اذا هزمت داعشيا عسكريا فلا يمكن هزيمتها فكريا وسياسيا
اذا هزمت داعش عسكريا ولو هذا لا يتحقق حتى في اللغة لان اذا اداة شرط غير جازمة لذا هزيمة داعش عسكريا الظاهر يحتاج الى معجزة وسؤال الكاتب سجاد تقي كاظم من يهزم داعش بريا ؟ سؤال وجيه ويحتاج الى وقفة تاملية , هل هزيمة داعش ستكون على يد الجيش والشرطة المخترقة والمنخورة بالفساد وبيع المناصب ؟ او بمساعدة التحالف الدولي المتهم بوقوفه الى جانب داعش , او من خلال فصائل الحشد الشعبي التي تستنزف دماء ابناءه في المثلث الغربي حتى ان في مدينة بيجي وحدها فقد فيها 500 شهيدا حسب تصريح النائب مشعان الجبوري , فكم نحتاج من التضحيات في مدينة الموصل التي تعادل 20 مرة من حيث المساحة وعدد النفوس قياسا ببيجي ؟ على العموم ليفترض حررنا كل مناطق المثلث الغربي من الرمادي الى الموصل سواء باحد هذه القوات او بجميعها وانتهت صفحة داعش عسكريا فماذا بشان حواضنها من العشائر في هذه المناطق ؟ هل سيتسامح معهم ونقول لهم عفى الله عما سلف ولكن من قتل ابنه او هدمت داره هل سيرضيه هذا الحل ؟ ان داعش اصلت فكرا وبرامجا تعلمية في الدارس والجامعات وانشاء دواوين خاصة كالحسبة وامرت باطلاق اللحى وتخفيف الشوارب ولبس السراويل الافغانية والدشاشة القصيرة وفرض الخمار الاسود على النساء وعقوبات الجلد والتعزير للمخالفين وهذه الاموركلها مستقاة ومعتمدة على المدارس الوهابية في الممللكة العربية السعودية .... صحيح هناك معارضة لهذا النهج ولكن لا يتعدى عدد اصابع اليد وحيث القاعدة تبنى على العموم لا الخصوص وهذا يعني هناك تقبل لفكر داعش وممارساته والدليل على ذلك لماذا لا توجد حالة تذمر ومظاهرات واعتصامات بين سكان هذه المناطق ضد داعش ؟ كما رايناها وسمعنا بها عندما كانت هذه المناطق تحت سلطة الحكومة المركزية والاغرب من هذا ان بعضهم من ادعى سابقا انه قاوم المحتل الامريكي فلماذا سكتوا عن احتلال داعش بعد ان عرفنا ان بعض مقاتليها من الافغان والشيشان او من دول دول الجوار الاقليمي؟بل حتى الجرائم المستنكرة اخلاقيا صمت الكل عليها كسبي النساء والاغتصاب وبيعهن في سوق الرقيق .
ان داعش ليست عصابات فوضوية كما يدعي البعض بل هي تعتمد على اساس فكري اسلامي سلفي مرتبط بالنهج الاموي التكفيري ولها دعاة ووعاظ في البلدان العربية يمدوها بالفتوى ولها جناح عسكري يعتمد الخطط والتدريب والتمويل من اناس امتهنوا العسكرية وتخصصوا فيها, كما ان لداعش جناح سياسي وهذا هو الاهم والاخطر في حكومة الشراكة الوطنية متغلل في البرلمان والحكومة التنفيذية , هذا الكلام لا يخضع للسفساطئية والمغالطة بل يعتمد الحقيقة والمصداق فبعد كل تصريح اعلامي تحدث مجزرة يذهب ضحيتها عشرات الابرياء كما ان دعوات السياسين واجبة التنفيذ من الجناح العسكري لداعش , لقد اطلق قادة المظاهرات والاعتصمات شعار المحافظات الست السنية المنتفضة ويقصدون بها الرمادي – الحلة – بغداد – ديالى – تكريت – الموصل ... طبعا هذا الشعار كاذب وفيه تدليس وقلب للحقيقة فلم تكن هذه المحافظات سنية بالمطلق ما عدا الرمادي والتهجير الذي حصل يعكس الاعداد الحقيقة من كل مكون ولكن هؤلاء الساسة ارادوا بهذا الشعار ان تقوم داعش بتهجير كل الطوائف والاديان الاخرى من هذه المحافظات كالشبك والمسحيين واليزيدين
لجعل هذه المناطق مكونها من مذهب واحد تمهيدا لاعلان الاقليم السني الذي هدف هؤلاء السياسين الاول والاخير ولو كان هناك وطنية وعدل وانصاف لحمل ادعياء هذا الشعار مسؤولية القتل والتهجير الذي حصل في هذه المناطق ولاحيلوا هؤلاء الساسة كمجرمين ضد الانسانية ولكن من يحاسبهم ويقول لهم على عينكم حاجب من الشركاء الاخرين الذين لا يهمهم الا المناصب والمكاسب الشخصية والحزبية ؟
اخيرا لا يمكن هزيمة داعش الا بهزيمة فكرها وجناحا السياسي اما جناها العسكري حتى وان هزم فدعاة وخطباء السعودية ومدارسها التكفيرية قائمة واموالها مبذولة وسخية للسياسين الطائفين في العراق وسيجندون المقاتلين والانتحارين من جديد .