اخبار العراق الان

عزة الدوري حي

عزة الدوري حي
عزة الدوري حي

2016-02-02 00:00:00 - المصدر: الوطن


منذ نحو عام تقريباً فكرت «الوطن» فى إجراء حوار صحفى مع عزة إبراهيم الدورى، نائب الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين، وأحد أهم المسئولين العراقيين السابقين المطلوبين لدى الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة العراقية، الرجل الذى تتردد الشائعات بين الحين والآخر أنه قتل أو توفى، لكنه يخرج من جديد ويؤكد أنه لا يزال يقود «البعث» أميناً عاماً، ويقود «المقاومة العراقية»، وفقاً له. كانت مجرد فكرة أخذت خطوتها الأولى بمكالمة مع أحد الوسطاء العراقيين البعثيين، الذى أكد صعوبة الأمر فى البداية لكنه نقل طلبنا، وقال إن الأمر سيأخذ وقتاً، نقل الوسيط طلبنا إلى وسيط آخر حتى وصل الطلب إلى «الدورى»، الذى وعد بعد متابعة جيدة لـ«الوطن» ومعرفة حجمها بين الصحف المصرية وعد بمنح «الوطن» مقابلة لكن لم يحدد الموعد. ومنذ نحو شهرين طلب الوسيط الأسئلة، لكنه أكد أنها ستكون مكتوبة وليست صوتية لبعض الإجراءات الأمنية الخاصة بتأمين الرجل. وافق الرجل الأخطر فى نظام «البعث» وأجاب عن أسئلة «الوطن» بصدر رحب حتى تلك الأسئلة التى وجهت انتقاداً شخصياً له. على حلقتين منفصلتين تنشر «الوطن» حوارها مع «الدورى»، وفى الحلقة الأولى يتحدث «الدورى» عما وصل إليه الوطن العربى بعد نحو 13 عاماً من الغزو الأمريكى للعراق، والدمار الذى لحق بدول عربية رئيسية فى المنطقة وعلى رأسها سوريا واليمن.

■ سأبدأ معكم حوارى من حيث انتهى الغرب.. مؤخراً خرج رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير وتحدث عن أن الغرب أخطأ فى غزوه العراق، فى رأيك لماذا يأتى ذلك الموقف الآن؟ ولماذا يعتذر الغرب الآن؟

- نعم، بعد ما تبين لشعوب الدول الغازية للعراق، خاصة أمريكا وإنجلترا، كذب حكامهم وخداعهم وتضليلهم فى تسويغ غزو العراق، بحجة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل ودعمه الإرهاب، وبعد اندحار جيوش أمريكا وإنجلترا أمام مقاومة الشعب العراقى العظيم وانتصار المقاومة فى معركة حرب التحرير الشعبية، وبعد الخسائر الهائلة فى الرجال والأموال والخزى والعار الذى سيظل يلاحق دولهم على تلك الجريمة البشعة، التى اعترف المجرم «بلير» واعترف من قبله «بوش» الصغير ثم «أوباما» ثم أغلب عناوين صناع القرار فى أمريكا وبريطانيا بارتكابها. لقد جاء ذلك لتلافى تداعيات ذلك العدوان البربرى ونتائجه الكارثية على أمريكا وبريطانيا بشكل خاص ولتخفيف الصدمة على شعوبهم وامتصاص رد فعلها ورد فعل كل قوى الحرية والتحرر فى العالم على الجريمة الكبرى النكراء التى ارتُكبت بحق العراق وشعبه وبحق الإنسانية. فأقول إن المطلوب من إنجلترا وأمريكا اليوم إن كانوا صادقين حقاً باعترافهم بارتكاب الجريمة فعليهم تقديم اعتذار رسمى لشعب العراق وتعويضه عن كل ما لحق به من أضرار مادية ومعنوية، بسبب الاحتلال ومن جرّائه، والعمل على إخراج إيران وميليشياتها من العراق وإعادته إلى أهله.

