كيري يتصدى لمعضلتين في الرياض: الوفد السوري المعارض والأكراد
أكدت مصادر مطلعة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي سيصل الرياض، السبت، سيتصدى، لدى هيئة المعارضة السورية، لمعضلتين رئيسيتين تهددان المفاوضات المقبلة، وهما قوام الوفد السوري المعارض، ومسألة تمثيل الأكراد.
ورأت المصادر أن الحديث عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد قد خفت كثيرا، وهو ما يعني أن ثمة اتفاقا ضمنيا بين موسكو وواشنطن على ترحيل هذه المعضلة إلى مراحل متقدمة من المفاوضات.
وكشفت المصادر أن وزير الخارجية الأمريكي، الذي يزور الرياض قبل يوم من زيارة مماثلة للمبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، سيسعى إلى استبدال رئيس الوفد العميد المنشق أسعد الزعبي وكبير المفاوضين محمد مصطفى علوش، أحد قادة “جيش الإسلام”، بشخصين مدنيين.
وكانت غارة، يعتقد أنها روسية، قتلت قائد “جيش الإسلام” زهران علوش بعد أيام من مشاركة ممثليه في مؤتمر الرياض وتبني الحل السياسي.
ويعد جيش الإسلام، أحد أكبر الفصائل المعارضة، وهو يحظى بقبول روسيا وأطراف إقليمية، لكن موسكو تعتبره فصيلا متشددا لا يختلف عن داعش.
وأضافت المصادر أن وزير الخارجية الأمريكي سيعمل، كذلك، على إقناع الهيئة المعارضة بإضافة شخصيات من “القائمة الروسية” التي تتصدرها شخصيات كردية.
وشكلت مسألة التمثيل الكردي في المفاوضات مأزقا إضافيا للعقبات التي تعترض الطريق نحو المفاوضات، ففي حين تتسمك روسيا بهذا التمثيل، تصر تركيا ودول إقليمية أخرى على استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الفصيل الأكثر تمثيلا لأكراد سوريا، بذريعة أن هذا الحزب الذي يقوده صالح مسلم، مقرب من النظام السوري.
وتتهكم شخصيات معارضة بأن المكان الطبيعي لوفد حزب الاتحاد الديمقراطي هو أن يأتي للمفاوضات ضمن وفد الحكومة السورية.
لكن مسلم، الذي يقود حزبا ذا ايديو لوجيا يسارية، يجهر بمعارضته للتنظيمات الإسلامية المتطرفة، وهو قال في تصريحات، الجمعة، “إذا كانت هناك أطراف مؤثرة في هذه القضية السورية لن تجلس على الطاولة، سيتكرر ما حدث في جنيف 2″، في إشارة إلى مفاوضات فاشلة عقدت عام 2014.
وتشمل القائمة الروسية 15 اسما بينها، فضلا عن مسلم، رئيس “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير” قدري جميل، ورئيس “مجلس سوريا الديموقراطي” هيثم مناع.
وأفادت تقارير أن قائمة وفد النظام السوري تضم 17 عضواً، إذ يشرف على الوفد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، بينما يرأسه سفير سوريا إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري ويضم كذلك السفير السوري في جنيف حسام الدين آله، ومستشار الخارجية أحمد عرنوس ورئيس “المبادرة الكردية” عمر أوسي، النائب في البرلمان السوري.
ويلاحظ خبراء أن “معركة القوائم” حلت محل الخلافات الجوهرية حول أولويات جدول الأعمال التي أفشلت مفاوضات مماثلة سابقة، ففي حين يركز النظام السوري على “محاربة الإرهاب” كبند أساسي للنقاش، تتمسك المعارضة بأولوية تشكيل هيئة حكم انتقالي لا مكان فيها للأسد.
ويقول خبراء إن زيارة كيري ستكون حاسمة في تحديد موعد المفاوضات التي كانت مقررة في 25 الجاري، غير أن الخلافات المتفاقمة دفعت الأمم المتحدة إلى الإعلان عن التأجيل لعدة أيام، قد تصل إلى نهاية الشهر الجاري.