أوسع وأعنف هجوم لداعش لتشتيت القوات العراقية -
لندن: يشن تنظيم "داعش" منذ 72 ساعة أعنف هجومات مسلحة ضد القوات العراقية في محافظتي الأنبار وصلاح الدين الغربيتين منذ احتلال الموصل صيف 2014 ، في محاولة لتشتيت الجهد العسكري والرد على انتزاع مدينة الرمادي من قبضته وتأكيد اثبات قوته وقدرته على الرد في اكثر من مكان في وقت واحد، حيث استخدم الاف المقاتلين و86 مفخخة و25 انتحاريًا ملحقًا خسائر ليست بالهينة بالقوات الامنية.
وقد دفعت هذه التطورات بمجلس الامن الوزاري العراقي الى عقد اجتماع طارئ الليلة الماضية برئاسة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، حيث جرت "متابعة الانتصارات التي حققتها القوات العراقية في الرمادي وتطهيرها وملاحقة عناصر داعش الارهابية وادامة زخم الانتصارات من خلال تعزيز النصر بانتصارات اخرى ومتابعة التوجيهات والقرارات التي صدرت في الاجتماعات السابقة" كما قال بيان رسمي عقب الاجتماع اطلعت على نصه "إيلاف"، حيث يعتقد انه تم ايضا بحث نتائج وتداعيات الهجومات الواسعة الحالية لتنظيم "داعش" وسبل مواجهتها وافشالها.
هجوم كبير على قضاء حديثة
ويواصل تنظيم "داعش" منذ ساعات مهاجمة قضاء حديثة (300 كم غرب بغداد) في اقصى الغرب العراقي، والقرى المحيطة بها في محافظة الأنبار قرب الحدود مع سوريا، بحوالي الفي مقاتل و50 مفخخة و20 انتحاريًا، وذلك من ثلاثة محاور استطاعت القوات الامنية من صدها والحاق خسائر بقواته وافشال خططه بتعويض خساراته الاخيرة في الرمادي، لكن عناصره مازالت تقاوم في اكثر من مكان هناك.
وبعد ساعات من القتال الشرس تمكن مقاتلو الجيش والشرطة ومسلحو العشائر وبمساندة طيران التحالف الدولي من صد أغلب الهجمات على بلدة حديثة، وفجروا حتى الآن 41 سيارة مفخخة، واستولوا على 3 عربات واستعادة السيطرة على مدخل حديثة الشرقي بالقرب من مدينة بروانة شرق القضاء.
وتدور المعارك حاليًا عند منطقة السكران شرق حديثة لاستعادة المنطقة من داعش بعد أن توغل فيها، خسر خلالها اعدادًا من عناصره، اضافة الى الخسائر في الأرواح بين المدنيين في المناطق التي هوجمت.
ولايزال القتال مستمرًا في الجانب الشرقي من حديثة بين العشائر وقوات الأمن من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، لطرد مسلحيه من المناطق والقرى التي توغلوا فيها ومن أهمها منطقة السكران وقرية الشاعي.
هجوم بثلاثين مفخخة شمال الرمادي
ومن جهتها كشفت وزارة الدفاع عن صد هجومين كبيرين لتنظيم "داعش" في الرمادي الاول تم بثلاثين مفخخة و15 انتحاريا والثاني بسبعة انتحاريين قالت انه تم قتلهم جميعا.. وأشار المتحدث الرسمي باسم الوزارة نصير نوري في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الى ان "داعش" قام بعمل تعرضي واسع النطاق وبسيارات مختلفة الأنواع والأحجام بلغ عددها ثلاثين سيارةً ملغمةً وأعداداً من الانتحاريين قدروا بخمسة عشر انتحارياً استهدفت عقد تواجد الجيش والحشد الشعبي في قاطع المحور الشمالي لمدينة الرمادي وبامتداد خمسة وعشرين كيلومتراً إضافة إلى المقرات الخلفية للفرقة العاشرة باتجاه منطقة ناظم الثرثار.
وأكد أن تشكيلات الجيش تمكنت "من التصدي لهذا التعرض الداعشي البائس في معركة أنموذجية اشترك فيها أبطال طيران الجيش وصقور القوة الجوية العراقية وبدعم واضح من قبل طيران التحالف الدولي ما أوقع بالدواعش خسائر فادحة أسفرت عن تدمير 20 عجلة ملغمة وتفكيك ثلاث منها وتعقب اثنتين أخرتين فيما لاذت خمس منها بالفرار حيث ولازالت المفارزالعسكرية قيد المتابعة لها فضلاً عن مقتل خمسة وثلاثين داعشياً بمن فيهم الانتحاريون المهاجمون".
