قادة عراقيون: لدور تصالحي لا استقطابي في المنطقة -
أسامة مهدي: فيما تناغمت القوى الشيعية العراقية مع الطروحات الايرانية للازمة الحالية في المنطقة فقد انطلقت في بغداد اليوم دعوة لدور تصالحي للعراق، وأن لا جزءا من الاستقطاب، بالإضافة إلى تجنب التصعيد وكذلك اعتماد التفاهم لنزع فتيل الازمة والجلوس لطاولة الحوار لحل الخلافات وبما يصب في استقرار وامن وتنمية المنطقة وتجنيبها مزيداً من الصراعات، وسط تحذير من خطورة توسع الطائفية السياسية والجهوية ومايرتبط بها من عنف وتطرف.
وأكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أن العراق خاض مواجهة نادرة ضد الارهاب بصدور عارية وامكانات محدودة وبظرف اقتصادي صعب، مشيرا الى ضرورة الانتقال من مرحلة بناء الذات الى مرحلة اعطاء دروس للعالم اجمع . وقال خلال اجتماعه اليوم مع الادارة المحلية وشويخ ووجهاء لقضاء ابو غريب غرب بغداد على رأس وفد نيابي ووزاري "لقد آن للعراق ان يكون محورا لعملية تصالح في المنطقة برمتها وليس جزءً من عمليات الاستقطاب الموجود فيها"، لافتا الى ان العراق يمتلك علاقات جيدة مع دول المنطقة والعالم ويتميز بتنوع داخلي ينبغي استثماره في سبيل ذلك.
واوضح بعد اشادته بدور عشائر قضاء ابي غريب ونواحيه ان البعض كان يراهن على هذا القضاء وغيره من مناطق حزام بغداد (السنية) في ان يدب الخلاف بينهم لكن الصورة انعكست وتمثلت في حالة من التعاطي المتبادل بين اهالي ابو غريب وتعاونهم ومساندهم لبعضهم ليعطوا بذلك درسا لعموم العراقيين بأن باستطاعتهم البقاء موحدين.
واكد الرغبة في دعم القضاء وايجاد حل لمشاكله والمعوقات التي يعاني منها في جميع الجوانب بوصفه يمثل الظهير الساند للمحافظات التي تعرضت للإرهاب وعانت منه ودفعت دماءً غزيرة في مواجهته والتصدي له. واضاف أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة ايجاد منافذ جديدة لدعم الموازنة وبناء اقتصادي متكامل يساهم فيه الجميع دون الاعتماد فقط على النفط .. موضحا بالقول "كنا نعاني من اشكالية اقتصادية لاعتمادنا على النفط كمورد اساسي لعملية الاقتصاد ارض العراق والامكانيات المتاحة يجب ان تستثمر خصوصا في مجال الصناعة والزراعة".
علاوي يحذر
ومن جهته حذر زعيم ائتلاف الوطنية من خطورة توسع دائرة الطائفية السياسية والجهوية ومايرتبط بها من عنف وتطرف.
وقال علاوي في تصريح صحافي حول الازمة الايرانية العربية تسلمت "أيلاف" نصه ان "منطقتنا العربية والاسلامية تشهد ومنذ فترة ليست بالقصيرة، جملة من التوترات والازمات والصراعات المسلحة، والتغيرات الديموغرافية وسياسة الهجرة والنزوح المليوني والتدخل في الشؤون الداخلية، ولعل اخطرها توسع دائرة الطائفية السياسية والجهوية ومايرتبط بها من عنف وتطرف".
واشار الى انه قد نبه وحذر منذ وقت مبكر الى جدية المخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه السياسات الجهوية "فأطلقنا الدعوات المتتالية لنبذ كل اشكال السياسات الجهوية والكف عن اطلاق الخطابات العدائية المتضمنة لنبرات الكراهية والتمييز وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والشروع فورا بالحوارات المباشرة عبر مؤتمر يضم جميع دول المنطقة العربية والاسلامية، لوضع خارطة طريق لتفكيك الازمات ومواجهة التحديات وبناء منظومة تعاون تقوم على تبادل المصالح وتوازنها واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، كما طالبنا بعض الاخوة القادة العرب من انه لابد من خارطة طريق تؤدي الى تحقيق الامن والامان والتنمية وتحدد العلاقات مع الجوار وفق قواعد سليمة وواضحة".
واوضح ان هذه الدعوات التي لقيت ترحيب الامين العام للامم المتحدة وبعض الأشقاء والاصدقاء في الدول المعنية لم تجد طريقها الى النور بسبب ارادات خاطئة او لحسابات تصعيد لبعض الاطراف مما افضى الى مزيد من التوترات، والتي تدفع اثمانها الشعوب والاوطان.
واضاف علاوي "ان العلاقات بين المملكة العربية السعودية الشقيقة وجمهورية ايران ينبغي ان تقوم على القواعد والاعراف الدولية وسيادة القرارات السيادية، ولذلك فان تراجع هذه العلاقات وتدهورها لا يصب في مصلحة وسلامة المنطقة، كما ينعكس سلبا على واقع الأمن المجتمعي العربي والاسلامي، ويفتح الابواب على مصاريعها لمزيد من التدخل الخارجي في شؤون المنطقة، ويؤدي الى مزيد من التوتر والانقسام وتبديد الموارد، خاصة وان هذا يحصل في ظل انقسام دولي حاد وضبابية عالية في اوساط المجتمع الدولي".
وحذر علاوي من ان توتر العلاقة والتصعيد بين الدولتين المسلمتين الجارتين امر في غاية الخطورة، ودعا الى اعتماد التهدئة وتجنب التصعيد واعتماد التفاهم لنزع فتيل الازمة وحل المشاكل العالقة والجلوس الى طاولة الحوار البناء لحل الخلافات وبما يصب في استقرار وامن وتنمية المنطقة وتجنيبها مزيداً من الصراعات وإطلاق مرحلة من التعاون البناء.
قطع العلاقات
يذكر انه بعد ساعات من اعلان السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران فقد اعلنت كل من البحرين والسودان اليوم قطع علاقاتها معها ايضا والطلب من دبلوماسييها مغادرة البلاد خلال 48 ساعة فيما اعلنت وزارة الخارجية الاماراتية استدعاء سفيرها في طهران وخفض التمثيل الدبلوماسي مع ايران، بسبب "التدخل الايراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي".
وجاء قرار السعودية على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد أمس الأول احتجاجاً على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر باقر النمر.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي في الرياض، أمس إن سجل إيران طويل في انتهاك البعثات الدبلوماسية الأجنبية .. مشيراً إلى الاعتداء على السفارة الأميركية عام 1979 وعلى السفارة البريطانية عام 2011.
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية السبت إعدام 47 ممن ينتمون إلى التنظيمات الإرهابية ومن بينهم النمر لإدانته بتهمة "إشعال الفتنة الطائفية".