حصار ببطن حصار: حماس تمنع الاحتفال برأس السنة في غزة
غزة ـ تفرض حركة حماس الإسلامية حصارا من نوع خاص على أهالي غزة بمنع إقامة احتفالات رأس السنة في خطوة تؤشر إلى مدى التضييق على الحريات في القطاع وغياب مفهوم المواطنة التي تسعى حركة حماس الى طمسها وإخفائها خلف جلباب أجنداتها الضيقة.
وأعلنت شرطة قطاع غزة التي تديرها حركة حماس الأربعاء، عن منع إقامة الاحتفالات بمناسبة “ليلة رأس السنة”، في جميع مطاعم القطاع.
وقال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية في القطاع، أيمن البطنيجي إن “الشرطة الفلسطينية أصدرت قرارًا بمنع إقامة الاحتفالات في المطاعم، في ليلة رأس السنة، فهذا تقليد غربي فقط”.
وأضاف “يسمح بإقامة الاحتفالات في المطاعم طوال أيام العام، ولكن لن نسمح بإقامته في أول ليلة من العام الجديد، لأن ذلك ينافي عاداتنا وتقاليدنا، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية لا تسمح بذلك حاليًا”.
وتابع “نحن نساند القطاع السياحي، وجميع القطاعات الأخرى، ونوفر الحماية لها، ولا نمانع طوال أيام العام بإقامة الاحتفالات”.
ويرى مراقبون أن حماس تنتهك حريات الغزاويين بقوة السلاح وتفرض عليهم قوانينها الخاصة بما يهدد الحياة الاجتماعية ويقوض السلم الاجتماعي.
وأكد هؤلاء أن مثل هذه الشروط من شأنها أن تبث الفرقة والانقسام وتغيب التسامح بين الأديان.
وتحرص العديد من العواصم، والمدن في مختلف أنحاء العالم، على إقامة الاحتفالات، بمناسبة قدوم العام الميلادي الجديد، في تقليد سنوي، كان الفلسطينيون في قطاع غزة، طوال الأعوام السابقة يشاركون فيه عبر إقامة احتفالات في بعض فنادق ومطاعم القطاع.
وتريد حماس أن تجعل قطاع غزة خاضعا لشروطها التي تتنافى مع القيم المجتمعية المدنية مقابل فرض حصار آخر على المدنيين الذين يتوقون الى يوم من الفرح والبهجة تنسيهم جراح الحروب السابقة.
وشدد البطنيجي على ان هذا المنع من “اجل الحد قدر المستطاع من اية مظاهر تتنافى مع عادتنا وتقليدنا وقيمنا وتعاليم ديننا الحنيف وتضامنا مع اسر شهداء انتفاضة القدس” في اشارة الى الهجمات التي ينفذها فلسطينيون في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين منذ ثلاثة اشهر.
واعتبر “أن المعاناة التي يعيشها قطاع غزة جراء الحصار المفروض عليه تتطلب احترام آلامه وتضحياته ومنع مثل هذه الاحتفالات”.
وقوبل القرار بانتقادات من نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإليكترونية بوصفه تقييدا للحريات العامة.
وقال متابعون أن مثل هذه التصرفات من الحركة الإسلامية يبين مدى حرصها على تغليب التفسير المتشدد للشريعة الاسلامية وعدم إيمانها بحرية كل شخص في الاحتفال بما يتماشى مع معتقداته.
وتقيم العديد من المطاعم والفنادق والمقاهي في القطاع سنويا احتفالات في قاعات مغلقة بمناسبة راس السنة، روادها غالبا من الشباب.
ميدل ايست اونلاين