اخبار العراق الان

عاجل

دعوة دولية للعراقيين إلى ضبط النفس إثر تفجير مساجد سنية -

دعوة دولية للعراقيين إلى ضبط النفس إثر تفجير مساجد سنية -
دعوة دولية للعراقيين إلى ضبط النفس إثر تفجير مساجد سنية -

2016-01-05 00:00:00 - المصدر: ايلاف


اعتبرت الأمم المتحدة اليوم تفجير أربعة مساجد للسنة في جنوب بغداد وقتل أحد أئمتها محاولة لتأجيج التوترات الطائفية في البلاد والمنطقة، ودعت العراقيين إلى ضبط النفس.. فيما وصف ديوان الوقف السني التفجيرات بأنها محاولة لإثارة الفتنة من قبل عصابات لا تختلف عن داعش.. وذلك وسط مخاوف من تجدد اقتتال طائفي في البلاد شهدته عام 2006.


أسامة مهدي: عدّ مبعوث الأمم المتحدة في العراق "يونامي" يان كوبيش الهجمات ضد مساجد السنة في العراق أمس محاولة لتأجيج التوترات الطائفية في البلاد والمنطقة.. وقال إن الذين يقفون وراء هذه الهجمات يسعون إلى استغلال الظروف الإقليمية الحالية لإضعاف وحدة العراق وشعبه وخدمة أهداف تنظيم "داعش" الإرهابي. ودان الهجمات ضد المساجد السنية في محافظة بابل، فضلًا عن غيرها من أعمال العنف.

وأشار كوبيش في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الثلاثاء إلى "النداء الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي دعا إلى الهدوء وضبط النفس، في رد الفعل على إعدام الشيخ نمر النمر، ومناشدته جميع قادة المنطقة العمل على تجنب تفاقم التوترات الطائفية".

وشدد كوبيش بالقول "إنني أحث جميع العراقيين وقواهم السياسية وممثلي وسائل الإعلام على إظهار التزامهم بوحدة وتضامن العراق وشعبه وإظهار ضبط النفس بما في ذلك في بياناتهم". وحث السلطات العراقية وقوات الأمن على العمل لمنع ومكافحة محاولات التحريض على العنف والانقسامات.

التفجيرات هدفها إثارة الفتن

وقال ديوان الوقف السني، وهو مؤسسة تابعة لمجلس الوزراء العراقي، إن أعداء الحرية والسلام عادوا مجددًا بأعمالهم الإجرامية، حيث فجّروا جوامع في محافظة بابل، بهدف زعزعة النظام وإثارة الفتن بين أبناء الشعب العراقي الواحد الموحد. ودعا الوقف في بيان صحافي إطلعت على نصه "إيلاف" الجميع إلى "الوقوف جنبًا الى جنب أمام مثيري الفتن، ليفوّتوا الفرصة على أعداء العراق.. مؤكدًا أن الاعتداء على بيوت الله هو إعلان حرب على الله ورسوله".

وكان مسلحون مجهولون فجّروا أمس أربعة مساجد سنية في مناطق مختلفة من محافظة بابل وعاصمتها الحلة (100 كم جنوب بغداد).. وقالت مصادر أمنية إن إمام أحد المساجد الأربعة المستهدفة، وهو طه الجبوري - إمام ومؤذن جامع محمد عبد الله جبوري السني في ناحية الإسكندرية (40 كلم جنوب بغداد) - إغتيل أيضًا خلال الهجوم.. مشيرة إلى فرض السلطات إجراءات احترازية لمنع تدهور الأوضاع الأمنية في المحافظة.

وأوضحت المصادر أن المسلحين فجّروا بالعبوات الناسفة مسجد الفتح في قرية سنجار في شمال الحلة، مما أدى إلى تدميره بالكامل، كما قاموا بتفجير مسجد في القرية العصرية التابعة لناحية الإسكندرية، ومسجد آخر في الناحية نفسها. كما قامت مجموعة أخرى من المسلحين بتفجير جامع عمار بن ياسر في منطقة البكرلي في وسط الحلة.. مؤكدة أن التفجيرات تسببت بإلحاق أضرار مادية بالمساجد والمنازل المجاورة لها.

