة مداخل للمياه وتركيب مولدين للكهرباء.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بشكل مفاجيء، وفي خطوة تصعيدية جديدة ضد مصر، حولت إثيوبيا، أمس، مجرى النيل الأزرق مرة أخرى لتمر المياه للمرة الأولى عبر سد النهضة بعد الانتهاء من انشاء أول أربعة مداخل للمياه وتركيب مولدين للكهرباء.
وبينما يتزايد القلق في مصر شعبياً وسياسياً من هذا الإجراء، وصفه وزير الري المصري ب"الطبيعي". فيما عقدت اليوم الأحد جلسة جديدة من المباحثات السداسية التي تشارك فيها مصر والسودان وإثيوبيا.
وأذاعت قناة "إ.ب.س" الإثيوبية مقطع فيديو يظهر بدء تحويل مجرى النيل للمرة الثانية، بحيث تمر المياه من خلال سد النهضة للمرة الأولى منذ البدء في تشييده.
وتمت عملية تحويل مجرى النهر الأزرق المرة الأولى في العام 2013، لبدء انشاء سد النهضة، ثم أعادت، أمس، مجرى النهر إلى طبيعته، ليمر أسفل السد.
وبالمقابل، قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إنه تمت عودة المجرى الطبيعي لنهر النيل إلى مجراه الأصلي، والذي سبق تحويله مؤقتا في مايو 2013 بموقع سد النهضة الإثيوبى لتعود مياه النهر لمسارها الطبيعي، مرورا من خلال الأنفاق السفلية الأربعة للسد، لاستكمال رحلة المياه الطبيعية في النيل الأزرق، لافتا إلى أن ذلك لا يعني من الناحية الفنية تخزين أي كميات مياه أمام السد.
وجاءت الخطوة التصعيدية الجديدة من جانب إثيوبيا، قبل المفاوضات الحاسمة لوزراء الخارجية والمياه في السودان، التي بدأت اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم.
والتقى وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري، وزير المياه الإثيوبي، تواضروس أدهانوم، على هامش الاجتماع السداسي، عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية للاجتماع السداسي. وقال شكري خلال اللقاء إن "النيل حياة أو موت لمصر"، مشيراً إلى أن "القاهرة لديها الرغبة الكاملة في التعاون المشترك والالتزام باتفاق المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث في مارس الماضي".
بينما قال وزير الخارجية السوداني، الدكتور إبراهيم الغندور، إن بلاده تعمل على تقريب وجهات النظر بين مصر والسودان وإثيوبيا، في أزمة سد النهضة.
وأضاف: "لسنا وسطاء ولكننا جزء أصيل من المفاوضات التي تجري حاليا بمدينة الخرطوم".
وكشف الغندور، في تصريحات صحافية على هامش الاجتماع السداسي لسد النهضة بمشاركة وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث، أن "تغيير مجرى النيل تم قبل 36 يومًا، مشيراً إلى أن "الإعلام المصري لم يعلم ذلك إلا أمس، إلا أنه أبلغ نظيره المصري سامح شكري، بأن يستفسر من الجانب الإثيوبي عن توقيت الإعلان الإثيوبي عن التحويل قبل بدء الاجتماع السداسي".
وأضاف الغندور: "نعمل وفقا لهذا الفهم ولدى كل طرف الإصرار على أن نعمل للتوافق لتنفيذ اتفاق المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث"، لافتاً إلى أن "لاجتماعات ناقشت التقرير الفني الذي أعدته اللجنة الوطنية لسد النهضة، والتي تضم الدول الثلاث ويناقش شواغل كل دولة حول السد، وعلينا أن نتفاءل ونعمل على ذلك من خلال مناقشة كل تفاصيل هذه الشواغل".
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال جلسة المفاوضات السداسية، إن اتفاق المبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبي، الذى تم توقيعه بين زعماء الدول الثلاث بمصر والسودان وأثيوبيا فى مارس الماضي بالخرطوم، أسس لعلاقة إستراتيجية قائمة على أرضية من العلاقات القوية التى تربط بين الدول الثلاث.
وأضاف: إننا فى مصر نسعى إلى تفعيل العلاقة التى تربطنا بأثيوبيا كدولة شقيقة. وتابع: ما يربط مصر بأثيوبيا ليس فقط نهر النيل الذى يمثل الحياة للمصريين جميعا"، لافتاً إلى أن "البلدان يمتلكلان تاريخًا ممتدًا من التراث الإنساني المشترك الذى نعتز به، ونسعى جاهدين للعمل على صياغة علاقة فى المستقبل قائمة على أن تنعم شعوب الدول الثلاث بالرخاء والتنمية والاستقرار المنشود وبالأمان والاطمئنان لمستقبلهم وحاضرهم.
واستطرد شكري: "نحن نبني خلال الاجتماع السداسي الذي تم افتتاحه اليوم بالخرطوم، برعاية سودانية كريمة، على الخطوات التى سبقت، كما نحافظ على اتفاق المباديء الذي تمت صياغته بإحكام"، ودعا إلى ضرورة تهيئة الأرض التى نقف عليها لتكون صلبة، والتي على أساسها سيتم تنمية العلاقات بين الدول الثلاث خاصة فى موضوع سد النهضة.
وأشار إلى أن مصر تبدي حسن النية في الأزمة، وقال: إننا فى مصر نبدي حسن النية والعمل بتفان وإخلاص من أجل تحقيق كل المبادئ السابقة وسنواصل عملنا فى هذه الجولة بنفس الروح القائمة على الإخاء والرغبة المشتركة فى التفاهم واستمرار توثيق هذه العلاقة الإستراتيجية الهامة، وإيجاد الفرص لمزيد من تنميتها لتلبى تطلعات وطموحات الشعوب للدول الثلاث.
وأكد شكرى، على مواصلة العمل بإخلاص واجتهاد حتى نخرج من هذا الاجتماع بما يؤكد على علاقة التعاون القائمة بين الدول الثلاث، خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة، للانطلاق نحو تدعيم العلاقات فى شتى المجالات.
بينما قال وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم، إن أثيوبيا ملتزمة جداً بتعزيز التعاون بين الدول الثلاثة.
وأضاف: نتمنى التوصل إلى اتفاق مشترك، وأن نكون منفتحين، ونؤكد عزمنا على المضي قدماً فى المسار الذى نسير فيه من أجل الوصول إلى حل توافقي.
ولفت إلى أن إعلان المبادئ الذى وقعه قادة الدول الثلاثة فى السودان مارس الماضى، مبني على الثقة والفهم المتبادل، وبناء الثقة بين الدول الثلاثة وتعزيز المناخ الذى تعمل فيه الدول. ولفت أدهانوم، إلى أن "اجتماع وزراء الدول الثلاثة للمرة الثانية خلال أسبوعين هو التزام بتعزير الشراكة والإخاء، وتربطنا شراكة قوية وتاريخية ومرتبطون بالنيل الذى يمثل مصيرا وقدرا مشتركا لنا، ونعتقد إذا كانت هناك إرادة، فهناك طريق للعمل، ولا أعتقد أنه سيكون هناك مشكلة"، على حد قوله.