اخبار العراق الان

بعد السعودية.. البحرين والسودان تقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع ايران وتطلب من دبلوماسييها مغادرة المنامة خلال 48 ساعة والامارات تستدعي سفيرها في طهران وتخفض تمثيلها

بعد السعودية.. البحرين والسودان تقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع ايران وتطلب من دبلوماسييها مغادرة المنامة خلال 48 ساعة والامارات تستدعي سفيرها في طهران وتخفض تمثيلها
بعد السعودية.. البحرين والسودان تقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع ايران وتطلب من دبلوماسييها مغادرة المنامة خلال 48 ساعة والامارات تستدعي سفيرها في طهران وتخفض تمثيلها

2016-01-04 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


الرياض ـ (أ ف ب) – تصاعدت الاثنين حدة الازمة بين السعودية وايران على خلفية اعدام الرياض الشيخ الشيعي نمر النمر، مع حذو حلفاء للمملكة حذوها بقطع العلاقات وخفض التمثيل الدبلوماسي مع طهران، بينما دعت دول كبرى الى احتواء التوتر الذي ينذر بتداعيات اقليمية.

وغداة اعلان المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران، اتخذت البحرين اجراء مماثلا، بينما اعلن السودان طرد السفير الايراني، واستدعت الامارات سفيرها في طهران. واضيف الى هذه الخطوات، الاعلان عن اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب الاحد المقبل.

وسارعت دول عدة الى التحذير من تصاعد التوتر، فاعربت روسيا عن استعدادها “لدعم” بين الخصمين اللدودين السعودية وايران، في حين دعت باريس وبرلين الى لجم التوتر الذي بدت مؤشرات على احتمال تمدده، مع اطلاق مسلحين النار على دورية للشرطة في المنطقة الشرقية حيث تتركز الغالبية الشيعية في السعودية، وتفجير مسجدين للسنة في العراق.

واندلعت الازمة الجديدة بين السعودية وايران على خلفية اعدام النمر مع 46 شخصا اخرين بتهمة “الارهاب”. وكان النمر (56 عاما) من أبرز وجوه التحركات المعارضة للحكم السعودي في المنطقة الشرقية في 2011. ودين بتهم “اشعال الفتنة الطائفية” و”الخروج على ولي الامر” و”حمل السلاح في وجه رجال الأمن”. بينما دين معظم المحكومين الآخرين بالضلوع في اعتداءات منسوبة الى تنظيم القاعدة.

واثار اعدام النمر غضب طهران، وسارت تظاهرات للشيعة في العديد من الدول خصوصا في ايران حيث هاجم متظاهرون غاضبون السفارة السعودية في طهران واحرقوها اضافة الى القنصلية السعودية في مدينة مشهد.

وردت السعودية باعلان وزير خارجيتها عادل الجبير الاحد قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران وطرد دبلوماسييها خلال 48 ساعة. كما وصل الى دبي ليل الاحد الاثنين، قرابة 80 دبلوماسيا سعوديا وافراد عائلاتهم من ايران، بحسب مصادر دبلوماسية.

وسارعت دول قريبة من السعودية اليوم الى اتخاذ خطوات شبيهة.

فقد اعلنت البحرين في بيان “قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية”، والطلب من دبلوماسييها المغادرة “خلال 48 ساعة”.

وشمل القرار اغلاق بعثة البحرين لدى ايران وسحب كل طاقهما.

كما اعلن السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع ايران “فورا”، بحسب بيان لوزارة الخارجية التي اكدت ان القرار يأتي على خلفية “حادثة الاعتداء الغاشم على سفارة” السعودية وقنصليتها.

اما الامارات العربية المتحدة التي تحظى بعلاقات تجارية واقتصادية جيدة مع ايران، فقد استدعت سفيرها وخفضت التمثيل الدبلوماسي.

وافاد بيان للخارجية الاماراتية ان ابو ظبي قررت خفض التمثيل “الى مستوى قائم بالاعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الايرانيين في الدولة”، كما تم “استدعاء” سفيرها في طهران سيف الزعابي تطبيقا للقرار.

وعللت خطوتها بـ “التدخل الايراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي والذي وصل الى مستويات غير مسبوقة في الآونة الاخيرة”.

وفي القاهرة، افاد نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي عن اجتماع طارىء لوزراء الخارجية الاحد، بهدف “ادانة انتهاكات ايران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد”، اضافة الى “ادانة التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية”.

وكانت ايران وجهت انتقادات حادة للسعودية على خلفية اعدام النمر.

ففي حين اعتبر الرئيس حسن روحاني ان الهجومين على الممثليتين “غير مبررين على الاطلاق”، اتخذ المرشد الاعلى آية الله علي الخامنئي، صاحب الكلمة الفصل في السياسة الايرانية، موقفا اكثر حدة، مؤكدا ان السعودية ستواجه “النقمة الالهية” جراء اعدام النمر.

وتعليقا على قطع العلاقات، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية جابر الانصاري اليوم ان السعودية ترى “مصالحها ووجودها في مواصلة التوتر والمواجهات، وتحاول حل مشاكلها الداخلية عبر تصديرها الى الخارج”.

وكانت الخارجية اعتبرت في وقت سابق ان قرار الرياض لن يؤدي الى نسيان “خطئها الجسيم” و”الاستراتيجي” باعدام الشيخ النمر.

– دعوات للجم التوتر –

ويتنافس البلدان على النفوذ في الشرق الاوسط والخليج، وهما على طرفي نقيض في أزمات دامية في المنطقة، لا سيما في سوريا والعراق واليمن.

وتخوفا من انعكاس هذا التوتر على أزمات دامية وشديدة التعقيد، سارعت دول كبرى للدعوة الى التهدئة.

واعلنت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو “مستعدة لدعم” حوار بين الرياض وطهران، طالبة “بالحاح” منهما “والدول الخليجية الاخرى ضبط النفس″، وسلوك “طريق الحوار”.

كما دعت فرنسا الى “وقف تصعيد” التوتر بين السعودية وايران، بحسب تصريحات للناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول الذي اعتبر ان “تميز فرنسا هو قدرتها على الحوار مع الجميع، وقد ذكر وزير الخارجية (لوران فابيوس) بالرغبة في وقف التصعيد”.

كما دعت برلين عبر المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، ستيفن سيبرت، الى بذل كل ما في وسعهما “لاستئناف علاقاتهما”.

وكانت الولايات المتحدة طالبت الاحد قادة دول الشرق الاوسط بالقيام ب”خطوات لتهدئة التوترات”.

واكد المتحدث باسم الخارجية جون كيربي “نعتقد ان الحوار الدبلوماسي والمحادثات المباشرة تبقى ادوات اساسية لحل الخلافات وسوف نواصل حض قادة المنطقة على القيام بخطوات ايجابية لتهدئة التوترات”.

– توترات متنقلة –

وفي مؤشر جديد الى التوتر، اطلق مسلحون النار مساء الاحد على دورية للشرطة في بلدة العوامية بشرق السعودية، مسقط الشيخ النمر.

وذكرت وكالة الانباء السعودية ان اطلاق النار ادى الى “مقتل المواطن علي عمران الداوود واصابة الطفل محمد جعفر التحيفه (8 سنوات)”.

وتداول مستخدمون على مواقع التواصل صورا قالوا انها تعود للداوود الذي وصفوه ب”الشهيد” وقالوا انه “استهدف” بنيران قوات الامن السعودية.

وتزامنا مع تصاعد موجة الغضب لدى الشيعة في ايران والعراق وبلدان اخرى اثر اعدام السعودية للشيخ النمر، اعلنت الشرطة العراقية وشهود الاثنين وقوع انفجارين هزا مسجدين سنيين في مدينة الحلة جنوب بغداد.

وفي حادث اخر، اغتال مسلحون مجهولون مساء الاحد طه الجبوري، إمام ومؤذن جامع محمد عبد الله جبوري السني في ناحية الاسكندرية، وفقا لمصدر في الشرطة .

ودان محمد النمر، شقيق رجل الدين، الاثنين “الاعتداء” الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد السبت. وقال في تغريدة عبر “تويتر”، “نقدر العواطف تجاه الشهيد الشيخ النمر (…) ولكن نرفض وندين الاعتداء على سفارات وقنصليات المملكة في ايران وغيرها”.

بدورها، لم تسلم الرياضة من تداعيات التوتر بين طهران والرياض.

فقد طالبت أندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم على مواقعها الالكترونية، بعدم لعب مبارياتها المقررة مع الأندية الإيرانية في ايران ونقلها الى أرض محايدة.