اخبار العراق الان

مترجم: طبقًا لمعهد بروكينجز، أهم أحداث عام 2015 في الشرق الأوسط

مترجم: طبقًا لمعهد بروكينجز، أهم أحداث عام 2015 في الشرق الأوسط
مترجم: طبقًا لمعهد بروكينجز، أهم أحداث عام 2015 في الشرق الأوسط

2016-01-05 00:00:00 - المصدر: ساسة بوست


عبد الرحمن طه

32

Follow @ARahman_Taha

سنة مضطربة أخرى بالنسبة للشرق الأوسط، تخللتها إنجازات تاريخية، وفترات من العنف الوحشي. هذه تحليلات خبراء معهد بروكنجز عن قضايا المنطقة الأكبر في 2015:

1) الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني (JCPOA): آثارها الإقليمية، ورد الفعل الأمريكي

قبل أسبوع من توقيع الاتفاقية التاريخية مع إيران، كتبت سوزان مالوني، نائب مدير جريدة (فورين بوليسي)، عن خمسة مشاكل أساسية: توقيت “الانفجار” النووي، تخفيف العقوبات الاقتصادية، التعقيدات الإقليمية، التطورات الإيرانية الناتجة، وتأثير الاتفاقية على السياسات الأمريكية الداخلية. حتى بعد توقيع الاتفاقية، يظل فهم هذه المشاكل مهمًا للمهتمين بتحليل السياسات الأمريكية تجاه طهران.

بعد توقيع الاتفاقية، تساءل شادي حامد عن القيمة الفعلية للاتفاقية، وما إذا كانت استحقت كل هذا العناء. فاحتياج واشنطن إلى حشد التأييد للصفقة يعني التقليل من كفاءتها في حل النزاعات في اليمن، سوريا وأماكن أخرى.

«من الصعب التصديق أن النظام الشمولي المصري سيصمد إلا إذا فهمنا نظرة الإمارات والسعودية لتنظيم الإخوان المسلمين على أنه تهديد دولي وليس فقط محليًا. في العراق، تبدو إيران كشريك محتمل (أو فعلي) في الحرب على داعش، حتى تدرك أن إيران تدعم النظام السوري بقوة، ذلك النظام الذي أدّت أفاعيله الوحشية إلى نهوض داعش. وقد تبدو استراتيجية (العراق أولًا) التي تتبعها إدارة أوباما منطقية، حتى تدرك أن الخصوم يعاملون العراق وسوريا كساحة قتال واحدة، وكون الولايات لا تعتبرهما كذلك هو عيب قاتل. باختصار افتراض أنه يمكننا حل المشكلة النووية بمعزل عن المشاكل الأخرى، يشير إلى انفصالنا عن واقع المنطقة.»

وعقب دعوات من جهات مختلفة للتخلي عن الاتفاقية، شرح روبرت آينهورن العواقب الوخيمة الناتجة عن مثل هذه الفعلة، مشجّعًا على بذل الجهد لتقوية الاتفاقية عوضًا عن ذلك، عارضًا مجموعة من الخطوات يمكن للولايات المتحدة وحلفائها استغلالها لمخاطبة مخاوف المنتقدين للاتفاقية، منها حشد الدعم الدولي لضمان الالتزام بالاتفاقية، والالتزام بحظر مجلس الأمن لنقل الأسلحة وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية إلى إيران.

تعقيدات الصفقة تتجاوز إيران نفسها، كما تشير تامارا كوفمان. فالصفقة وحدها لن تزيد من استقرار الشرق الأوسط، بل ربما تزيد من سياسات إيران الجالبة للمشاكل. دعت تامارا الدول العربية إلى التركيز على إنهاء الحروب الأهلية في المنطقة، وتقوية مجتمعاتهم داخليًا، لاحد من التدخل الإيراني.

«في حالة إتمام الاتفاقية، فإن العناصر المتشددة داخل النظام الإيراني من المعارضين للاتفاقية، سيكرسون قدراتهم على الأغلب لإثارة الضوضاء في المنطقة، محاولين تعويض انتقاص السلطة الذي يرونه في الاتفاقية – وسيحصلون على الضوء الأخضر من المرشد الأعلى، لرغبته في إرضاء الساخطين على الاتفاقية.»

موسّعًا النظرة، كتب تانفي مادان أنه برغم التعقيدات التي تشوب العلاقات الهندية الإيرانية، فإن الصفقة ربما تدعم الاتجاه الهندي في تفضيل التواصل مع إيران على الانعزال عنها.

