اخبار العراق الان

التونسية آمال قرامي تروي تفاصيل منعها من دخول مصر واحتجازها 16 ساعة بمطار القاهرة

التونسية آمال قرامي تروي تفاصيل منعها من دخول مصر واحتجازها 16 ساعة بمطار القاهرة
التونسية آمال قرامي تروي تفاصيل منعها من دخول مصر واحتجازها 16 ساعة بمطار القاهرة

2016-01-05 00:00:00 - المصدر: موسوعة العراق


منعت السلطات المصرية الباحثة والأكاديمية التونسية آمال القرامي الأحد 3 يناير/ كانون الثاني 2016، من دخول أراضيها بتهمة “تهديد الأمن القومي”، وأوقفتها فور نزولها مطار القاهرة الدولي نحو 16 ساعة للتحقيق معها، بعد تفتيش هاتفها وحاسوبها الشخصي ثم أعادت ترحيلها لتونس، بالرغم من تلقيها دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر الدولي لمواجهة التطرف الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية من 3 إلى 5 الشهر الجاري بالتنسيق مع جامعة الأزهر.

منعت من الأكل والشرب طيلة 16 ساعة

“لم أدخل مطار القاهرة حاملة كلاشينكوف، ولم أتورط في تسفير جهاديين لمناطق النزاع فكيف اتهم بتهديد أمن بلد”. كان هو رد الباحثة التونسية لـ”هافينغتون بوست عربي” حول موقف القاهرة منها.

ورجحت القرامي أن أسباب احتجازها بمطار القاهرة ومنعها من دخول مصر قد تعود إلى الأربعة أعداد الأخيرة من مقالاتها بجريدة “الشروق” المصرية، التي وجهت خلالها انتقادات لاذعة للمؤسسة الأمنية التونسية حول انتهاكات حقوق الإنسان، وهو ما قد يمثل إرباكا للمؤسسة الأمنية المصرية ووجدت فيه تحريضاً على مؤسسات الدولة المصرية، على أساس أن ما يحدث في تونس يتقاطع بالضرورة مع ما يحدث في مصر على امتداد 4 سنوات من تجربة الثورة التونسية والثورة المصرية، على حد قولها.

وحول تفاصيل الحادثة تقول القرامي أنه فور وصولها في الساعة 4,30 مساء الأحد لمطار القاهرة الدولي للمشاركة في مؤتمر دولي، فوجئت بإيقافها من أحد الأمنيين بالمطار رغم وجود تأشيرة دخول للقاهرة بجواز السفر واستيفائها جميع الشروط القانونية، غير أن ضابط الأمن اقتادها للتحقيق معها بعد تلقيه مكالمة من أحد المسؤولين.

القرامي قالت أنه وجهت لها أسئلة من قبيل أسباب قدومها للقاهرة ومضمون الورقة التي ستقدمها في مؤتمر الإرهاب، واستنكرت المعاملة التي تعرضت لها أثناء التحقيق وكأنها “مسجل خطر” أو متهمة بقضايا إرهابية”، على حد وصفها.

وأضافت: “وقع احتجازي في غرفة صغيرة تملأها الأوساخ والروائح الكريهة، ووجدت فيها فتيات إفريقيات محتجزات، ورفضت أن أدخل تلك الحجرة وقمت بتهديدهم من عواقب ما يقومون به تجاهي، وبعد إصراري على عدم الدخول قاموا بتغيير مكان احتجازي في أحد مكاتب موظفي المطار، حيث قضيت فيه نحو 16 ساعة من الرابعة والربع مساء حتى الثامنة والربع صباحاً، وهو توقيت إقلاع طائرتي لتونس”.

وتابعت “منع عني الأكل والشرب طيلة فترة الاحتجاز، وقد طلبت من أحد أفراد الخدمات بالمطار شراء شي لأكله بعد أن أعطيته المال وبسبب شعوري بالجوع الشديد والإنهاك من تعب السفر”.

القرامي أكدت أن المرافقة الأمنية ظلت تتبعها وتلزمها كظلها حتى عند دخولها للحمام بمطار القاهرة وصعودها للطائرة بعد ترحيلها ولحظة وصولها لمطار تونس قرطاج الدولي حيث سلمها معاون الأمن المصري للسلطات التونسية الذي وقع الورقة الأمنية وكتب عبارة “تسلمت المحجوزة”.

تدخل وزير الداخلية المصري شخصياً

وحول ردة فعل الجهة الداعية لها، أكدت القرامي أن مكتبة الإسكندرية أرسلت أحد موظفيها من الأمنيين ظناً منها أن المسألة تتعلق بأمور تنظيمية وبإجراءات السفر، غير أنهم فوجئوا بأن الحكاية أكبر من ذلك وأنها تتعلق بدواعي أمنية.

وأضافت: “أخبروني أني أشكل خطراً على الأمن القومي المصري، وأن معالجة الأمر تستدعي تدخلاً شخصياً من وزير الداخلية، وطلبوا مني أن أنتظر حتى ساعات الصباح لكي يتسنى الوصول للوزير لكني رفضت الأمر وأصررت على العودة لتونس في أول طائرة وألا أدخل لبلد أعتبره قريباً لقلبي عبر وساطة وزير”.

وحذرت الأكاديمية التونسية من المغالطات التي حاول بعض من وصفتهم “بالشامتين” بترويجها كون أن أسباب منعها تعود بقرار من مؤسسة الأزهر بسبب مواقفها وما تكتبه، مشددة على أن المنع كان بقرار سياسي وأمني.

أنتقد الإخوان المسلمين ولم أساند السيسي

وحول ردود فعل بعض التونسيين والمصريين من حادثة منع الكاتبة التونسية آمال القرامي من دخول مصر والتي تراوحت بين الشماتة واتهامها بالعداء للإخوان المسلمين ومساندة ودعم السيسي، ردت القرامي قائلة: “أقول لمن يتهمني بهتاناً بمساندة ودعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وأتحدى أي شخص يأتيني بمقال كتبته أو حوار تلفزيوني أجريته أو تدوينة لي عبر صفحتي الرسمية دعمت فيها أو ناشدت السيسي”.
كما اعتبرت في المقابل أنها لم تنتقد النظام المصري الحالي وتعتبر ما يجري هناك شأناً مصرياً خالصاً.

القرامي أكدت في ذات السياق أنه وصلتها مكالمات مساندة واعتذار من أصدقائها من المفكرين والنخب المصرية ومنهم من ينتمون للتيار الإسلامي على غرار هبة رؤوف عزت وأميمة أبو بكر.

وختمت قائلة: “عشت تجربة الإيقاف منذ سنوات في السودان إبان انطلاق الانتفاضة هناك لكن معاملتهم كانت حضارية لكن ماحدث لي في مصر إهانة لا يمكن أن أنساها رغم أني قبلها بشهر دخلت بشكل عادي لمصر ولم أمنع”