مترجم: تعاسة جيل الشباب.. طموح وشغف وواقع صادم
مُلخص لمقال يبحث في اختلاف معايير النجاح لدى الأجيال المختلفة، وأسباب الإحباط الدائم لأبناء الجيل الحالي.
مقدمة لا بد منها:
يتم تقسيم الأجيال الاجتماعية في دول العالم الغربي إلى:
- الجيل الضائع: وهو الجيل الذي بلغ منتصف العشرينات حتى الثلاثينيات أثناء الحرب العالمية الأولى.
- الجيل الأعظم: وهو الجيل الناشئ في فترة الكساد الكبير والمشارك في الحرب العالمية الثانية.
- الجيل الصامت: وهو جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية المولود بين فترتي الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية.
- طفرة المواليد: هو الجيل من المواليد بين عامي 1946 و1964.
- الجيل إكس: هو الجيل المولود بين أوائل الستينات وحتى أوائل الثمانينات.
- جيل الألفية: هو الجيل الذي يقع مواليده بين أوائل الثمانينات والألفية.
- جيل ما بعد الألفية: الجيل المولود بين عام 2000 وحتى الآن.
الشريحة التي يناقشها المقال هي: خريجو الجامعات، قاطنو المدن، ذوو الدخول المرتفعة من أبناء جيل الألفية في دول أمريكا الشمالية وغرب أوروبا وأستراليا.
السعادة هي الفرق بين المتوقع والمتحقق-جيل الآباء
آباء جيل الألفية هم جيل طفرة المواليد، وآباء جيل طفرة المواليد هم الجيل الأعظم.
نشأ الجيل الأعظم في ظروف اقتصادية صعبة -الكساد الكبير- بالإضافة لخوضهم غمار الحرب العالمية الثانية، وعدم تخرج أغلبهم في جامعات. فكانت الأفكار المسيطرة على هذا الجيل تتعلق بالأمان الاقتصادي في المقام الأول، لذا فقد غرسوا في جيل طفرة المواليد (1946-1964) أن الطريق للأمان المادي هو سنوات طويلة من العمل الجاد والشاق والكفاح.
بالنسبة لجيل طفرة المواليد كان تحقيق السعادة أبسط. فهُم يتوقعون بالفعل سنوات من الكفاح والتعب حتى يستطيعوا الوصول للأمان المادي، وفي الأغلب كانوا يصلون لمرحلة الأمان المادي قبل المدة المتوقعة. ولعل لهذا أثرًا في تربيتهم لجيل الألفية على التفاؤل، وتوقع الأفضل، وأنهم يستطيعون أن يكونوا ما يريدون. مما جعل مواليد جيل الألفية أصحاب طموحات عالية للغاية. فالأمان المادي لم يعد هو غاية طموحهم كالأجيال السابقة، بل صاروا –جميعًا- يطمحون لما هو أكثر من ذلك.
طموح جيل الألفية:
ما يبحث عنه جيل الألفية في الوظائف –بالإضافة للأمان المادي- هو المعنى من الوظيفة، وأن تكون الوظيفة مشبعة لشغفه.
وبمراجعة بسيطة لأداة جوجل لتحديد تاريخ ظهور المصطلحات والبحث عنها (Google Ngram) يتضح أن مصطلحات كالشغف، والوظيفة المشبعة للشغف، هي من المصطلحات المتداولة لدى هذا الجيل أكثر بكثير من الأجيال السابقة، بينما سنلحظ تهاويًا في استخدام مصطلح الوظيفة
الآمنة.
وهم جيل الألفية:
تربى فرد جيل الألفية أيضًا على أنه مميز، فبالتأكيد سيحصل الجميع على وظائف مشبعة لشغفهم ولكنه كفرد سيكون مميزًا عن الجميع!
بالطبع كان هذا وهمًا تم زرعه في عقل جيل الألفية، لأنه بالتعريف لا يمكن أن يكون كل شخص مميزًا، ولا أغلب الناس مميزة!
لعل أحد أبناء جيل الألفية من خريجي الجامعة يقرأ الآن فيقول: “حسنًا مغهوم ولكني مختلف!”.
ومما لا يستطيع أبناء جيل الألفية قبوله أنهم لن يحققوا شيئًا يذكر حتى منتصف العشرينات من أعمارهم. ولأن الفرق بين المُتوقع والمُتحقق ليس في صالح جيل الألفية تزداد تعاستهم.
فإن كنت أحد أبناء جيل الألفية اسأل نفسك هل ترى نفسك مميزًا وأفضل من زملائك وقرنائك؟
لعلك تجاوب بنعم. أليس كذلك؟ إذن عليك أن تسأل نفسك الآن “لماذا؟”.
وسائل التواصل الاجتماعي سبب آخر للتعاسة:
بالإضافة للأسباب السابقة، يمكن إضافة وسائل التواصل الاجتماعي كسبب من أسباب تعاسة جيل الألفية.
فشبكات التواصل الاجتماعي تخلق واقعًا مغايرًا للحقيقية. فعادة ما يتم افتراض أن ما يحدث على الشبكات الاجتماعية واقعي وحقيقي. ولكن الحقيقة أن من يكتب عادة ما يضخم من إنجازاته، ووظيفته العظيمة، وعلاقاته السعيدة… إلخ. وهذا يدفع ابن جيل الألفية لتوقع أن الجميع أسعد منه على الرغم من وجودهم في الغالب عند نفس المستويات من النجاح الوظيفي والعاطفي.
قبل الختام نصائح لأبناء جيل الألفية:
- لا تفقد طموحك ولا تتوقف عن السعي حتى مع عدم وضوح الرؤية.
- افهم أنك غير مميز. فأنت ما زلت في مقتبل عمرك، بخبرات محدودة، والطريق نحو التميز يحتاج لبذل مجهود كبير لفترة طويلة.
- توقف عن مقارنة حالك بالآخرين، فمهما بدا لك أن وضعهم أفضل، فالحقيقة أنهم استطاعوا إخفاء إحباطاتهم أفضل منك لا أكثر.
خاتمة لا بد منها:
قد تختلف أوجه المقارنة بين الأجيال في الغرب وفي الوطن العربي والإسلامي بسبب اختلاف الأحداث التاريخية التي مر بها كلّ منهم. لكن يظل هناك أساس مُشترك في الجيل الحالي من الشعور بالتميُز بدون سبب حقيقي، ومن الصور غير الحقيقية التي يتم تصديرها من كل الناس على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يؤدي لتعميق الشعور بالإحباط.
*المقدمة والخاتمة من إضافة المُترجم للتوضيح.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».