مترجم: دفاعًا عن الأشخاص «العاديين» في عصر طغت عليه ثقافة التميُّز
يقول إريك هوفر: “لعبة التاريخ غالبًا ما تكون بين الأفضل والأسوأ على رؤوس الأغلبية في المنتصف”.
هل تعرفه؟
هو ملياردير ذو شهرة عالمية، عبقري تكنولوجيا، ومخترع ورجل أعمال ورياضي موهوب ومن شدة وسامته وبراعته يبدو وكأن زيوس نفسه هبط من أعالي أوليمبوس لينحت هذا السافل الخارق.
تمكن هذا الرجل من امتلاك أسطول صغير من السيارات الرياضية، وعدد قليل من اليخوت، وفي الأوقات التي لا يتبرع فيها بالملايين للأعمال الخيرية، يكون منشغلًا بالتنقل بين عشيقاته من عارضات الأزياء العالمية، فهو يغير عشيقاته كما يغير الأفراد العاديين جواربهم.
مجرد ابتسامته يمكنها أن تذيب كل الحضور بغرفة ما، سحره كما الماء العذب تغوص فيه، نصف أصدقائه وردوا على قائمة التايمز “لشخصية العام”، والنصف الآخر لا يهتم بتصنيف التايم، فلديهم من الثراء ما يمكنهم بسهولة من شراء المجلة كلها. ففي الأوقات التي لا يكون مشغولًا بالطواف بطائرته حول العالم، أو في اختراع أحدث الاختراعات التكنولوجية، يكون مشغولًا بمساعدة الضعفاء والبائسين والمضطهدين.
أظنك خمنت من هو: إنه بروس واين، والمعروف أيضًا بالرجل الوطواط. ونأسف لإفساد بهجتك، فهو غير موجود؛ محض خيال.
من الأوجه المثيرة للاهتمام في الطبيعة البشرية أننا نبدو في حاجة إلى هذا النوع من الأبطال الخياليين الذين يجسدون الكمال وكل ما نتمنى أن نكون عليه. أوروبا في العصور الوسطى كان لها نصيبها من حكايات الفرسان البواسل، والذين يطاردون التنانين ويقتلوهم منقذين الأميرات. كما في روما القديمة واليونان كان لديهم أساطيرهم عن أبطال انتصروا في الحروب بمفردهم، وفي بعض الأحيان انتصروا في مواجهة آلهتهم. فكل الثقافات الإنسانية الأخرى مليئة أيضًا بمثل تلك القصص الخيالية.
والآن صار لدينا كتب الأبطال الخارقين الهزلية. على سبيل المثال سوبرمان. وأقصد هنا أنه في الأساس يبدو كإله في صورة جسم إنسان يرتدي بذلته وفوقها ملابسه الداخلية التحتية ذات اللون الأحمر. لا يمكن هزيمته أو تدميره. ويشبهه في ثباته وقوته البدنية هذه الثبات الأخلاقي. ففي عالم سوبرمان، العدالة إما لونها أبيض وإما أسود ولا يتوانى سوبرمان أبدًا عن فعل الصواب مهما حدث.
حقيقة، لا أعتقد أنني أضفت شيئًا جديدًا لعلم النفس بذكر التالي، كبشر نحن بحاجة لاستحضار صور هؤلاء الأبطال لمساعدتنا في التعامل مع إحساسنا بالعجز. على هذا الكوكب، حوالي 7.2 مليار شخص، ومن بينهم فقط 1.000 لهم تأثير على العالم من حولنا.. مما يترك البقية، وهم (7199999000)، في مواجهة تصالحهم مع أنفسهم لدى معرفة أن كل ما يقومون به سيذهب هباءً بمجرد وفاتهم. ليس ذلك بشيء ممتع للتفكير أو حتى القبول.
اليوم ، أود أن أنأى قليلًا عن ثقافةٍ تتلخص في “نعمل أكثر لنشتري أكثر ولنخسر أكثر” وأدافع عن الأشخاص متوسطي القدرات؛ المملين العاديين.
