صالونات عمان السياسية تتحول لمناظرات سياسية على وقع الحرب في سوريا
تحولت صالونات عمان، لمناظرات سياسية أمريكية روسية مع تنامي التقارب الأردني الروسي وذلك على وقع الحرب الدائرة حاليا في سورية.
السفيرة الأمريكية أليس ويلز، المثيرة للجدل على الساحة الأردنية، ونظيرها الروسي بوريس بولوتين، الذي يحافظ على مسافة بعيدة مع الإعلام، نشطا خلال الأيام القليلة الماضية، لتوضيح موقف بلديهما للنخب السياسية المحلية بعد تصاعد الحديث عن تدخل بري في سوريا، حرصت عمان على ” ضبابية” موقفها من هذا الموضوع.
السفير الروسي بولوتين يظهر حفاوة بالتقارب مع الأردن، على عكس نظيرته الأمريكية ويلز التي تحاول تذكير الأردن بأن معظم المنح الخارجية التي تحصل عليها الأردن هي من المساعدات الأمريكية.
وقد اختار السفير الروسي في عمان بوريس بولوتين، نقابة الصحفيين الأردنيين، للتأكيد على أن العلاقات الثنائية بين روسيا والأردن “ممتازة”، مشيراً إلى وجود مواقف متقاربة جداً في سياسة البلدين تجاه القضايا الإقليمية.
وأوضح بولوتين إن” هناك اتفاق بين قيادتي البلدين حول آلية التنسيق العسكري وكل ما يتعلق في هذا الجانب”، واستطرد بقوله “إن الأردنيين يقدمون مقترحات تتطابق مع المصالح الأردنية بشأن التفاهم حول سوريا والتعاون العسكري”.
السفيرة الأمريكية تحاول دائما تذكير عمان بحاجتها للمنح والمساعدات الأمريكية، وموقف بلادها الداعم للنظام السياسي في ظل إقليم هش امنيا.
وقالت السفيرة ويلز” الأردن سيتلقى في هذا العام مساعدات اقتصادية وعسكرية غير مسبوقة بمقدار 1.275 مليار دولار، منها 100 مليون دولار مخصصة لتحلية مياه قناة البحرين (الأحمر- الميت).
حديث ويلز كان أمام نخبة من أثرياء عمان، في لقاء مع رؤساء وأعضاء أندية روتارية في الأردن بتنظيم من نادي روتاري عمان عمون وعمان كابيتال.
وأشارت السفيرة ويلز إلى التحديات الأمنية المتعلقة بتواجد داعش في العراق وسوريا، بالإضافة إلى عبء استضافة اللاجئين من كلا الدولتين المجاورتين ولاجئين من دول أخرى كذلك، الأمر الذي أثقل كاهل الخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة.
المستغرب عند المحللين ، حالة التحول في الموقف الأردني الذي استقبل غرفة عمليات تابعة لقوات التحالف، ضد النظام السوري، لتنقلب المعادلة حاليا لفتح غرفة عمليات أردنية روسية لمراقبة الوضع الميداني سوريا.
عمان لم تغلق غرفة عملياتها مع التحالف ، لكنها أجرت استدارة في موقفها لتنويع خيارات التعامل مع الميدان السوري الذي يظهر تقدما للجيش على المعارضة السورية، تحسبا لتغير موازين القوى مستقبلا.
إلى ذلك وجه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة للقاءات التي تعقد في صالونات عمان، حيث يرى البعض إن كل سفير يريد تقديم وجهة نظر بلاده على أنها هي الصواب وخصوصا وأن عمان تعد لاعبا أساسيا في الإقليم.