على أي سجادة سيصل الرئيس اللبناني وهل يسبقه الحريري إلى بيروت في ذكرى 14 شباط؟
بيروت ـ «القدس العربي»: قبل ساعات من موعد جلسة انتخاب الرئيس الافتراضية غداً في 8 شباط، لا تزال المؤشرات تدل على استمرار تعطيل النصاب وتطيير الجلسة النيابية رقم 35 بسبب عدم اتخاذ حزب الله قراراً حاسماً بالنزول إلى البرلمان والانتخاب في مشهد سريالي بعدما بات هناك مرشحان جديان من حلفائه في قوى 8 آذار وربما في انتظار ما ستخرج به هيئة تشخيص مصلحة النظام على حد تعبير رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي لم يوقف انتقاداته لـ «الديمقراطية الإيرانية»، محذّراً من تسربّها إلى لبنان وآخر تغريداته في هذا المجال قوله «ان قوى الظلام، عفواً التنوير، غير مستعجلة»، وأضاف «نحن جالسون كالبط فيما يقرر عنا سوانا»، وبعدما نشر صور سجادات إيرانية علّق قائلاً «يبدو أن رئيسنا المستقبلي آت على سجادة إيرانية».
وأبعد من هذه الانتقادات للدور الإيراني توقّع الزعيم الدرزي «عودة الهيمنة السورية بشكل مباشر إلى لبنان، من دون أن تشمل عودة للقوات السورية»، مشيراً إلى أن «المطلوب هو تطويع لبنان»، معتبراً «أن إفراج محكمة التمييز العسكرية عن الوزير السابق ميشال سماحة أتى بعد انصياع الجيش اللبناني وقائده إلى أمر عمليات وصلهم من مكان ما». ورأى «أن لبنان قد يصبح محافظة جديدة في سوريا المفيدة التي يسعى المحور السوري الإيراني إلى إقامتها، والتي تمتد من درعا إلى طرطوس واللاذقية، وتشمل لبنان أيضاً».
إلا أن انتقادات جنبلاط كان لها رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهّاب بالمرصاد حيث لوحظ أن وهّاب يتبنّى بشكل ملحوظ وصول رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا وهو بعدما ردّ بعنف على المرشح سليمان فرنجية ردّ على تغريدة جنبلاط حول وصول الرئيس على سجادة إيرانية بقوله «مش أفضل يا بيك ما يجي الرئيس على جمل سعودي»، وأضاف «سيأتي الرئيس في لبنان على شلوح الأرز وقوياً كخشب السنديان هذا هو ميشال عون».
وكانت التطورات الرئاسية بقيت في دائرة المراوحة، مع تسجيل مقاطعة عونية لرئيس مجلس النواب نبيه بري في خلال لقاء الاربعاء النيابي حيث انضم النواب العونيون إلى نواب القوات اللبنانية في مقاطعة لقاءات بري المفتوحة مع النواب بموازاة التباعد حول ترشيح عون واقتراب بري من تأييد ترشيح فرنجية وبموازاة الجدل التويتري بين بري وجعجع. ورأى البعض أن رئيس المجلس فقد موقعه الوسطي والتوفيقي عشية جلسة الانتخاب التي أخّر موعد انعقادها ساعة واحدة من الثانية عشرة ظهراً إلى الساعة الواحدة لتزامنها مع بدء زمن الصوم عند المسيحيين والذي يأمل بعضهم ألا ينسحب صوماً عن انتخاب رئيس بل أن يتخلله انتخاب رئيس مخلّص.
تزامناً، وفي وقت ألمح الرئيس بري إلى قيام أحد الأطراف السياسية بعملية بوانتاج لجلسة غد الاثنين، وبعد حديث رئيس تيار المردة عن تأييد 70 نائباً لانتخابه رئيساً تداول بعض المواقع الالكترونية ولاسيما موقع «التيار الوطني الحر» إستطلاعاً يظهر كما قال بالأرقام، لا الأهواء ان 75 في المئة من المسيحيين يؤيدون انتخاب عون للرئاسة، وبحسب النتائج التي شملت 1063 مواطناً لبنانياً فوق سن 17 عاماً فقد أيّد 64 في المئة اتفاق معراب بين عون وجعجع. وفي ما يخص ترشيح العماد عون وفرنجية لرئاسة الجمهورية طُلب من المشاركين اختيار من برأيهم له الحظ الاكبر بالفوز، فبالنسبة للمسيحيين، اختار 75٪ منهم العماد عون فيما حصل فرنجية على نسبة 25 ٪ ، الطائفة السنية إختارت فرنجية بنسبة 52٪ فيما اختار 48٪ من السنّة العماد عون، الطائفة الشيعية أيدت العماد عون بنسبة 68٪ وحصل فرنجية على نسبة 32٪ ، كذلك حصل فرنجية على 53 ٪ مؤيدين من الطائفة الدرزية وأيد 47٪ من الطائفة عينها العماد عون.
في غضون ذلك، تتجه الانظار إلى إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الموافقة يوم الاحد المقبل في 14 شباط وما إذا كان الرئيس سعد الحريري سيحضر شخصياً الاحتفال الذي ينظّمه تيار المستقبل في بيروت أم سيكتفي بالاطلالة عبر الشاشة وخصوصاً أن الذكرى هذا العام تختلف عن سابقاتها قبل عشر سنوات من حيث تفرّق صفوف 14 آذار نتيجة الترشيحات المتباينة التي وجّهت ضربة قوية للاصطفافات داخل هذا الفريق ولاسيما بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية حيث ردّ جعجع على خطوة الحريري بترشيح فرنجية بتوجيه رسالة سياسية تؤكد أرجحية وزنه في اتخاذ القرارات وقدرته على تعديل موازين القوى.
هل حان الوقت لقطاف الثمرة كما أعلن الرئيس نبيه بري قبل أن تسقط في المستقبل؟
يبدو أن القطاف ما زال بعيداً طالما بقي الأفرقاء على مواقفهم، في انتظار ما ستسفر عنه الاتصالات التي أعيد فتحها من جهة التيار العوني بالرئيس الحريري وإذا كانت ستؤدي إلى إعادة الحريري النظر بفكرة ترشيح فرنجية والسير مجدداً بخيار عون. وإذا كان رئيس القوات قد وضع الكرة في ملعب حزب الله، فإن أوساط 8 آذار ترد الكرة إلى ملعب «المستقبل» الذي يعلن أن ظروف المنطقة تقتضي الاسراع بملء الفراغ الرئاسي.
سعد الياس