2) دولة الإسلام في العراق وسوريا، أو العراق والشام، أو الدولة الإسلامية، أو داعش: العدو الذي لا نعرفه

بينما تتصدر وحشية تنظيم الدولة الإسلامية عناوين الأخبار، يطرح ويل مكانتس رؤية مميزة عن زعيمها، أبو بكر البغدادي.

«منذ صعود البغدادي المفاجئ في العام – 2014 عندما اتخذ دور ذلك الوحش الذي أمر بذبح  من يعتبرهم أعداءهو حتى حرقهم وهم على قيد الحياة ثم بثَّ المشهد على موقع اليوتيوب – والمقالات الإخبارية والكتب تتبع مسيرة تطرفه وتنسبها إلى فترة الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003. ورغم أن الغزو الأمريكي أشعل النار ومكنّها من الانتشار، غير أنَّ تطرف البغدادي قد بدأ، في الواقع، قبل ذلك بكثير. وأوقد هذا التطرف في نفسه الأصولية الدينية، وشمولية صدام حسين العلمانية، وحاجته للسيطرة على الآخرين.»

وبعد هجمات باريس في نوفمبر، رد شادي حامد على المزاعم بأن داعش لا علاقة لها بالإسلام، دافعًا بأنه لكي نفهم داعش بالطريقة الصحيحة، فعلينا أن ندرس دوافعها الدينية.

«غالبًا ما يحدث الدين فارقًا كبيرًا. فهو يلهم تابعيه، ويجعلم مستعدين للموت (وفي حالة داعش، القتل) من أجله. إنه يؤثر على الحسابات الاستراتيجية وحتى القرارات الحربية. والإصرار على عكس ذلك ليس فعالًا في مواجهة الإسلاموفوبيا، فالادعاءات بأن الإسلام وداعش لا علاقة بينهما تبدو للمستمع منفصلة تمامًا عن الواقع.»

واقترح دان بايمان أن داعش ربما تندم على تحويل تركيزها عن الساحة المحلية والإقليمية إلى الدولية، فذلك يؤدي إلى خوضها تحديات جديدة تختبر قدرتها على التحكم في شبكة عالمية، وتحديد الأولويات واستهداف الموارد على أساسها، مواجهة المزيد والمزيد من القوات الغربية. لكن داعش ربما تدرك عواقب ذلك التحول جيدًا، ومستعدة لها، فكما كتب بروس رايدل، هجمات باريس هي محاكاة لهجمات مومباي 2008. يدرس الإرهابيون ومكافحو الإرهاب أحداث مومباي لأنها مثال نموذجي على كيفية تمكن مجموعة صغيرة من المسلحين من شل حركة مدينة كاملة. وقد تم إحباط عدة عمليات من طراز عملية مومباي في الأعوام السبع الأخيرة.

3) اليمن: سلمان الملك، وسلمان الأمير، وحرب الجنوب

في بدايات التدخل الذي قادته السعودية في اليمن، حذر كين بولاك من أن التدخل في الحروب الأهلية لصالح الطرف الخاسر نادرًا ما يولد الاستقرار، وإنما يطيل الصراع. وبعد نشوب الحرب، وكسر وقف إطلاق النار، كتب بروس رايدل أن المخاطر تزداد بالنسبة للسعودية، وخاصة وزير دفاعها، الأمير سلمان.

«إن الضرر البالغ الذي وقع على بنية اليمن التحتية، الضعيفة من الأصل، خلق عداوة بين اليمنيين وجيرانهم الخليجيين الأغنياء، ستسمم العلاقات لأعوام طوال. فاليمنيون كانوا دائمًا كارهين للسعوديين، والآن سيريد كثير منهم الانتقام. إن إيران تنتصر على خصومها في الخليج بلا أية تكلفة، وبمساعدة إيرانية محدودة للزيديين.»

في سبتمبر، مثلت مأساة الحج تحديًا آخر للملكة. كما كتب رايدل، فإن انهيار الرافعة وحادثة التدافع في مكة تتحدى شرعية الملك سلمان، التي تعتمد بشكل كبير على زعم السعوديين بأنهم الأوصياء على الحرمين الشرفين.

بشكل عام، فإن سياسة السعودية الخارجية، التي طالما تفادت الأضواء في الماضي، أصبحت أكثر ثقة بكثير هذا العام. فالسعودية أصبحت بشكل ما المشكلة والحل في مسألة الجهاد العالمي. فكثير من الممولين الكبار للجماعات الإرهابية سعوديون؛ وفي  الوقت ذاته فإن الحوار بين واشنطن والرياض مهم للغاية لمحاربة الإرهاب العالمي.