لا مزية في سعي المرء أن يكون عاديًا، لأننا ينبغى أن نسعى جميعًا للأفضل، ولكن ما أعنيه هو مزية تقبل أن تكون عاديًا عندما ينتهي بك المطاف هناك، بعد بذلك أقصى جهدك.
خلف المنحنى
كل شيء في تلك الحياة هو مفاضلة، بعضنا ولد في هذه الحياة باستعدادٍ وقدرةٍ عالية على التعليم الجامعي، بينما البعض الآخر يولدون بمهارات جسدية عالية. البعض الآخر ذوو مهارات فنية عالية. من حيث المهارة والموهبة، يعتبر البشر مجموعات مختلفة متنوعة بشدة. بالتأكيد ما نحققه في الحياة في نهاية المطاف يتوقف على ممارستنا وجهدنا، لكننا ولدنا جميعًا بإمكاناتٍ ومواهب مختلفة.
يدعى هذا منحنى التوزيع الطبيعي أو “المنحنى الجرسي”، يمكن لأي شخص درس ولو البسيط في الإحصاء للتعرف عليه.
يعتبر منحنى التوزيع الطبيعي سهلًا للغاية. فهو يمثل توزيع مجموعة من الناس؛ على سبيل المثال مجموعة الناس الذين يلعبون الجولف مرة واحدة في العام، أقصى يمين المنحنى توجد الفئة المحترفة في اللعب، وأقصى يسار المنحنى الفئة الأسوء في اللعب.
ويمكنك ملاحظة أن العدد يتضاءل جدًّا في نهايتي المنحنى، ويعني ذلك أن هناك قلة قليلة جدًّا هم البارعون حقًّا، ومثلهم توجد نسبة قليلة جدًّا هم السيئون حقًّا. بينما تقبع الأغلبية في فئة المتوسطين وسط المنحنى.
ويمكننا تطبيق هذا المنحنى على الآلاف من التصنيفات الأخرى للناس، الطول والوزن والنضج العاطفي والمرتبات… إلخ.
على سبيل المثال، مايكل جوردان المميز في لعب كرة السلة، يكاد لا أحد لا يعرفه.
فهو معروف بأنه الأفضل على الإطلاق في إحراز نقاط كرة السلة من خلال إقحام الكرة داخل السلة نفسها، لذلك هو في داخل السلة أثناء اللعب. كما أن عدد من يشبهونه في تلك المهارة ضئيل للغاية.
ثم إليك هذا الشخص:
واضح أنه ليس مايكل جوردان. في الحقيقة، يمكن أن يكون الكثيرون ممن يقرؤون هذه المقالة أفضل من هذا الشخص في الكثير، وقد يعني هذا أنه ربما يقبع في النهاية اليسرى من المنحنى.
نحن ننبهر بمايكل جوردان لأنه محترف رياضي أكثر من أي منَّا بالطبع. بينما نضحك من فتى الترامبولين هذا لأنه ليس على نفس القدر في المهارات الرياضية. وكلاهما تطرف للمنحنى. بينما السواد الأعظم من الناس، فنحن نقع في الوسط حيث يوجد الأشخاص العاديون.
جميعنا إلى حد ما متوسطين في أغلب الأشياء
لدينا جميعًا مزايانا الخاصة ونقاط ضعفنا. لكن الحقيقة أن معظمنا عاديون في أغلب الأشياء؛ مثل الرياضيات أو نط الحبل أو حتى التَربُّح من تجارة السلاح في السوق السوداء، جميع الاحتمالات تقول بأنك متوسط في كل تلك الأشياء.. ذلك فقط طبيعة الحياة. ولكي تكون بارعًا جدًّا في أمر بعينه عليك أن تكرس له الوقت والطاقة. ولأننا جميعًا وقتنا محدود وطاقتنا محدودة، قليل منا فقط يتمكنون من التميُّز في أكثر من شيء واحد.
