تعاظم المخاوف من دور الجمعيات الإسلامية في بريطانيا - وكالات
تتعاظم الخشية في بريطانيا من الجمعيات الخيرية الإسلامية، لا سيما لإمكانية ارتباطها بتنظيمات إرهابية، وبينما تتخذ الحكومة اجراءات جديدة لتشديد المراقبة، أعربت الهيئة المشرفة على أعمال الجمعيات عن قلقها الكبير جراء إستغلال بعض الجمعيات لصالح تنظيمات متطرفة.
بريطانيا: أعربت الهيئة المشرفة على أعمال الجمعيات الخيرية في بريطانيا عن قلقها البالغ من استغلال الجمعيات الخيرية الإسلامية من أجل الدعاية لصالح تنظيمات متشددة، خاصة لدى فئة الشباب، لا سيما وأن الجمعيات الخيرية الإسلامية في أوروبا تشهد خطرا متزايدا من اختراقها من قبل المتطرفين والجماعات المتشددة، مشيرةً إلى استغلال تلك الجمعيات كمنصة للترويج للإرهاب وإطلاق حملات التجنيد وتحويل الأموال المكرسة للأعمال الخيرية نحو تمويل نشاطات الجماعات الإرهابية.
وحذرت الهيئة المشرفة على الجمعيات الخيرية من أن بعض عمال الإغاثة في تلك الجمعيات الذين يسافرون في مهمات لتقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا والعراق يتم تجنيدهم من قبل التنظيمات الإرهابية، في حين أن بعض الجمعيات الأخرى تعرض موظفوها للخطف أو السرقة من قبل تلك الجماعات.
إجراءات جديدة
من جهتها، قالت الحكومة البريطانية إن عدة أشخاص مدانين بجرائم الإرهاب في بريطانيا جمعوا أموالاً في العلن بزعم أنها لأغراض خيرية، لكن معظم هذه الأموال لم تذهب إلى الجمعيات الخيرية، وكانت الحكومة قد نشرت خلاصة للمراجعة التي تمت بشأن جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا، أعلنت فيه عن جملة من الإجراءات، ومنها التأكد من أن المنظمات الخيرية المتربطة بالإخوان لا تستخدم في تمويل الجماعة، وإنما تقوم بعمل خيري فقط، فيما تتجه بريطانيا نحو تشديد القوانين المتعلقة بتمويل الجماعات الإرهابية من خلال وقف استخدام الجمعيات الخيرية كواجهة لجمع الأموال لهذه الجماعات.
ووفقا لصحيفة التلغراف البريطانية، أشارت أحدث الأرقام إلى أن الهيئة شهدت زيادة كبيرة في أعداد الحوادث الخطيرة وأعداد التقارير حول الجمعيات التي تم استهدافها من قبل المتطرفين والإرهابيين في العام الماضي، وأظهرت أيضا أن عدد البلاغات القانونية الرسمية بين الهيئة وأجهزة الشرطة تضاعف إزاء الجمعيات الخيرية التي تعرضت لانتهاكات ما بين 2014 و 2015.
كما قام مسؤولون من الهيئة بحوالي 80 زيارة تفتيشية للجمعيات الخيرية التي اعتبرت أنها يمكن أن تكون عرضة للنشاطات الإرهابية والمتطرفة، إما لأنها تعمل في سوريا أو غيرها من المناطق المعرضة للخطر أو بسبب أنشطتهم في بريطانيا، مثل دعوة خطباء متشددين ضمن أنشطة تلك الجمعيات.
مخاوف
أحدث الأرقام تتحدث عم أن الهيئة قدمت نحو 506 بلاغًا رسميًا للشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية بسبب المخاوف من الأعمال الإرهابية والمتطرفة، والتي مثلت نحو 22 بالمئة من إجمالي البلاغات في تلك الفترة، وهذا العدد هو ضعف البلاغات التي تقدمت بها الهيئة خلال 2013 و2014 إذ بلغت نحو 234 بلاغا قانونيا، 14 بالمائة من مجمل القضايا متعلق بقضايا الإرهاب والتطرف.
ومن بين تلك الحالات اختطاف موظفين وسرقة بضائع من قبل جماعات إرهابية، وشملت إحدى الحالات اعتقال أحد العاملين في الجمعيات الخيرية العاملة في مجال الإغاثة بتهم تتعلق بالإرهاب، وثمانية مزاعم حول تقارير وادعاءات بأن عددا من الجمعيات عبرت عن دعمها للإرهاب أو تبرير أسباب التطرف.
وكانت هيئة الجمعيات الخيرية، طلبت في وقت سابق من هذا العام من الحكومة مزيداً من التمويل والصلاحيات لمعالجة الانتهاكات في هذا القطاع، وستمنح اللجنة سلطة استبعاد أمناء تعتبرهم غير مؤهلين وإغلاق الجمعيات الخيرية عند ثبوت سوء الإدارة، كما كشف تقرير بريطاني أن عددا من الجمعيات الخيرية الإسلامية في بريطانيا قد خضع لمراقبة سرية، بسبب مخاوف حكومية من صلاتها بجماعات إرهابية في سوريا.