4) مياه مضطربة: اللاجئون السوريون، وردود الفعل الغربية

عقب تدخل روسيا العسكري في شمال غرب سوريا، دفع تشارلز لستر بأن السوريين يهربون من قوات بشار الأسد، لا من القاعدة أو داعش. لاحظ لستر أن صانعي القرار في أمريكا وأوروبا لم يعودوا متمسكين بالإطاحة بالأسد، أو مهتمين بالمعارضة المسلحة السورية.

أما دان بايمان، فقد علق على المخاوف من التهديد الإرهابي الذي يمثله اللاجئون السوريون بأنها مبالغٌ فيها، على الأقل في الوقت الراهن. لكن إن فشلت الدول الأوروبية في دمج اللاجئين في مجتمعاتها، فإن العلاقات بين المجتمعين، المسلم وغير المسلم، يمكن أن تصبح متوترة للغاية.

في  الوقت ذات، أظهر استطلاعٌ للرأي تم إجراءه في سبتمبر أن الأمريكيين لم يحسموا أمر اللاجئين بعد، وما إذا كان يجب للولايات المتحدة استقبالهم. لكن وكما كتب ويليام جالستون، فإن الأمريكيين يظهرون توافقًا واسعًا حول الالتزامات الإنسانية: يجب على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد تجاه اللاجئين.

«أحد أدلة ذلك الحسم الإنساني، هو الاتفاق المثير للدهشة حول أسباب الأزمة السورية. فستة وخمسون بالمائة من الديمقراطيين يؤمنون أن الولايات المتحدة تتحمل بعض المسئولية عنها، وكذلك خمسين بالمائة من الجمهوريين»

وفي استطلاع آخر في نوفمبر، قبل أحداث باريس، وجد شيبلي تلهامي أن الآراء منقسمة بشدة حول الإسلام والمسلمين، حيث يتبنى 61 بالمائة من الأمريكيين نظرة سيئة للإسلام، لكن 53 بالمائة يحملون نظرة جيدة للمسلمين.

5) خارج دائرة الضوء: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومستقبل تونس

على الرغم من اشتعال التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن الصراع بقي بعيدًا عن الصفحات الأولى للجرائد الأمريكية. وقد أوضح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في منتدى سابان 2015 أن الولايات المتحدة تلقي الآن بمسئولية إرساء السلام على عاتق الإسرائيليين والفلسطينيين.

أمّا ناتان ساكس وخالد الجندي فقد لفتا الأنظار إلى النقص الخطير في التفكير الخلّاق في حل المشكلات، في سلسلة مقالاتهما “مناقشة المستقبل الإسرائيلي والفلسطيني”. دفع الجندي بأن مسار اتفاقية أوسلو قد فشل، واقترح أن تبنّي مسارٍ جديد بالكامل ربما يكون ضروريًا لتحقيق السلام. بينما يرى ساكس أن التحدي الأكبر الذي يواجه الساسة اليوم هو تحقيق التوازن في الإدارة الفعالة للصراع لتحقيق الأهداف قصيرة المدى، من حيث إيقاف التصاعد الأعمى للعنف، والأهداف طويلة المدى في حل الأزمة من جذورها.

تبقى نقطة ضوء واحدة في المنطقة، تونس. في أوائل العام، كتب شادي حامد تقريرًا ضمن عدة تقارير من قلب الحدث حول التوترات القائمة بين القوى الإسلامية والعلمانية في البلاد أثناء المرحلة الانتقالية. وعندما التقى الرئيس باجي قائد السبسي بأوباما في واشنطن بشهر مايو، كتب ويتس داعيًا الولايات المتحدة وأوروبا إلى توفير مزيد من الدعم لتونس.

«تظل حقيقة أن تونس أدارت تحولها الديمقراطي بينما تصارع الظروف الاقتصادية الصعبة، وأزمة لاجئي ليبيا، والهجمات الإرهابية الوحشية، أشبه بالمعجزة. لكن هذه التحديات ما زالت تهدد التوازن السياسي الدقيق في البلاد. ما تحتاجه تونس هو دفعة قوية من الدعم، من الولايات المتحدة وأوروبا»

في أكتوبر، وبعدما ربحت اللجنة الرباعية للحوار الوطني جائزة نوبل، شجّعت سارة يركس المجتمع المدني التونسي والحكومة على استغلال اللحظة في مقاومة التصدعات، وتذكير العالم بأهمية تونس، وحاجتها المستمرة إلى المساعدة.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

samate.wpengine.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/487698294-594x403