مدرسة ( فزت ورب الكعبة ) يتخرج منها .. ( الله يبشركم بالخير )
يعتقد أغلب البشر ان رحلة الحياة تبدأ منذ لحظة الولادة ويسدل الستار عليها لحظة الموت وهذا هو المفهوم السائد وجبل عليه الاعم الاغلب حتى عند المتدينين واتباع الكتب السماوية يولون اهمية بالغة لحياتهم في الواقع ويكرسون جهود مضنية من أجلها وتصب جل أعمالهم لديمومة البقاء فيها والتنعم بها وان كانت طروحاتهم النظرية تعبر غير ذلك. إلا المصلحون والنخب الذين إشرأبت عقولهم بعقائد ومبادئ آمنوا بها واعتنقوها حد الذوبان وتلك العقائد تحمل تعاليمها اسس العدالة الانسانية وطرق الوصول اليها والكيفية التي تطبق بها وتولي أهمية بالغة الى الاصلاح المجتمعي والدعوة اليها وتنادي بها وتدافع عنها لتحقيق المساواة واعمار الارض بما يخدم الانسان مهما كان جنسه ولونه ولغته وعقيدته وهؤلاء الثلة يحملون على عاتقهم هموم الامة التي يعيشون بين ظهرانيها ويواجهون أشد المكاره واصعب الظروف وأوج التحديات وابلغ المكائد للحيلولة دون تحقيق اهدافهم السامية وخطاهم النبيلة من قبل أعداء هذه المبادئ واصحاب الباطل ممن تشبث بالدنيا واصبحت اكبر همه ويسعى جاهدآ للنيل من كل مصلح منادي بالاصلاح ومطالب بالعدالة والحقوق فتصبح حياة دعاة الاصلاح واصحاب المبادئ دائمآ أو في أغلب الاحيان في خطر محدق وقاب قوسين من نهايتها . إلا ان ذلك لايزعزع من عزيمتهم قيد انملة ولايحيدون عنها او يتوانون او يهادنون عليها او يصمتون عن الاهداف التي رسمتها عقيدتهم ولايزيدهم الخطر إلا قوة وإصرارآ وثباتآ وإقداما ولا يهابون الموت مطلقآ بل يؤمنون بأن الدنيا ماهي الا نقطة انطلاق نحو الحياة الحقيقية الابدية. واذا كانت الرسالة السماوية الاسلامية خير من خطت العدالة الانسانية والاصلاح المجتمعي فخير من جسدها بعد خاتم الانبياء محمد الصادق الامين ص ، هو علي بن أبي طالب ع حين قال مخاطبآ الدنيا ( طلقتك ثلاث لا رجعة فيها ) وعندما حانت لحظة رحيله من الدنيا صدح بصوته الجهوري ( فزت ورب الكعبة ) . بهذه العبارتين إختزل الامام علي ع هذه الحياة وشيد من خلال هذه العبارتين مدرسة للمصلحين والدعاة للخير والصلاح والاصلاح والمنادين للعدالة الانسانية ، كثيرون من ارتادوا هذه المدرسة يدخلونها أفواجآ أفواجا ويخرجون منها أفواجآ أفواجآ ولا يتخرج منها آلا بمثل همل النعم . اليوم وقف احد المتخرجين من تلك المدرسة العملاقة متألقآ منورآ محلقآ بابهى صورة ذلك هو الشيخ المجاهد طيلة حياته في الدنيا ضد الباطل وأهله في عقر دارهم وامام الملأ وفي كل وقت وفي كل مكان لا تأخذه في ذات الله لومة لائم مناضلآ باسلآ نمرآ مغوارآ في سبيل الاصلاح والحق والحرية والعدالة الانسانية ( الشهيد الحي آية الله الشيخ نمر باقر النمر ) وآخر المطاف حكمت عليه الفئة الضالة والمضلة بالاعدام وعندما وصله خبر من أهله بأن الحاكم الظالم وقع على امر الاعدام أجابهم بقوله ( الله يبشركم بالخير ) ..
.