وقد فرضت السلطات الأمنية العراقية إجراءات احترازية مشددة حول المساجد، وأعلنت حالة التأهب بين صفوفها، تخوفًا من اندلاع أعمال عنف طائفية.

دواعش جدد لإثارة فتنة هوجاء

من جهته أكد رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم أن الاعتداء على المساجد في بابل ما هو إلا محاولة لعصابات لا تختلف عن داعش في شيء، داعيًا المسلمين كافة وأبناء الشعب العراقي خاصة، إلى وحدة الصف ونبذ الطائفية، التي تهدد النسيج الاجتماعي لأبناء البلد الواحد. 

وأضاف في بيان حصلت "إيلاف" على نصه أن "الاعتداء على المساجد في بابل ما هو إلا محاولة لعصابات لا تختلف عن داعش في شيء".. موضحًا أن العراق اليوم في مفترق طرق، وعلى أبواب طريقين، أحدهما ناجٍ ٍسالكه، والآخر هالك، ولا نجاة إلا بالوحدة ما بين أبناء البلد الواحد.. مبينًا "لقد أطلت علينا اليوم فتنة هوجاء في محاولة بائسة نفذتها عصابات أقرب إلى داعش الإرهابي، تمثلت في الاعتداء على مساجد في بابل".

أضاف الهميم "نقول لهؤلاء لن تنالوا من وحدة العراق، وإن العراقيين سنة وشيعة قد أدركوا الدرس".. مؤكدًا أن العراقيين اليوم لن يكونوا أدوات قذرة بيد أي طرف، لافتًا إلى أن الاعتداء جاء بعد تحقيق منجز تحرير الرمادي، وأن الهدف منه هو إعادة البلد إلى المربع الأول. 

وقال إن شر البلاء أن تقوم عصابات داعش الإرهابية بالاعتداء على أبناء العراق، وفي الوقت نفسه تقوم عصابات أخرى بالاعتداء على مساجد أهل السنة، وكلاهما يريدان الشر بالبلاد. وشدد الهيمم على أن عزيمة العراقيين ستبني الدولة على أساس المواطنة رغم أنف الدواعش على اختلاف طوائفهم واتجاهاتهم وتياراتهم ومذاهبهم.

وكان محافظ بابل صادق مدلول السلطاني أعلن أمس أن الجهات الأمنية اعتقلت عددًا من المشتبه في تورطهم في تفجيرات المساجد، مشيرًا إلى أنه سيتم إعلان التفاصيل خلال الساعات المقبلة.

من جهته أكد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي العبادي أنه وجّه القيادات الأمنية بمطاردة "عصابات مجرمة" اعتدت على المساجد، فيما وصفت وزارة الداخلية التفجيرات بأنها محاولة يائسة لاستعداء الطوائف ضد بعضها البعض، مؤكدة تصديها بحزم وقسوة لكل محاولة تنال من المجتمع.

وكتب العبادي على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك": إننا "وجّهنا قيادة عمليات بابل بمطاردة العصابات المجرمة من دواعش وأشباههم، والتي اعتدت على المساجد لإثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية".

وكان العراق دخل إثر تفجير قبة الإمامين العسكريين للشيعة في سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) في مطلع عام 2006 مرحلة اقتتال طائفي، أعقبتها عمليات هجرة داخلية في محافظات البلاد، وخارجية إلى دول الجوار ودول أوروبية. ومع بداية النصف الثاني من العام ارتفعت وتيرة العنف في البلاد، التي شهدت اقتتالًا طائفيًا، أودى بحياة آلاف العراقيين.

وفي خطوة تهدف إلى الحفاظ على أرواح المواطنين وحقن دمائهم وقع كبار القيادات الدينية في العراق الشيعية والسُّنية على وثيقة مكة المكرمة في العشرين من تشرين الأول (أكتوبر) عام 2006.

فيديو كلمة رئيس ديوان الوقف السني في العراق: