“وش السعد” الرهان الأخير لمحمد سعد على قلوب جماهيره
لم تكن بداية الفنان المصري محمد سعد، توحي بأنّ هناك شخصية “كوميديان” كامنة تحت جلده، حيث بدأ في مسلسل “ما زال النيل يجري”، وقدّم دوراً شديد الجدية، وفي عام 1993 شارك في بطولة فيلم “الطريق إلى إيلات”، ولفت الأنظار بتلقائيته الشديدة، فيما يعد فيلم “الناظر صلاح الدين”، الذي عرض عام 2000، بمثابة فاتحة الخير عليه، إذ استطاع خطف الكاميرا من الجميع، من خلال دور “اللمبي”، الذي قدّمه في العمل، وهي شخصية مركبة يعاني صاحبها من صعوبة في نطق الكلمات، ويتحرك بشكل عشوائي.
ملامح شخصية “اللمبي” مضحكة، وطريقة الحديث أيضاً، حيث استطاع الكوميديان الشاب أن يتقمص الدور بكل أبعاده، لذا تعلق به الجمهور، وراح يردد كلماته.
وأدرك سعد، أنّ “اللمبي” ترك انطباعاً إيجابياً لدى الناس، لذا راهن عليه في فيلم يحمل اسم “اللمبي”، وشاركته البطولة الفنانة الكبيرة عبلة كامل، وأصبح من خلاله نجم شباك، وجمع أكبر قدر من الإيرادات.
اقرأ أيضاً: حماس ترحّب بالنسخة الفلسطينية من برنامج “غوت تالنت” في غزة
وعقب النجاح الساحق للفيلم، تحول الممثل البسيط، إلى نجم شباك ورهان لكل شركات الإنتاج، وخوفاً من الرجوع أو السقوط من القمة، قرّر محمد سعد أن يقدم “اللمبي” في أعمال فنية كثيرة، منها “اللي بالي بالك” و”اللمبي 8 جيجا”، وفي عام 2005 قدم فيلم “بوحة”، تلك الشخصية التي تشبه “اللمبي”، مع وجود اختلاف بسيط في الشخصية.
وفي عام 2007، قدّم سعد، فيلم يحمل اسم “كركر”، وشاركته البطولة الفنانة ياسمين عبدالعزيز، إلا أنّ نجومية الكوميديان المعروف، بدأت تتراجع، خاصة أنّ العمل لم يحقق النجاح المطلوب، ولم يجمع الإيرادات الكافية.
نفس الأمر تعرّض له مرة أخرى، في فيلمه “تك تك بوم”، الذي تم إنتاجه عام 2011، وجسّد من خلاله شخصيتي “تيكا والضابط رياض المنفلوطي”، وكان ضربة مؤلمة للنجم المصري الذي يمتلك “ألف وجه ووجه”، حيث خذله شباك التذاكر، ولم يحقق إلا 4 ملايين جنيه.
اقرأ أيضاً: تأجيل دعوى هيفاء وهبي لاسترداد 9 ملايين جنيه من منتج “مريم”
حاول الفنان المحبوب، إثبات نفسه مجددًا، وراهن على فيلم “تتح” عام 2013، أمام دوللي شاهين وسمير غانم، وكان مصيره الفشل أيضاً، وعندما شعر أنه في خطر، ترك السينما، وقدم مسلسل تلفزيوني، جسد خلاله شخصية “فيفا أطاطا”، إلا أنه لم يترك أي انطباع إيجابي في الدراما، وطاردته اتهامات “الإفلاس” الفني.
وفي العام الماضي، قرر سعد تقديم فيلم بعنوان “حياتي مبهدلة”، جسد من خلاله أيضاً شخصية “تتح”، وشاركته البطولة الفنانة اللبنانية نيكول سابا، إلا أنه لم ينل النجاح المطلوب، واحتل الترتيب الخامس في الإيرادات.
كل المؤشرات تشير إلى أنّ نجومية سعد في مرحلة “الأفول”، لكنه يحاول أن يحتفظ ببقائه في مقدمة طابور الموهوبين، لذا فكر أن يعود إلى الجمهور بفكرة برنامج “وش السعد”.
ويعتبر هذا البرنامج فرصة محمد سعد الأخيرة، فإما أن يتقدم ويتوهج من جديد، وإما أن يواصل التراجع، ويفقد المساحة الباقية من أرض النجومية.
ويقدم محمد سعد في البرنامج، شخصية “بوحة” التي قدمها في فيلم سابق، ولكن في البرنامج يترك مهنة الجزارة، ويعمل في مجال الإعلام، ليتناول القضايا السياسية والاجتماعية بأسلوب كوميدي ساخر.
هناك من يتوقع لسعد النجاح، لأن البرنامج يعتمد على الأسلوب المسرحي، الذي يعشقه النجم المصري، وآخرون يتوقعون له السقوط والفشل، باعتباره يواصل تقديم ذات الشخصيات القديمة.