كما حاول سبعة انتحاريين لتنظيم "داعش" التقرب من مقر قيادة فرقة التدخل السريع الأولى لاستهداف مقر القيادة وقد تم استدراجهم من قبل منتسبي مقر القيادة إلى مناطق قتلٍ محددة وقتلهم جميعاً. وأشار الناطق العسكري ايضا إلى تعرض احد الخطوط الدفاعية في منطقة الثرثار التابعة إلى لواء المشاة 59 قيادة عمليات بغداد الى هجوم تم وخلال ساعات محدودة من استعادة المناطق التي تسلل إليها عناصر التنظيم وإيقاع خسائر فادحة به أجبرته على ترك المواضع وآلياته وجثث قتلاه.
وكانت القوات العراقية اعلنت الاسبوع الماضي سيطرتها على مركز مدينة الرمادي ومجمعه الحكومي اضافة الى تطهير العديد من مناطق المدينة التي سيطر عليها التنظيم في ايار (مايو) الماضي.
وداعش يخترق قاعدة سبايكر
وأعلنت مصادر في شرطة صلاح الدين (172 كم شمال غرب بغداد) امس مقتل 15 عنصراً في الشرطة بهجوم انتحاري نفذه عناصر من تنظيم "داعش" بواسطة ستة من الانتحاريين تسللوا بزي عسكري وتمكنوا من الاقتراب من جهة قاعدة سبايكر حيث تم قتل أربعة منهم قبل تمكنهم من تفجير أنفسهم فيما نجح انتحاريان آخران في تفجير نفسيهما بالقرب من مركز الشرطة.
وقال مصدر أمني في شرطة صلاح الدين إن "6 مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية يرتدون أحزمة ناسفة شنوا هجوما من الجهة الغربية لقاعدة سبايكر في منطقة الجزيرة شرقي تكريت فجر الأحد".
وأضاف أن "مواجهات عنيفة وقعت بين الشرطة والانتحاريين الذين قتل منهم 4 بينما نجح اثنان في التسلل والوصول إلى مقر القوات الأمنية وفجرا حزاميهما الناسفين مما أدى إلى مقتل 15 شرطيا وإصابة 10 آخرين".
وقاعدة سبايكر هي قاعدة أميركية سابقة منذ حوالي عشر سنوات في شرق تكريت وهو المعسكر نفسه حيث ارتكب داعش في عام 2014 "مجزرة سبايكر" التي قام فيها بعمليات الإعدام رميا بالرصاص للمئات من التلاميذ العسكريين العراقيين الذين كانوا يتدربون في القاعدة ودفن الجثث في مقابر جماعية بعد ان كان التنظيم قد استولى على المعسكر صيف عام 2014.
هجوم ضد سدة سامراء
وبالترافق مع ذلك فقد هاجم "داعش" خلال الساعات الاخيرة سدة سامراء بمحافظة صلاح الدين في محاولة لتمديد جبهته لتشمل المناطق الواقعة بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين من اجل زيادة الضغط على القوات العراقية وتشتيت تواجد تشكيلاتها المسلحة.
وقد تمكنت القوات العراقية المشتركة من قتل أكثر من 20 عنصراً من التنظيم الذي استطاع بدوره قتل وإصابة عدد من العناصر العراقية بعد معارك عنيفة حيث تم الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة وطائرات مقاتلة ومروحية إلى المنطقة لتعزيز محيط مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد).
ويحاول "داعش" شن هجمات جديدة لتوسيع جبهته ولنقل معركة الرمادي بمحافظة الأنبار إلى محافظة صلاح الدين مستغلاً الحدود المشتركة والصحراء الواسعة بين المحافظتين.
ولمواجهة محاولات "داعش" توسيع هجماته على اوسع رقعة ارض يمكنه الوصول اليها في مناطق المحافظتين فقد نفذت القوة الجوية العراقية 8 غارات جوية فيما نفذ طيران الجيش 24 غارة جوية وطيران التحالف الدولي 21 ضربة جوية في مختلف قواطع العمليات ما اسفر عن تدمير أكثر من 30 موقعاً قتالياً ومراكز تجمع للتنظيم.