■ العراق كان البداية لما يُعرف بـ«الشرق الأوسط الجديد»، هل ترى أن الحكام العرب كانوا يدركون ويقدرون خطورة الغزو الأمريكى للعراق على مستقبل المنطقة ككل، أم أنهم كانوا لا يدركون أن الأمور ستتجه إلى ما هو عليه الشرق الأوسط الآن؟

- البعض من الأشقاء العرب تعمد إلحاق الضرر والأذى بالعراق فى موقفه مع الغزاة للأسف ولم ينظر ولم يفكر بما سيلحق الأمة من نتائج كارثية لغزو العراق وأن تلك النتائج ستطاله حتماً ولا تتخطاه أبداً. والبعض الآخر اصطف مع الغزاة عن سوء تقدير للموقف ولم يعى خطورة غزو العراق وتداعياته على الأمة وعموم المنطقة، والقسم الآخر رفض الغزو والعدوان على العراق ولكن ليس لديه حول ولا قوة تجاه القوى الغازية وبقى متفرجاً إلى اليوم للأسف، ولم تقدم جميع دول الأمة أى شىء لشعب العراق ومقاومته الباسلة لإطفاء الحرائق التى أشعلها احتلال العراق فى الأمة وفى المنطقة.

■ وماذا عن الموقف الآن؟

- بشكل عام لا بأس به، لأن الجميع اعترفوا بخطأ السكوت عن ضرب العراق ثم غزوه واحتلاله وإخراجه من معادلة الصراع بين الأمة وأعدائها، ولأن الجميع يشعر اليوم بالحاجة الملحة للعراق المتحرر القوى للوقوف بوجه الاجتياح الإيرانى لعدد من أقطار الأمة وتهديد أقطار أخرى منها. ولكن المواقف تتفاوت فى الوقوف مع العراق والوقوف ضد العدوان الإيرانى على الأمة، وتصل حد التناقض، فمنهم من ثار وشهر السلاح بوجه العدوان الإيرانى ومنهم من لا يزال ينافق إيران ويصمت عن جرائمها فى الأمة.

ونحن نقول لأشقائنا العرب: نحن اليوم فى العراق لسنا أسرى الماضى، بل نعمل من أجل حاضر ينهض بأمتنا ويوحد جهدها وطاقاتها للدفاع عنها وعن مستقبل أجيالها. وهنا تبرز أهمية العراق ودوره الطليعى فى مسيرة الأمة التحررية وتبرز أهمية وعى قيادة الجهاد والتحرير ووعى قيادة قُطر العراق للحزب لدور العراق الطليعى فى مسيرة الأمة التحررية، وإحباط كل المخططات المعادية لها. ولذلك فنحن اليوم فى قيادة البعث وفى قيادة الجهاد والتحرير نتعامل مع قادة الأمة ملوكاً ورؤساء وأمراء بصدر واسع ورحب وبتفهم عالٍ وموضوعى وواعٍ حتى لأخطاء وتقصير بعض الأشقاء تجاهنا.

■ إلى أين تذهب الدول العربية؟

- لا يزال أكثر الأشقاء من الحكام العرب غير واضحة لديهم معالم الطريق ولا يزال بعضهم منكفئاً على ذاته ومتقوقعاً على قطريته، ولا يريد أن يسمع ما يجرى فى أمته ومن حوله، ولكن بعض الأشقاء قد صوّب طريقه وحدد أهدافه بشكل دقيق وواضح، من أجل إنقاذ الأمة من الغزو الإيرانى الخطير لعدد من أقطار الأمة، الذى تجاوز خطر الغزو الأمريكى والصهيونى فى أحقاده وعنصريته وفى دمويته وتدميره كما نراه اليوم فى العراق وفى سوريا واليمن، ولذلك فإننا نعوّل على أن عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية يجب أن تكون الشرارة الأولى لثورة العرب الكبرى لتحرير الأمة واستقلالها وردع العدوان الإيرانى الفارسى الذى طال عدداً من أقطار الأمة على غفلة من العرب ونظامهم الرسمى.