من الناحية الإحصائية، يمكننا الجزم باستحالة تميز شخص ما في كل مناحي الحياة أو حتى الكثير منها. تذكر أن بروس واين وهمي. الأشخاص مثله ليسوا موجودين في الواقع. رجال الأعمال النابغون عادة ما يكونون فشلة في حياتهم الشخصية. العديد من المشاهير على الأرجح هم ليسوا بارعين في الحياة كما يظن محبيهم ومعجبيهم.
يعتبر جميعكم أشخاصًا عاديين. فقط المتطرفون على نهايتي المنحنى هم من يحظون بالدعاية و الشهرة والاهتمام كله. وجميعنا يعلم ذلك بشكل أو بآخر. ولكننا قلما نتحدث أو نفكر بشأنه. الغالبية العظمى منا لن تكون في يومٍ ما استثنائية في قدراتها أو حتى أي شيء آخر، ولا مشكلة في ذلك.
ويقودني هذا إلى نقطة مهمة، أن يكون هدفك هو أن تكون عاديًا أمر حّقًا سيء، ولكن أن تكون عاديًا بعد بذل الجهد والمحاولة هو أمر مقبول.
قليل منا يفهم ذلك حقًّا، وعدد أقل منهم يقبلونه لأن المشكلة تظهر عندما نصل للنهاية ونقول “وما الداعي للاستمرار في حياة كهذه؟” عندما نتوقع أننا خارقون للطبيعة أو الأسوأ من ذلك أن نعتقد أننا مُخَوَّلون أن نكون خارقين .في حين أنه أمر مستبعد الحدوث للغاية. ففي مقابل كل واحد في مهارة مايكل جوردان أو كوب براينت، يوجد هناك حوالي 10 ملايين شخص ما يزال يعاني في لعبة التقاط الكرة، بل ويخطؤون أحيانًا. في مقابل كل شخص في براعة دافينشي أو بيكاسو هناك حوالي مليار شخص أخرق يلعبون بالصلصال. ومقابل كل شخص في مثل مهارة ليو تولستوي يوجد العديد ممن يعانون مع كتابة النوتات الموسيقية.
طغيان ثقافة التميز والاستثنائية
حسنًا، إليكم المشكلة. ربما أجادلكم أننا لدينا ذلك التوقع الآن أكثر من أي وقت مضى في التاريخ. والسبب هو طبيعة امتيازاتنا السياسية والتقنية.
بالطبع يمكننا استخدام جوجل أو فيسبوك أو حرية الوصول إلى 500 قناة، فجميعها يعتبر نوافذ معرفة مختلفة.
لكن قدراتنا على الانتباه محدودة، مستحيل أن نقوم بمعالجة كميات هائلة من المعلومات التي تنساب من خلال الإنترنت في أي وقت. لذلك المعلومات التي تلفت انتباهنا من بين كل ذلك هي المعلومات المميزة حقًّا، ونسبتها 99.99%.
تغمرنا باستمرار معلومات عن الأشياء الخارقة، فهناك أفضل النخبة والأسوأ على الإطلاق، والصفات الجسدية العظيمة عديمة القيمة أيضًا، وهناك النكات الأكثر تسليةً والأخبار الأكثر إحباطًا، والتهديدات الأكثر تخويفًا، إلى ما لا نهاية.
حياتنا اليوم مليئة بمعلومات تدور حول الفئة أقصى يمين المنحنى في كل شيء، لأن هذا هو ما يركز الإعلام عليه وهو ما يدر الأرباح. بينما تقبع بقية البشرية في وسط المنحنى.
أعتقد أن هذا الفيض من المعلومات المتطرفة أجبرنا على التفكير أن “الاستثنائي” هو الشائع والعادي الآن. و لأننا جميعًا نادرًا ما نكون الاستثناء الرائع المتميز، فجميعًا نفتقد الشعور بالأمان كثيرًا، وأصابنا البؤس في سعينا للشعور بأننا “استثنائيون” طوال الوقت. لذا علينا أن نعوِّض ذلك. نجد البعض يبدأ بالحديث عن وصفات “كيف تصبح أغنى سريعًا”، والبعض الآخر يلفون العالم لإنقاذ الأطفال الجياع في إفريقيا. البعض الآخر يعوضه تميزه في الدراسة وفوزه بجميع الجوائز. البعض الآخر يفعله بإطلاق النار في المدارس.
