اخبار العراق الان

فورين بوليسي الامريكية : اردوغان يقود تركيا بسياسة كارثية بسب الغطرسة وسو التقدير

فورين بوليسي الامريكية : اردوغان يقود تركيا بسياسة كارثية بسب الغطرسة وسو التقدير
فورين بوليسي الامريكية : اردوغان يقود تركيا بسياسة كارثية بسب الغطرسة وسو التقدير

2016-02-08 00:00:00 - المصدر: موسوعة النهرين


نشرت مجلة ” فورين بوليسي ” في عددها الاخير تقريرا عن نتائج السياسة الكارثية التي يمارسها اروغان بشان ازمات المنطقة وعلى راسها الازمة السورية والتي ادت الى حدوث حالة الانهيار بسبب الغطرسة وسوء التقدير في السياسة الداخلية والخارجية، وتساءل التقرير كانت تركيا تعتبر إحدى القوى الصاعدة في المنطقة. فماذا حدث لها؟

قبل وقت ليس ببعيد، كانت السياسة الخارجية التركية حديث الجميع، وكان أبرز ملامحها سياسة “صفر مشاكل”، والتي هدفت بها إلى تحسين علاقتها مع الدول المجاورة لها، وأن تصعد ببطء لتكون القوة الإقليمية المهيمنة. وكانت حالة كلاسيكية لتعزيز القوى الناعمة من خلال التحول الديمقراطي والإصلاحات الاقتصادية في الداخل مع دبلوماسية حصيفة تهدف إلى جعل أنقرة وسيطا في صراعات المنطقة.
تواجه هذه السياسة الأن حالة من الإنهيار، وأصبحت ضحية أحداث الربيع العربى لاسيما فى سوريا. فبسبب الغطرسة وسوء التقدير فى السياسة الداخلية والخارجية، فإن علاقات تركيا بكل جيرانها فيما عدا حكومة كردستان العراق قد توترت. وفى نفس الوقت الذى زادت فيه التوترات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وروسيا بشكل كبير. ولو أن لأنقرة أى نفوذ اليوم، فهو فى الغالب بسبب موقعها الجغرافى وقربها من سوريا وكارثة اللاجئين، واستعدادها لاستخدام تكتيكات الذراع القوية فى التعاملات الدبلوماسية.
افكار اردوغان .. سبب في
تراجع مكانة تركيا
إذن كيف انهارت طموحات تركيا الدولية؟ هذا السؤال له إجابات عديدة، منها أفكار رئيسها رجب طيب أردوغان حول دوره فى العالم ورغبته فى تحويل البلاد إلى نطام رئاسى قوى وانهيار عملية السلام الكردية التى نجمت عن الأزمة السورية، وساهمت تلك الأمور كلها فى الإضرار بسمعة أنقرة فى السياسة الخارجية.

قبل أحداث الربيع العربي، كانت هناك دلائل تشير إلى أن السياسة الخارجية التركية كانت متعثرة. ففي عام 2009، بعد ما يقرب من سبع سنوات من حكم المحافظين، كانت الإنجازات التركية جديرة بالملاحظة، فحققت نموًا اقتصاديًّأ سريعًا، وتحولت اسطنبول إلى مركز عالمي ورسخت للديمقراطية في الداخل، إضافة إلى تدجين المؤسسة العسكرية القوية. وانتقل حزب العدالة والتنمية (AKP) من فوز إلى فوز، حيث فرح المواطنون العاديون بإنجازاته وتخلص من المعارضة البائسة.
وبعد أن عزز وضعه في الداخل، خاصة بعد انتخابات عام 2007 قام أردوغان بأكثر من مخاطرة. فبادر إلى مواجهة محسوبة مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2009، حيث انتقد بغضب سياسة اسرائيل في غزة، ما أدى إلى تقويض العلاقات بين البلدين. إلا أنه حصد مكاسب هائلة في العالم العربي، كما ارتفعت شعبية أردوغان وتركيا، وتوافد العرب إلى تركيا للسياحة وبحثا عن فرص الاستثمار. وأعقب ذلك قرار المنظمات التركية غير الحكومية الموالية لحزب العدالة والتنمية الإبحار بقارب لتحدي الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة وكان الرد الإسرائيلي كارثيًّا، حيث انتهى بمقتل تسعة أتراك، وعلى إثر ذلك شهدت العلاقات مع إسرائيل تدهورًا شديدًا.
ودفع الربيع العربي الولايات المتحدة وتركيا إلى التعاون والعمل بشكل وثيق. وبدا أنهما قد زامنتا بياناتهما العامة بشأن الرئيس المصري حسنى مبارك فى محاولة لإخراجه من السلطة أثناء أحداث ثورة يناير، وعملا معا لاحقًا على تقديم السلاح والإمدادات للجيش السورى الحر.
ديمقراطية اسلامية
بنظر الامريكان
وبرزت تركيا مرة أخرى كنموذج للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية ممثلة في شخص أردوغان وحزب العدالة والتنمية، حتى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما وصفها – في بداية عام 2010 – بأنها “ديمقراطية إسلامية عظيمة” ، و “نموذجًا بالغ الأهمية بالنسبة للدول الإسلامية الأخرى في المنطقة”. حتى أنه في عام 2012، ذكر أردوغان من بين كبار القادة الخمسة الذين أقام علاقة وثيقة معهم.
غرور بفعل صعود
الاخوان في المنطقة
إلا أن تركيا أرادت أن تكون أكثر من نموذج. وقد أدى صعود الإخوان فى سوريا وتونس ومصر، والتى كان لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة التركية علاقات وثيقة معها، إلى فتح الباب لدور فعال لأنقرة باعتبارها أقوى حلفاء الإخوان إقليميا. وقد سمح الربيع العربى للقيادة التركية بأن تتصور نفسها القوة الرائدة فى المنطقة. حيث قال وزير الخارجية التركي آنذاك أحمد داود أوغلو إن “تركيا ستقود رياح التغيير فى الشرق الأوسط … لا ينظر إلى تركيا على أنها دولة صديقة فقط، بل كرائد لفكر التغيير والنظام الجديد”.
ووصلت تركيا إلى القمة إلا أن ذلك لم يدم طويلاً، فقد تعرض النظام الجديد الذى كان يأمله داوود أوغلو لانتكاسة عندما أطاح الجيش والاحتجاجات الشعبية في مصر بحكومة الإخوان المسلمين، وتدهورت علاقة أردوغان سريعا مع النظام المصري الجديد بقيادته العسكرية. ولكن كانت السياسة التركية أيضًا في سوريا، حيث استمر نظام بشار الأسد بعناد في مواجهة المعارضة المسلحة التي ساعدتها تركيا ودعمتها، حيث قلبت أهداف السياسة الخارجية التركية.
قبل ثورة عام 2011، كانت سوريا مثالا ناجحا وكاملاً لسياسة “تجنب المشاكل” التي تنتهجها تركيا في سياستها الخارجية. وبعد صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، أقام الرئيس السوري بشار الأسد وأردوغان تغاونًا وثيقًا وصل إلى العلاقات الشخصية. وكان هذا تحولاً استثنائيًا، ففي عام 1998، هددت تركيا الجيش السوري بسبب دعمه لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي كان آنذاك يشن تمردًا ضد الدولة التركية. وساعد أردوغان على إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا، وكما دعم النظام البعثي ضد جهود الأمم المتحدة، بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا، للضغط على القوات السورية للخروج من لبنان.
عندما بدأت الاحتجاجات السلمية في سوريا، حاول أردوغان في البداية لمنع الأسد من ملاقاة نفس مصير الرئيسين المصري والتونسي. حيث نصح الأسد بإدخال إصلاحات – في الواقع، يقال أنه لم يكن جادًا في هذه النصيحة – ولكن دون جدوى. ومع إعطاء الأسد العنان لجيشه ليسحق الاحتجاجات، انقلب أردوغان على صديقه وحليفه السابق.
الاسد لم يخضع
لقبضة اردوغان
وساهمت عدة عوامل في اتخاذ أردوغان موقفًا مناهضًا للأسد منها أن الأخير لم يخضع لقبضة أردوغان ولم يستمع لنصائحه، والتصور بأن الرئيس السورى لن يمكث طويلا فى منصبه، والاعتقاد بإمكانية تشكيل سوريا جديدة، وأخيرًا تصعيد العنف خلال شهر رمضان عام 2011 ضد من اعتبرهم أردوغان متظاهرين سنة. ودعا للإطاحة بالأسد وأعلن على الملأ أن الديكتاتور السوري بقي له أشهر قليلة وسيترك الحكم. ثم سرعان ما قال في سبتمبر 2012، “إننا سنذهب إلى دمشق ونصلي بحرية مع إخواننا في المسجد الأموي.”
حسابات خاطئة لاردوغان
في سقوط الاسد
غير أن الأسد لن يسقط بسهولة. فالاختلاف بين رغبات أردوغان أن يستعيض عن الأسد بتحالف سني متقارب معه وبين واقع عناد الديكتاتور السوري المتشبث بالسلطة الذي أحبط الزعيم التركي ودفعه نحو سياسة عزلة. وبدأت الانقسامات العميقة مع الولايات المتحدة في الظهور، كما أعرب أردوغان عن خيبة أمل في عدم رغبة أوباما في دخول المعركة على الرغم من الخسائر الجسيمة بين المدنيين على يد قوات النظام.
اسماح للارهابيين
بعبور تركيا الى سوريا
كذلك أنذر قطع العلاقات بين أردوغان والأسد ببداية سياسة سنية طائفية أصبحت أكثر وضوحا مع صمود النظام السوري. وقد ساعدت سياسة تركيا بتشجيع المقاتلين الأجانب على التدفق عبر حدودها الى شمال سوريا أيضًا التطرف المعارض وأثارت التوترات بين أنقرة وبين الولايات المتحدة وأوروبا. ورغم أن الحكومة التركية تعلم أن العديد من هؤلاء المقاتلين الأجانب سينضمون إلى الميليشيات الجهادية، مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، إلا أنها سمحت لهم بذلك لأن المعارضة المسلحة السورية “المعتدلة” أثبتت عدم نجاحها في الإطاحة بنظام الأسد. في حين يفترض أن يتم المقاتلون الجهاديون – بعضهم جعلتهم المعركة أكثر صلابة واستعدادًا للموت من أجل القضية – المهمة التي لم يستطع الثوار السوريون إتمامها.
غير أن العواقب غير المحمودة لتجمع عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب في سوريا سرعان ما أصبحت واضحة. فقد انضم العديد منهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ما ساعده في أن يصبح بهذه القوة التي يمتلكها اليوم. و طالب أوباما في مايو 2013، أردوغان ، خلال زيارة قام بها إلى واشنطن، بالتوقف عن دعم العناصر الجهادية، وتحديدًا جبهة النصرة، ومنع دخولها إلى سوريا عبر الحدود التركية. ولكن بحلول ذلك الوقت، كانت البنية التحتية الجهادية داخل تركيا قد تحققت بشكل يربك مسئولي الأمن التركي حتى يومنا هذا.
داعش .. الرابح الكبير
وكان المستفيد الأول من عدم مراقبة الحدود هو تنظيم الدولة الإسلامية. حيث انتهت البنية التحتية في تركيا التي وضعت لدعم الجهاديين إلى أن تستخدم لضرب المدن التركية، بدءًا من ديار بكر ومرورًا بسروج وأنقرة، وإنتهاءًا باسطنبول. حيث استهدفت التفجيرات الثلاثة الأولى الأكراد واليساريين، وخلفت أكثر من 135 قتيلا، فيما أسفر الهجوم الأخير، والذي حدث في منطقة سياحية في اسطنبول، عن مقتل 11 سائحا ألمانيا. كذلك أعدم تنظيم الدولة الإسلامية أيضًا معارضين سوريين داخل تركيا ولم تتم معاقبته، كما اتخذ تنظيم داعش من الأراضي التركية مقرًا لاختطاف السوريين وغيرهم للحصول على فدية من ذويهم.
المسألة الكردية
كان تمكين الأكراد السوريين هو النتيجة الأهم من دوامة الفوضى في سوريا. فبعد أن كانوا محرومين وتقمعهم الأنظمة السورية المتعاقبة، أصبح الأكراد قادرون على الاستفادة من انقسام البلاد ليطالبوا بالأراضي التي يشكلون فيها الأغلبية. وسرعان ما وجدوا حليفا قويا في الولايات المتحدة: وعندما تقدم تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدة كوباني الكردية في أكتوبر 2014، قصفت القوات الجوية الأمريكية الجماعة الجهادية، مؤسسة بذلك علاقة غير عادية وناجحة أثبتت من خلالها جهودًا أكثر نجاحًا في طرد الدولة الإسلامية من الأراضي التي استولى عليها.

لكن هذا التحالف العميق جاء على حساب الحكومة التركية. فالحركة الكردية السورية المهيمنة، حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، هو حليف مقرب إن لم يكن منظمة تابعة لحزب العمال الكردستاني، الذي دربها ورعاها، جعلها تتحول إلى قوة قتالية هائلة. كما أكدت واشنطن بوضوح أنها تميز بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، على الرغم من العلاقة السرية بين هاتين المنظمتين. فمن الناحية القانونية، تضم لائحة الإرهاب الأمريكية على قائمتها حزب العمال الكردستاني، في حين لم يسجل حزب الاتحاد الديمقراطي ضمنها، بل كان المستفيد من الدعم العسكري الأمريكي في حربه ضد الدولة الإسلامية. ومع تعميق الولايات المتحدة لعلاقتها مع حزب الاتحاد الديمقراطي، كان تنازل واشنطن الوحيد لأنقرة هو الاستسلام للإنذارات التركية بعدم دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي للمشاركة في محادثات السلام السورية في جنيف.
كسب الاكراد السوريين
الحرب في كوباني
وفي وقت لاحق، جاء فوز الأكراد السوريين في كوباني ليكون ضربة قاضية لعملية السلام المحلية بين الحكومة التركية والسكان الأكراد. في ذلك الوقت، كان أردوغان من أشد منتقدي التدخل الأمريكي في كوباني حيث ينظر وحزبه إلى حزب الاتحاد الديمقراطي على أنه أكثر كارثية من الدولة الإسلامية. وفي فبراير 2015، رفض اتفاقًا تفاوض عليه مساعدوه مع الحزب الديمقراطي الشعبي الموالي للأكراد وحزب العمال الكردستاني. وتشير وثائق جديدة على أن رفضه كان نابعًا من خوفه من تكرار الأكراد السوريين للتجربة الكردية العراقية وخلق منطقة حكم ذاتي على الحدود الجنوبية لتركيا.
وفي الصيف الماضي، استؤنفت الحرب مع حزب العمال الكردستاني في الداخل بنوع من الانتقام. حيث قتل منذ انتخابات السابع من يونيو، نحو 256 من أفراد الأمن. فيما كانت الخسائر على الجانب من حزب العمال الكردستاني أصعب من تحديدها، لأنها كانت مرتفعة. فيما لحق الدمار بمدن كردية مثل سيلوبي، جزيرة ابن عمر (جزرة)، ومنطقة سور ديار بكر، حيث قصفت الدبابات التركية المنازل، ورغم المقاومة شرسة التي أبداها جناح الشباب في حزب العمال الكردستاني ، إلا أنه أيضًا تم تدميره.
يعي أردوغان جيدًا أن حصار كوباني يمثل نقطة تحول محتملة لثروات الأكراد في المنطقة. ولذلك كان لديه خيارين، إما الاستيعاب أو القمع. ولكنه فضل الخيار الأخير.
حسابات خاطئة
مع بوتين
ومع تقويض الأكراد لموقف أردوغان المحلي والدولي، وجد الرئيس التركي نفسه محصورًا في سوريا أكثر من ذلك بسبب التدخل الروسي المناصر للأسد. وفي خطوة غير مكترثة، أسقطت المقاتلات التركية في نوفمبر 2015 الطائرة الروسية التي دخلت لفترة محدودة المجال الجوي التركي، وهو ما أثار موجة من الإجراءات الاقتصادية والسياسية والعسكرية المكلفة اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقامًا من الأتراك. وأخطأ أردوغان في الحكم على بوتين: فقد جاء إسقاط الطائرة الروسية نتيجة الإحباط الناجم عن فشله في سوريا ومن مشاهدة النجاح الروسي والإيراني في دعم الجيش السوري الذي أدى إلى تدمير حلفاء تركيا في سوريا.
ومن جهة أخرى وضعت الآثار المرتدة من سوريا الحكومة التركية على المحك مع إيران. فمنذ بداية الصراع السوري حتى نهاية عام 2015، عندما تدخلت الروس مباشرة، أصبح دور فيلق القدس الإيراني أكثر وضوحا، وكانت تركيا وإيران اتفقتا على الاختلاف بشأن هذه القضية. فالعلاقات التجارية الواسعة بين حكومة أردوغان، بما في ذلك مبيعات الذهب واسعة النطاق، والاعتماد التركي على الغاز الإيراني، وحاجة إيران إلى النقد الأجنبي الناجم عن هذه الصادرات قد ساعد البلدين على تجنب الكثير من المشادات الكلامية. وجاء هذا ضمن عملية التغيير لأن التقاء القوى على الأرض حول المد لصالح نظام الأسد.
نفوذ عسكري
تركي في قطر
لم يتخلَّ أردوغان عن حلمه في سيطرة النفوذ التركي في المنطقة. فقد أعلنت أنقرة مؤخرًا أن تركيا ستفتح قاعدة بحرية في قطر وتنشئ معسكرات تدريب في الصومال. وسيحاول الرئيس التركي أن يثبت أيضًا أنه قادر على تغيير سياساته في أي لحظة – وكان آخرها تحسين العلاقات مع إسرائيل. حيث يفتح التقارب مع إسرائيل إمكانية صفقة مربحة لإنشاء خطوط أنابيب الغاز من حقول شرق البحر المتوسط ​​عبر قبرص إلى تركيا.
3 تحديات
امام اردوغان
يواجه أردوغان ثلاثة تحديات مترابطة. فهو يحضر بلا هوادة تغييرًا دستوريًّا يسمح له بتركيز السلطات التنفيذية في المؤسسة الرئاسية، والسماح له بادارة البلاد دون تقييد من مؤسساتها. وتصاعد الصراع مع الأكراد الذي يهدد بالوصول إلى قطيعة تامة مع الدولة التركية. وينذر تدهور الوضع السوري ليس بتفاقم النزاع الكردي داخليًّا فقط، ولكن أيضًا إضعاف العلاقات مع الولايات المتحدة، فيما تعزز واشنطن علاقاتها مع الأكراد السوريين.
ربما يتغلب أردوغان على بعض من هذه القضايا – وخاصة إنشاء نظام رئاسي – ولكن الثمن سيكون انقسامات أكبر داخل المجتمع التركي من جهة، وبين تركيا وحلفائها التقليديين من جهة أخرى. فأردوغان يثق في أن نهجه تجاه الأكراد يحقق نجاحًا ويعول على خيبة الأمل لدى البعض في المجتمع الكردي، وخاصة العناصر الأكثر ورعًا، في عمل حزب العمال الكردستاني. ومع ذلك، ففي هذه الأثناء، فإن المعاناة سيكون لها أثر لا يمحى على المدن ذات الأغلبية الكردية. فيما يشير تغير الظروف الدولية، ولا سيما في العراق وسوريا، إلى أن النصر العسكري الآن ربما يكون باهظ التكلفة.
مخاوف انقرة
أما بالنسبة لسوريا، فمن الواضح أن هناك اختلافا كبيرا في الأولويات بين تركيا والولايات المتحدة وأوروبا. فبالنسبة لشركاء تركيا الغربيين، فإن الأولوية الأولى هي هزيمة الدولة الإسلامية – في حين أن الأولوية في أنقرة هي إسقاط نظام الأسد ومنع إقامة منطقة حكم ذاتي كردية في سوريا،وهاتين القضيتين تمثلان مخاوف أنقرة المهيمنة. فاستمرار الصراع الكردي في الداخل يزيد من دفع أنقرة بعيدًا عن حلفائها في سوريا.
السياسة الخارجية التركية
نتاج نزوات وارادة اردوغان
وجوهر القضية هو أن السياسة الخارجية التركية لم تعد تخص تركيا، بل تخص أردوغان. فقد شرع الرئيس التركى فى مسار غير ليبرالى فى الداخل يقوض المؤسسات المعيبة ويعيد تأسيسها وفقا لتصوره ووجوده فى كل مكان ومنصبه الذى لا يواجه أى تحد له، يعنى أن السياسة الخارجية هى نتاج لرؤيته ونزواته وتفضيلاته، فلا يوجد أحد قادر على أن يتحداه. وهذا النهج المنهجى فى السنوات الأولى قد تلاشى ليحل محله التساهل. وهو ما يفسر الصعود والهبوط فى السياسة الخارجية التركية.