الحرب على داعش بدأت "تؤتي ثمارها" - أ. ف. ب.
اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان الخميس ان الحرب على تنظيم داعش بدأت "تؤتي ثمارها"، وذلك خلال تفقده الجنود الفرنسيين على حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول الموجودة في مياه الخليج.
المنامة: قال الوزير الفرنسي، جان ايف لو دريان، مخاطبا الجنود "ان مصير الحرب (ضد داعش) يتحدد هنا" مضيفا "لقد بدأت الاستراتيجية تؤتي ثمارها : في كل مكان نلاحظ ان داعش باتت تعتمد موقفا دفاعيا، قليل الفاعلية باي حال، كما يدل على ذلك خسارة مدينة الرمادي" العراقية.
واضاف لودريان "قبل اسابيع قليلة تلقت فرنسا ضربة في القلب (...) هذا الاعتداء على ارضنا يدعو الى الرد حيث تتنظم داعش لمهاجمتنا" في اشارة الى معسكرات تدريب الجهاديين في سوريا.
وقال الوزير الفرنسي ايضا "ان هدفنا هو القضاء التام على هذه المنظمة الارهابية".
ودخلت حاملة الطائرات شال ديغول في الحرب على الجهاديين بعد الاعتداءات التي استهدفت باريس في الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ووصلت الى شرق المتوسط قبل ان تنتقل الى مياه الخليج منذ العشرين من كانون الاول/ديسمبر.
هولاند يركز على الامن املا بولاية رئاسية جديدة
وعلى عتبة السنة الاخيرة الكاملة من رئاسته وفيما لا تزال بلاده تعاني من تداعيات صدمة اعتداءات باريس الاخيرة، يركز الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على موضوعي الامن والوحدة الوطنية، سعيا الى الحفاظ على حظوظه في اعادة انتخابه في 2017.
وقال في كلمة متلفزة مساء الخميس بمناسبة بدء العام الجديد ان فرنسا "لم تنته بعد من الارهاب"، معتبرا ان "التهديد لا يزال قائما لا بل يبقى في اعلى درجاته".
وبعد ان وجه تحية الى ضحايا الاعتداءات التي حصلت في كانون الثاني/يناير (17 قتيلا) وتشرين الثاني/نوفمبر (130 قتيلا) في باريس اضاف، "رغم المأساة فان فرنسا لم تتراجع، ورغم الدموع فهي تبقى واقفة" مشيدا "بقوة منظومة قيمها".
وقال انه من اجل التحرك ضد "جذور الشر"، فان فرنسا ستواصل ضرباتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا "فالضربات تؤتي ثمارها والجهاديون يتراجعون. بالتالي سنستمر طالما كان ذلك ضررويا".
على الصعيد الداخلي، دعا الرئيس الاشتراكي البرلمان الى "تحمل مسؤولياته" عبر اقرار اصلاح دستوري اقترحه من اجل اعطاء "اساس صلب" لحالة الطوارئ ونزع الجنسية عن فرنسيين تمت ادانتهم بقضايا ارهابية ويحملون جنسية اخرى.
وهذا الاجراء الاخير ينال شعبية قوية لدى الفرنسيين، ويثير اضطرابا في صفوف اليسار. وقال هولاند "النقاش شرعي وانا احترمه" ولكن "عندما يتعلق الامر بحمايتكم، يجب على فرنسا الا تكون غير متحدة".
ويقول المحلل السياسي جيروم فوركيه ان الرئيس الفرنسي "مصمم على الذهاب حتى النهاية لان الراي العام يدعمه"، مضيفا ان اي تراجع من جانبه "سينعكس كارثيا على صورته".
وتشير كل استطلاعات الرأي خلال السنة الاخيرة الى ان زعيمة الجبهة الوطنية ستتأهل الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2017.
الا ان فوركيه لا يتبنى فكرة وجود "مناورة حذقة" من جانب هولاند تكمن في "سرقة الافكار الايديولوجية" لليمين بالنسبة الى اقتراح نزع الجنسية.
ويقول "اذا كان فرنسوا هولاند هو من اطلق هذا الاقتراح، فالنية كانت اساسا ابلاغ المجتمع الفرنسي بان الرئيس واع لخطورة التهديد، وانه مصمم على الرد باكبر حزم ممكن: لكل وضع استثنائي علاج استثنائي".
وارتفعت شعبية فرنسوا هولاند بعد المواقف والخطوات التي اتخذها اثر اعتداءات باريس، تماما كما حصل بعد اعتداءات كانون الثاني/يناير التي اوقعت 17 قتيلا وابرزها ضد مقر صحيفة "شارلي ابدو".
ويرى فوركيه ان مواقف هولاند هذه تشكل "الاداة الاساسية التي يملكها والتي يمكن له ان يستند اليها لتحسين موقعه وصورته" استعدادا لانتخابات 2017، و"اخفاء حصيلة اخرى لم تكن براقة".
ولم يتمكن هولاند بعد اربع سنوات على انتخابه من الحد من نسبة البطالة التي لا تزال عند مستوى 10 في المئة، علما انها تشكل اولوية بالنسبة الى الفرنسيين. وتعتبر هذه المشكلة العقبة الاولى امام ترشحه الى ولاية ثانية.
والوضع الاقتصادي والاجتماعي احد العوامل الرئيسية في تقدم الجبهة الوطنية من اليمين المتطرف التي فازت بنسبة 28٪ من الاصوات في انتخابات المناطق في كانون الاول/ديسمبر.
وقال الرئيس الفرنسي "في عام 2016، سنكافح الارهاب. نعم بالتأكيد، وبشكل مكثف، ولكن ايضا ضد كل ما يقسم مجتمعنا ويغذي الانطواء والاقصاء" مشيرا الى "حالة طوارئ اقتصادية واجتماعية".