اخبار العراق الان

عاجل

قوانين الحق

قوانين الحق
قوانين الحق

2016-01-04 00:00:00 - المصدر: ساسة بوست


خلود غانمFollow @kolodganim

عندما نستمع إلى كلمة (حق) التي صارت تتردد على جميع الألسنة باختلاف أجناس أصحابها وجنسياتهم بشكل متصاعد للمطالبة بحقوقهم سواء الاجتماعية أم السياسية أم الشخصية… إلخ

ثم يأتي – إن وجد- ليس من يعيد الحق لصاحبه ولكن من يمنّ عليه بإعادة بعضه، هنا يلتبس معنى الحق عند بعض من لا يعرف معناه! فيتحول إلى متسول يستجدي حقه!

فالحق بمعناه البسيط: هو حقك الثابت الأصيل في أي شيء كفله لك الله عز وجل، أو أقره القانون، لو فهمه الذين لا يدافعون عن حقوقهم ولا يطالبون بها، لما سكتوا عندما تم تجريدهم منها، لذا عندما يُنتزع حقك حاول وجاهد أن تنتزعه وإن كان بالقوة.

الحق هو مدخل لتسليط الضوء على المرأة عمومًا والسعودية خصوصًا، بين الفينة والأخرى تتعالى الأصوات المطالبة بحقوق المرأة، وأحيانًا تلك الأصوات كأنها تعلو لتخدم النظام السياسي الاستبدادي لإشغال المواطن عما هو أهم!

بعضهم ينادي بأن تخلع المرأة حجابها وبهذا تحصل على حريتها!، منهم من يرى بأنها خلقت لتبقَ في المنزل، لا تخرج من بيت والدها إلا إلى بيت زوجها ومن بيت زوجها إلى القبر!، وبعضهم يطالب بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة!

ولكن عندما ننظر إلى الإسلام نجد بأنه هو الذي أنقذ النساء من وحل القاذورات والوأد والنظرة الدونية لهن، فكرمهن وارتقى بهن إلى سلم العفاف والكرامة والحرية، وساوى بينها وبين الرجل قال تعالى: لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ

حتى قوامة الرجل على المرأة قوامة تكليف لا تشريف، والله سبحانه وتعالى أعلم بخلقه ونحن نعلم بأنه لا يظلم أحدًا ولن يبخس أحدهم حقه، ولكن بعض الذين يجهلون الدين الإسلامي يتحدثون بغير علم ومنطق.

افهموا الإسلام أولاً قبل أن تُلصقوا به ما لا يليق من التهم، سأتحدث عما ذكرته أعلاه في عجالة:

بالنسبة للحجاب هو فرض من الله عز وجل والاختلاف هو حول تغطية الوجه أو كشفه، وفي الاختلاف رحمة.

قال تعالى”وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا“.

نستطيع أن نطرح سؤالاً أثارته نظرة بعض من يرى بأنها خُلقت للمنزل! والسؤال هو:لماذا خلق الله المرأة؟

فورًا سيجيب العاقل؛ خُلقت لتعبد الله عز وجل شأنها في ذلك شأن الرجل، وسيجيب من ينظر لها على أنها متعة له: خُلقت لمتعة الرجل.

المرأة أولاً وأخيرًا إنسان كلفها عز وجل بمهام تستطيع القيام بها، وكذلك الرجل. على حسب الاختلافات البيولوجية بين الجنسين. ولم تخلق لخدمة الرجل وتنفيذ أوامره بذل، بل هو تعاون وشراكة ورحمة تجمع بينهما دون أن يتسلط أحدهما على الآخر.

وللمرأة أدوار فاعلة في الإسلام لا يمكن إغفالها، لقد شاركت في بيعة العقبة الكبرى، وفي بيعة الرضوان تحت الشجرة، وشاركت في الغزوات تارة لمداواة الجرحى وتارة وهي تحمل السيف.

وفي صدر الإسلام استطاعت امرأة من الخوارج أن تقود جيشًا يهزم الحجاج ويحصره في قصره ويتركه وهو مذعور، حتى عَّيره أحد الشعراء على هذا الموقف المخزي بقوله:

أسَـدٌ عَلَيَّ وَفي الحُروبِ نَعامَــةٌ      رَبْداءُ تجفلُ مِن صَفيرِ الصافِرِ

هَلّا بَرَزتَ إِلى غَزالَة في الوَغى       بَل كانَ قَلبُكَ في جَناحَي طائِـرِ

والأمثلة التي تخص هذا الموضوع كثيرة، ولا يتسع المقام هنا لذكرها.

عندما ننتقل إلى المرأة السعودية خاصة، وبالملاحظة البسيطة سنجد بأنها تخضع للعادات والتقاليد أكثر من الدين، مثلاً:

– لماذا بعضهن يخلعن الحجاب ويتبرجن عندما يسافرن خارج بلاد الحرمين؟!

نصيحة: عندما تكبر ابنتك وتريد أن تحثها على الحجاب وارتداء العباءة، فلا تقل لها تحجبي لأنكِ كبرتِ بل قل لأن الله الذي تحبين أمرك بالحجاب.

لماذا بعض الأسر تظن بأن العلم مهم فقط للذكور؟! رغم أن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام قال: “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”، وأحمد الله أنه قال على كل مسلمة.

الإنسان بشكل عام عندما يهم بفعل شيء وقد تشبع بعقيدة إيمانية صحيحة ثابتة لا تتزعزع، ينظر إلى تصرفاته من خلال المنظور الديني، وتكون كلها على هذا الأساس.

للحقوق قوانين:

  • العلم والوعي
  • الشجاعة و الإقدام
  • الثبات و المحاولة
  • القوة

بالنسبة للمرأة السعودية كيف يمكن لها أن تشارك في الانتخابات البلدية تحت شعار شارك في صنع القرار وهي لم تحصل بعد على أبسط حق لها ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية وهو قيادة السيارة!

كيف يمكن للمواطن أصلاً سواء أكان رجلاً أم امرأة أن يشارك في صنع قرار يقتضي الاختلاف في الرأي، و هذا غير مقبول في البلاد! أن أُشارك في صنع القرار هذا يعني أنني عندما أقول لا للفساد وأسعى للإصلاح من منطلق الامتثال لأوامر الله والسعي للخير العام أن تتقبله الحكومة.

إما أن يكون هناك إصلاح حقيقي وإلا سيكون كل سعي لإدخال جديد مجرد ضحك على الذقون لا أكثر، لا يمكن لمجتمع أن يكون ناضجًا وهو يعطل نصفه الثاني ويمنعه من أبسط حقوقه ثم يفتح لها متنفسًا في أمور شكلية، ثم يقال بأن الحكومة تتجه نحو الديمقراطية!

إحدى المرشحات الفائزات في الانتخابات البلدية تقول المرأة السعودية قائدة في بيتها وفي كل مكان، والمشكلة في المجتمع وليس في الدولة!

أخطأت أختنا تلك عندما علقت جميع الأخطاء التي تعرقل دور المرأة على المجتمع فقط، المرأة أولاً بحاجة إلى وعي بحقوقها التي كفلها لها الإسلام وبأهميتها لأنها إن صلحت صلح المجتمع، وينبغي ألا تتقاعس عن حقوقها فتخسرها ولا أن تجعل الرجل خصمًا فتصبح معادية له. عندما يكون هناك قرار ملكي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة مثلاً سيرضخ المجتمع للأوامر ويصمت!

فحاكم الدولة هو الذي يمتلك صلاحيات كل شيء! ولمن أراد حقه عليه ألا يتسوله.

صدق الشاعر الذي قال:

الأم مدرسة إذا أعددتها         أعددت شعبًا طيب الأعراق

أنصح من لم يقرأ كتاب “قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة” للشيخ الراقي محمد الغزالي –رحمه الله- أن يقرأه بالذات النساء، فيه ما ينير العقل ويشفي الغليل من غل أعداء الإسلام وأهله الجهلاء وتربصهم به الشيء الكثير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الغزالي- قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة.

خلود غانم

26/12/2015

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

قوانين الحق