هناك نوع من الطغيان النفسي الذي يجتاح ثقافتنا اليوم، الشعور بأننا يتحتم علينا دائمًا إثبات أننا متميزون، متفردون واستثنائيون طوال الوقت، فلا يهم أي شيء في سبيل أن تنعم ببريق تلك اللحظة من التفرد التي انجرفت بعيدًا في خضم الفيض المستمر من تفرد وعظمة بقية البشر.
على سبيل المثال: إليكم هذا الفيديو مدته خمس دقائق عن لا شيء، مجرد فيديو عن أعظم وأروع تفاهة يمكن أن تتخيلها.
الجنوني في الأمر أن كل من في الفيديو، في مقابل الظهور في لقطة رائعة مدتها خمس ثوانٍ، على الأرجح قضوا في مقابلها سنوات وسنوات من التدريب، و عشرات من الساعات للتصوير للحصول على لقطة الخمس ثوانٍ المثالية.
إلا أنه لم يعرض علينا الجهد المضني طوال سنوات في التدريب، أو عشرات الساعات والمحاولات الفاشلة لالتقاط الأداء المثالي أمام الكاميرا. عُرض علينا فقط أكثر خمس ثوانٍ مثالية لهؤلاء الأشخاص، ربما في حياتهم كاملة.
ولكن.. إذا لن أكون مميزًا أو خارقًا، فما الهدف؟
اليوم أصبح مقبولًا في ثقافتنا الاعتقاد بأننا محتم علينا أن نكون استثنائيين خارقين. فالمشاهير يقولونها بوضوح، أباطرة عالم الأعمال التجارية يقولونها، وكذلك السياسيون، حتى أوبرا وينفري تقولها: كل واحدٍ منا يمكنه أن يكون متميزًا وخارقًا. فجميعنا نستحق العظمة.
كثير من الناس يغفل حقيقة أن تلك العبارة متناقضة في جوهرها. ففي نهاية المطاف إذا أصبح كل البشر خارقون ، فبالضرورة لن يكون حينها أحد متميزًا.. الجميع متساوون. فيكون خارق هو المرادف الجديد للعادي. وبدلًا من ذلك نلتقط الطعم ونأكله ونطلب المزيد.
أن تكون “عاديًا” أصبح التعريف الجديد لوصف “فاشل” فأسوأ شيء يمكن أن يحدث لك وسط القطيع هو أن تكون في منتصف المنحنى.
المشكلة أنه من الناحية الإحصائية، كلنا تقريبًا نندرج في منتصف المنحنى أغلب الوقت، وتقريبًا في كل شيء نفعله. بالطبع يمكن أن تكون لاعب جولف عالميًّا، ثم تعود للمنزل وتكون ذلك الأب الفاشل، وتشرب الخمور رخيصة الثمن، ويذهب عنك عقلك لدرجة قضاء حاجتك في سريرك ليلاً. أو ربما أسوأ من ذلك، يمكنك أن تكون مثل تايجر وودز الذي يعتبر أنجح لاعب جولف على الإطلاق؛ لكنه تعرض في نوفمبر 2009 لإصابة خطيرة إثر حادث مروري بسيارته ذات الدفع الرباعي، لتتوارد بعد ذلك الأخبار عن فضائح جنسية تورط فيها وودز مع عدد من النساء، فلا أحد يبقى متفردًا طويلًا.
الكثير من الناس يخشون تقبل كونهم متوسطي القدرات، لاعتقادهم أنهم إذا ما فعلوا، فلن يحققوا أي شيء ولن يتطوروا، وأن حيواتهم ربما لا تهم أيضًا.
أجد هذا النوع من التفكير خطيرًا، فبمجرد قبولهم فرضية أن الحياة جديرة بالاهتمام فقط إذا كانت حياة مميزة وعظيمة، فأنت حينها تقبل بشكل أساسي أن أغلب -إن لم يكن كل- البشر فاشلون وبلا قيمة. ومن الناحية الأخلاقية، أنت تضع نفسك بهذا التفكير في مكانٍ مظلمٍ حقًّا.
