انتحار مهندسة بمسدس والدها في اربيل
رووداو - اربيل
"سأوافق رسميا على زواجك من امراة اخرى، لكن لا تطلقني"، لم تفلح توسلات ريجين هذه، واصر زوجها على طلاقها، ما دفعها الى انهاء حياتها في منزل والدها وبمسدسه.
ريجين ازاد محمود، 26 عاما، من سكنة محافظة اربيل، وهي خريجة كلية الهندسة، اقدمت على الانتحار في الساعة الساعة السابعة من مساء يوم 18/12/2015 في قرية بايزاغا التابعة لناحية ديكلة، بعدما وصلها خبر طلاقها.
وقال والد ريجين، ازاد محمود، انهم من سكنة محافظة اربيل، لكن لديهم في قرية بايزاغا منزلا وبستانا، وفي ايام العطل والمناسبات كانوا يرجعون لقريتهم، وفي اليوم الذي انتحرت فيه ريجين بمسدسه في غرفتها، عندما كانوا منشغلين بتوديع الضيوف.
ووفقا لما قاله والدها، فان ريجين تزوجت بداية العام الجاري بشاب يدعى (ن)، وهو خريج كلية العلوم الانسانية، ومن سكنة قضاء دوكان.
ويقول والد ريجين، ان ايا من الزوجين لم يتم تعيينهما في وظيفة رسمية، ورغم ان الزوج كان يعمل الا ان وضعهم المالي لم يكن جيدا، وبسبب هذا الامر غالبا ما كانت المشاكل تحصل بين ابنتهم وزوجها.
واضاف ازاد، "بسبب وضعهما المالي السيء، كان الطرفان يشكوان من بعضهما، وكانا يتحدثان لنا عن هذا، كنا نوفر لهما ما يحتاجان اليه، لكن بسبب سوء الوضع المادي اصيبت ابنتي بمرض نفسي".
وبعدما اصيبت ريجين بـ"المرض النفسي"، ارسلها زوجها الى بيت اهلها، وكان والدها يصطحبها الى الطبيب النفسي، لكن صهرهم لم ينتظر تحسن وضع زوجته، وقام بتسجيل دعوى التفريق في المحكمة.
وما كانت لا تفكر فيه ريجين، هو انفصالها عن زوجها، ويقول والدها "على الرغم من ان الدعوى كانت مقدمة للمحكمة، لكن ريجين كانت تحلم بالرجوع الى زوجها".
وتحدث ازاد عن توسلات ابنته التي قالت لزوجها في احدى الجلسات العائلية، "اعدني للمنزل، وانا ساوافق في المحكمة لتذهب وتتزوج من امراة اخرى، لكن فقط لا تطلقني".
لكن (ن) كان مصرا على قراره، وفي يوم 15/12/2015 اصدر قاضي محكمة دوكان قرار انفصال ريجين عن زوجها، وقال والدها "عندما وصلنا هذا الخبر، اصيبت ريجين بالاحباط تماما، وظلت تبكي ليومين كاملين".
والد ريجين كان يواسيها، لكن دون فائدة، وقال ازاد "كانت تقول ابنتي اذا طلقت، كيف لي ان اقابل الناس، وعندما كانت تقول ذلك، كنا نذكر لها امثلة عن نساء مطلقات حولنا، لكن دون فائدة، لان وضعها النفسي اصبح صعبا جدا بعد انفصالها".
ويتحدث ازاد عن لحظة انتحار ابنته بالقول "في ذلك اليوم كنا في قريتنا، وكنا قد دعونا عائلة اختي، كنت قد وضعت مسدسي في السيارة، وبعد اذان المغرب، ودعت ريجين معنا الضيوف، ولم ننتبه لخروجها بوحدها، سمعنا صوت اطلاقة نارية وتذكرت فورا مسدسي، وبعدما خرجنا رأينا ريجين قد اخذت المسدس من السيارة وانتحرت".
ويقول والد ريجين انها كانت قد هددت سابقا بالانتحار، لكنهم لم ياخذوا تهديداتها على محمل الجد، ولم يكونوا يتصوروا ان تقوم بذلك.
وبحسب ارقام المديرية العامة لمكافحة العنف ضد النساء، فانه في الستة الاشهر الاولى من العام الحالي اقدمت 12 امراة على الانتحار في حدود محافظة اربيل.
وتتبع قرية بايزاغا ناحية ديكلة، ويقوم مركز شرطة القرية بالتحقيق في الحادث، وقال مصدر في المركز لشبكة رووداو الاعلامية، ان "التحقيقات مستمرة في الحادث، لكن ذوي القتيلة لم يسجلوا اي شكوى ضد احد".
وقال ازاد محمود، "لم نسجل شكوى ضد صهرنا، لان ابنتنا رحلت الان، ولن ينفع فعل اي شيء".