■ كيف قرأتم بالأساس عملية «عاصفة الحزم» التى أطقتها المملكة العربية السعودية؟

- «عاصفة الحزم» كسرت حاجز الخوف والتردد والتقهقر فى الأمة وفى نظامها الرسمى بشكل خاص. «عاصفة الحزم» تمثل انعطافاً هائلاً فى حياة الأمة، «عاصفة الحزم» كسرت هاجس عدم الشعور بالمسئولية لبعض الحكام العرب تجاه الأمة، كما أنها أوقفت حالة التراجع فى الأمة والتقوقع والاعتماد على الآخر حتى لو كان معادياً للأمة، وأعادت زهو الثقة بقيمة العمل الجماعى القومى الوحدوى وتأثيره. إن «عاصفة الحزم» عبرت بوضوح عن إرادة الأمة وقدرتها الخلاّقة التى غيبها النظام العربى زمناً طويلاً. نحن فى العراق وفى البعث وفى المقاومة والمعارضة ونحن فى وطننا الكبير مع كل أحرار الأمة نعتب عتباً شديداً على موقف الحكام العرب اللامسئول تجاه المملكة العربية السعودية فى أزمتها مع إيران، بل نستهجن موقف بعض الحكام وندعوهم إلى قطع العلاقات الدبلوماسية فوراً مع إيران.

■ ما حقيقة دور إيران فى المنطقة العربية؟ وما الذى تخطط للوصول إليه؟

- إيران كشفت عن كامل أهدافها بعد زمن طويل من إخفائها والتستر عليها، خاصة بعد غياب العراق الذى كان يمثل السد المنيع بوجه الأطماع الفارسية فى الأمة، وبعد أن استحوذت على العراق وبعد أن رأت الأمة فى حالة تخلّف وتأخر وتفكك وتمزق وتشتت فى المواقف والرؤى لدولها ولأنظمتها الرسمية حتى أصبحت تعتقد أن العرب غير قادرين على القيام بعمل جماعى للتصدى لها، بل إن بعض حكام الدول العربية يداهنها وينافقها وأحياناً يساندها فى عدوانها على الأمة للأسف. لهذه الأسباب وللدعم الإمبريالى الصهيونى الغربى اللامحدود لها قد كشفت إيران وبشكل وقح عن نزعتها العنصرية الفارسية المعادية للأمة العربية، ولقد سمع العالم كله تصريحات قادتها وأصحاب القرار فيها قولهم (إن إمبراطورية فارس قامت وعاصمتها اليوم بغداد) ثم قول على أكبر ولايتى مستشار على خامنئى (إن المصالح القومية هى التى تحدد مواقف إيران) هكذا تشجعت إيران وتمردت حتى تخطت الغطاء الدينى والطائفى اللذين كانت تسترت بهما زمناً طويلاً لإخفاء مطامعها القومية والعنصرية فى وطننا العربى الكبير. إن ما كشفت عنه إيران اليوم يؤكد أنها تريد السيطرة التامة على العراق وسوريا واليمن ولبنان ودول الخليج العربى وذلك لتسخير مواردها البشرية والاقتصادية للزحف إلى عمق وطننا العربى الكبير والاستحواذ على كل أقطار الأمة ثم الانطلاق إلى العالم الإسلامى كما جاء فى أهداف الثورة الإسلامية وتلبية لمتطلبات وأهداف تصدير الثورة. هكذا تطمح إيران اليوم وتعمل بجد لكى تكون قطباً عالمياً على حساب أمتنا ووطننا ومستقبل شعبنا.

■ ما حقيقة إنشاء إيران قواعد عسكرية داخل العراق لتهديد أمن الخليج العربى ككل، أو ضمن مخطط يستهدف السعودية مستقبلاً؟

- إيران ومنذ خروج أمريكا وتسلمها العراق نيابة عنها، وبأمر منها، فتحت قواعد ومعسكرات فى جنوب العراق ثم انطلقت نحو مناطق معينة من العراق تخدم استراتيجيتها وأهدافها العدوانية والتوسعية على الأمة العربية وخاصة مناطق الحدود مع المملكة العربية السعودية، فأسست فيها أهم القواعد وخاصة منطقة «النخيب» لإكمال الطوق العسكرى والبشرى حول المملكة العربية السعودية، ولكى تتواصل مع سوريا ولبنان. وهى تركز اليوم بقوة على المملكة العربية السعودية باعتبار أن السعودية أكبر وأقوى دول الخليج وهى من دول الأمة المهمة جداً، وفيها أهم مقدساتنا، أصبحت السيطرة عليها أو تقسيمها من أهم الأهداف الاستراتيجية لإيران، ولذلك فإنها بعد أن أحكمت الطوق من الجبهة الشرقية للمملكة حركت الحوثيين لتنفيذ استيلائهم على السلطة فى اليمن لإنشاء جبهة ضغط أخرى كبيرة وخطيرة من جنوب المملكة، ولكن الله سلّم واكتشفت المملكة المخطط الفارسى فى الوقت المناسب، فأطلقت «عاصفة الحزم» فأحبطت النوايا الخبيثة لإيران ولما تهدف إليه من توسع وسيطرة وهيمنة وتطويق المملكة.

■ هل الغرب الآن متورط فى المنطقة منذ غزو العراق ويريد الخروج من المنطقة؟ أم ماذا؟

- نعم، الغرب متورط وغارق فى وحل العراق وتداعيات معاداته للأمة العربية إلى شحمة أُذنيه، ليس اليوم بل منذ «سايكس - بيكو» مشروعهم المشئوم القذر الدائم فى تقسيم الأمة وتفتيتها وخاصة بعد غزوهم العراق وتدميره، ومواصلتهم العمل على إضعاف الأمة وتدمير قدراتها المتنامية، من أجل إكمال السيطرة على ثروات العراق والأمة الأساسية (النفط والغاز والفوسفات واليورانيوم والكبريت ومعادن أخرى كثيرة). إنه متورط بكل ما فعل من سوء فى العراق والأمة وهو متورط أكثر، لأن شعب العراق العظيم ومقاومته الباسلة كسر شوكة الجيوش الغازية وخاصة الجيش الأمريكى وقصم ظهر أمريكا زعيمة الغرب فى العراق فهرب الجميع وسلموا العراق إلى الفُرس أعداء الأمة التاريخيين لمزيد من الانتقام من العراق وشعبه ولمزيد من القتل والتشريد والتهجير لشعب العراق. هذا الشعب المجيد الذى ضرب مثلاً لشعوب العالم فى الصمود والمجابهة والبسالة والتصدى للغزاة وفى تحقيق الانتصار التاريخى عليهم، وأقول: هكذا هى الشعوب الحضارية الحية لا تُقهر مهما عظمت قوى الظلم والعدوان. هكذا أراد الغرب من غزوه للعراق ومن قبل فى استعماره للأمة، لكل أقطار الأمة من مشرقها إلى مغربها، لقد أرادوا ما تفعله اليوم إيران بالنيابة عنهم؛ هو إيصال الدول العربية إلى الفشل وانتشار الفوضى وتهديم الروابط الاجتماعية والوطنية والقومية.

■ يقال عنك إنك راعى الإرهاب، وعن البعثيين بصفة عامة، ويقال إنكم أنتم من أسستم «داعش» وتدعمونه، وثبت وجود أكثر من عنصر بعثى ضمن مؤسسى التنظيم؟ ما ردكم؟ خاصة أنه سبق أن باركتم استيلاء «داعش» على الموصل؟

- أشكرك جداً على هذا السؤال إن كان الغرض منه استفهامياً وليس عدوانياً، إن هذا القول يمثل بهتاناً عظيماً وافتراءً محضاً على البعث وعلى الأمين العام للبعث ويمثل جزءاً أساسياً وقذراً من خطة اجتثاث البعث التى تنفذها إيران فى العراق بواسطة عملائها وبدعم وتأييد أمريكى. يا أخى كيف يكون البعث راعياً للإرهاب ولم يكن للإرهاب أى أثر فى منطقتنا وفى بلدنا عندما كان نظام البعث قائماً فى العراق؟، وكيف يكون البعث راعياً للإرهاب وهو أول ضحاياه فى العصر الحديث؟، لقد فقد البعث أكثر من (160) ألف شهيد بعثى قتلهم الإرهاب بعد غزو العراق، وكيف يكون البعث هو الذى أسس «داعش» وعقيدة البعث تتقاطع وتتناقض معه.

■ لكن ماذا عن انخراط بعض ضباط الجيش ضمن صفوف ذلك التنظيم الإرهابى؟

- موضوع انخراط بعض ضباط الجيش مع «داعش»، فالبعث غير مسئول عن هؤلاء ولا عن غيرهم وهم أفراد من جيش كان قوامه مليون مقاتل، سواء المنتمون إلى الحزب أو غير المنتمين، هؤلاء جميعاً قد خرجوا عن مسار الحزب وعقيدته وأهدافه، فمنهم من ذهب مع قوى الغزو بعد الاحتلال، ومنهم من ذهب مع عملاء أمريكا وإيران، ومنهم من دخل العملية السياسية خلاف إرادة الحزب ومنهجه، وجميعهم يمثلون قلة قليلة جداً بالنسبة إلى حجم الجيش العراقى الوطنى العظيم ويمثلون قلة قليلة ممن تساقط من مسيرة الحزب الجهادية.

■ وماذا عما جرى تداوله بأنكم باركتم استيلاء «داعش» على «الموصل»؟

- موضوع أنى باركت استيلاء «داعش» على الموصل فهذا أمر يراد بإشاعته فى الإعلام إيذاء «البعث» ويراد به خدمة الغزاة الذين احتلوا العراق ودمروه. وإنى أحيلك هنا إلى الاطلاع على خطابى بمناسبة تحرير «نينوى وصلاح الدين» الذى يذكر أعداء البعث أنى فيه أؤيد «داعش» وهو موجود على مواقع الإنترنت وخاصة موقع «البصرة» و«ذى قار»، أملى أن تطلع عليه لترى كم هو حجم حملة الاجتثاث على البعث وعلى الأمين العام للبعث، ظالمة وقذرة، وكم هو حجم الخطيئة التى ارتكبها الغزاة بحق البعث وبحق العراق وشعبه، فى ذلك الخطاب قلت (أحيى مقاتلى جيش رجال الطريقة النقشبندية ومقاتلى القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطنى ومقاتلى القوات المسلحة الوطنية وهؤلاء جميعاً فصائل وطنية جهادية مرتبطة بالبعث ثم قلت ومقاتلى الجيش الإسلامى ومقاتلى كتائب ثورة العشرين ومقاتلى جيش المجاهدين ومقاتلى أنصار السنة وهؤلاء جميعاً مع فصائل البعث هى الفصائل التى ركّعت الجيوش الغازية وطردتها من العراق وهم الذين ركّعوا عملاء الاحتلال، ثم قلت ومقاتلى القاعدة ومقاتلى الدولة الإسلامية الذين حررونا من القتل والهدم والمطاردات ليل نهار.. نعم هؤلاء جميعاً هم الذين حررونا من بطش إيران وعملائها وميليشياتها، ثم حذرت الدولة الإسلامية والقاعدة بنفس الخطاب من التعرض للجيش والشرطة وأجهزة الأمن وجميع العاملين فى دولة العملاء ومؤسساتها، كون هؤلاء جميعاً هم أبناء العراق وقد ألجأتهم الحاجة للعمل مع دولة الاحتلال وفى أجهزتها.

■ أليس ذلك دفاعاً عن «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»؟

- حذرت «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» من التعرض لشعبنا فى الجنوب والفرات الأوسط بدواعٍ طائفية، قلت للقاعدة وللدولة الإسلامية فى خطابى، وأقول اليوم، إن شعبنا فى الجنوب والفرات الأوسط هو الذى جرّع قادة إيران السم الزعاف فى معركة القادسية الثانية فى ثمانينات القرن الماضى، ولقد قتلت الدولة الإسلامية واختطفت أعداداً كبيرة من الكادر البعثى المدنى والعسكرى. ولكنى أقول لك ولكل إعلامى شريف فى أمتنا، وخاصة الإعلام المصرى الحضارى صاحب الخبرة الطويلة، وللإعلام العالمى الشريف النزيه، أقول فيما يخص العراق إن الدولة الإسلامية لم تقتل ولم تهدم ولم تخرب فى العراق بمقدار 1% مما قتلته وخربته وحرقته إيران وعملاؤها وميليشياتها فى العراق وشعبه ليس دفاعاً عن الدولة الإسلامية وإنما للحق والحقيقة، وليخسأ الإعلام المنحرف والمأجور الذى يتفنن فى التضليل وتشويه الحقائق.