ولكن مشكلة أغلب الناس في أن يكونوا عاديين أكثر واقعية من ذلك. يساورهم القلق حيث “إذا قبلت أنني متوسط، إذًا لن أحقق أي أمر عظيم. لن يكون لدي دافع لتحسين نفسي، أو أن أعمل شيئًا عظيمًا. علاوة على ماذا لو كنت حقًّا من القلة المتميزة في آخر المنحنى جهة اليمين؟
يعتبر هذا أيضًا اعتقادًا مضللًا، فالناس الذين صاروا حقًّا متميزين استثنائيين في أمرٍ ما، هم تميزوا فيه لا لأنهم اعتقدوا أنهم متفردون استثنائيون. بل العكس، هم أصبحوا كذلك لأنهم استحوذ عليهم هاجس تطوير أنفسهم. وهذا الهوس بتطوير أنفسهم ينبع أساسًا وبلا أدنى شك من إيمانهم أنهم ليسوا عظماء على الإطلاق، وأنهم أشخاص عاديون متوسطون، ويمكنهم التحسين من أنفسهم.
ذلك تحديدًا هو المفارقة في الطموح، إذا كنت تتمنى أن تكون أكثر ذكاءً ونجاحًا، ستشعر حينها أنك دائمًا شخص فاشل. إذا تمنيت أن تكون أكثر شخصٍ محبوبٍ أو الأكثر شعبية، إذا ستشعر دائما أنك وحيد. إذا كنت تتمنى أن تكون الأكثر قوة وسلطة، فستشعر دائمًا أنك ضعيف ووهين.
كل ما قيل عن أن “كل شخص يمكنه أن يصبح متفردًا ويحقق أشياء عظيمة” هو مجرد استثارة لغرورك. فهو هراء باعوه لك لتشعر بتحسن لفترة قصيرة من الزمن، لتتخطى أسبوع عمل مرهق بدون أن تلجأ لشنق نفسك والانتحار. فهو رسالة أشبه بالحلويات؛ طعها لذيذ لكنها في الحقيقة ليست سوى سعرات حرارية بلا أي فائدة، تتركك في النهاية في حالة عدم ارتياح وتعب، فهو أشبه بوجبة “بيج ماك” لعقلك وقلبك على السواء.
سبيلك للوصول للصحة النفسية، مثلهُ مثل الصحة البدنية التي تأتي من تناول الخضروات، أو بعبارة أخرى هو عن طريق قبول حقيقة هذه الحياة: بسيطة عادية و بلا طعم. فقليل من “إنك حقًّا متوسط عادي” هو المكون الرئيسي، وأضف لهم “أن أغلب حياتك ستكون عادية” ستكون تلك الوصفة طعمها سيء في البداية، لدرجة أنك ستتجنبها تمامًا.
لكن بمجرد أن يتم هضمها ستستيقظ من نومك يملؤك النشاط والإقبال على الحياة. ففي النهاية، الضغط المستمر كي تكون شخصًا عظيمًا ذا شأن، حملٌ ستحمله فوق ظهرك. الضغط والقلق جراء شعورك الدائم أنك غير كفء سيتبدد. معرفتك وقبولك لوجودك الدنيوي سيحررك لتحقيق ما تمنيته حقًّا، بدون أحكام أو توقعات متغطرسة.
سيزيد تقديرك للحياة ولتجاربها الأساسية. ستتعلم أن تقيس نفسك من خلال وسائل صحية أكثر: متعة الصداقة البسيطة، متعة عمل شيء ومتعة مساعدة شخص ما بحاجة للمساعدة، أو حتى متعة قراءة كتاب جيد والضحك مع من تهتم لأمرهم.
يبدو مملًا،أليس كذلك؟ والسبب أن هذه الأشياء تبدو عادية. لكن ربما هي عادية لسبب ما. لأنها الأشياء المهمة حقًّا.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».