اخبار العراق الان

بوتين جاء الى سوريا لانقاذ بشار الاسد والقضاء على المتمردين أما السعودية وتركيا فتريدان الذهاب الى هناك من اجل الهدف المعاكس تماما

بوتين جاء الى سوريا لانقاذ بشار الاسد والقضاء على المتمردين أما السعودية وتركيا فتريدان الذهاب الى هناك من اجل الهدف المعاكس تماما
بوتين جاء الى سوريا لانقاذ بشار الاسد والقضاء على المتمردين أما السعودية وتركيا فتريدان الذهاب الى هناك من اجل الهدف المعاكس تماما

2016-02-21 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


بقلم: البروفيسور إيال زيسر

سُمعت اصوات في الاسابيع الاخيرة في الرياض وأنقرة، حيث هددت الدولتان بارسال قوات عسكرية الى سوريا ضد تواجد روسيا وايران المتزايد هناك. الدولتان لا ترتدعان من التحذير أن تدخل عسكري كهذا قد يؤدي الى مواجهة مع ايران وروسيا. وبالتالي اشعال صراع اقليمي أو حتى دولي.

الحقيقة هي أن السعودية وتركيا تقولان إن القوات التي سيتم ارسالها الى سوريا تهدف الى محاربة داعش. وهذا الهدف يوجد اجماع دولي عليه، لكن لا أحد على قناعة بذلك. ففي نهاية المطاف بوتين يزعم ايضا أن التدخل الروسي في سوريا يهدف الى محاربة داعش. لكن روسيا تقصف كل شيء يتحرك في سوريا ما عدا اهداف داعش.

لقد جاء بوتين الى سوريا لانقاذ بشار الاسد والقضاء على المتمردين. أما السعوديون والاتراك فيريدون الوصول الى هناك من اجل الهدف المعاكس تماما وهو انقاذ الثورة السورية من الهزيمة ومحاولة اسقاط بشار.

تهديدات الرياض وأنقرة فاجأت الكثيرين لأن الحديث عن دولتين امتنعتا في السابق عن التدخل في الخلافات الاقليمية وعن ارسال جيوشهما من اجل المحاربة خارج حدودهما. لقد تبنتا أكثر من مرة لهجة كلامية تصعيدية، وخصوصا الحكومة التركية برئاسة اردوغان، لكنهما كانتا حذرتين من التورط في الحروب الاقليمية.

لكن يبدو أن الشعور بالتهديد – التهديد الكردي لتركيا والتهديد الايراني الشيعي والتهديد الروسي للسعودية وتركيا – فرض عليهما القيام بشيء غير مسبوق. في نهاية المطاف تحول الصراع في سوريا الى صراع اقليمي بين ايران الشيعية وبين الدول العربية السنية، اضافة الى تركيا. وتحول الى صراع دولي حيث تحاول روسيا كسب التأثير والسيطرة. وتحت غطاء هذا الصراع تعمل ايران على زيادة تأثيرها في العراق وفي اليمن. أما الاكراد في سوريا الذين يسيرون وراء حزب العمال الكردستاني، وهو حزب كردي سري يعمل في تركيا، سيحاولون السيطرة على مناطق كاملة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا.

السعودية بقيادة الملك سلمان، الذي هو ملك جديد ودينامي وشجاع أكثر من أسلافه، فعلت الخطوات الاولى حينما خرجت لمحاربة تأثير ايران المتزايد في اليمن. وكانت على استعداد للمواجهة مع التدخل الايراني في اوساط الشيعة في السعودية حتى لو كان الثمن قطع العلاقات مع طهران. أما تركيا فقد اسقطت الطائرة القتالية الروسية التي حلقت في أجوائها. وفي الايام الاخيرة بدأت بقصف القوات الكردية في شمال سوريا، التي تحاول استغلال القصف الروسي والايراني على المتمردين، والسيطرة على مناطق حدودية في شمال الدولة من اجل اقامة الحكم الذاتي.

إن تصميم السعودية وتركيا اللتان عُرفتا في السابق بحذرهما لا يأتي من موقع قوة بل من موقع ضعف وضائقة وشعور أنهما بقيتا وحدهما أمام التهديد المتزايد على أمنهما القومي. لقد اعتمدتا في السابق على الولايات المتحدة في حال تعرضهما للتهديد. لكن في هذه الاثناء فقدتا ثقتهما بواشنطن وتوصلتا الى استنتاج أنهما اذا لم تفعلا شيء فلن يساعدهما أحد.

الولايات المتحدة تستمر في ترددها وهي تمنح الاكراد الدعم في شمال سوريا وتتجاهل حصولهما على المساعدة الروسية والايرانية. هكذا تتصرف ايضا مع مليشيات شيعية في العراق. وبالنسبة لتركيا، حزب العمال الكردستاني وتابعيه في سوريا، هم أعداء الدولة المسؤولين في العقود الاخيرة عن عدد من العمليات الارهابية ضد اهداف تركية.

لكن رغم كل شيء، يصعب القول إن السعودية وتركيا ستقومان بارسال قوات عسكرية الى سوريا وتغامران بمواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع روسيا وايران دون الحصول  على غطاء من الناتو ودون الموافقة الامريكية. الكرة تعود الى ملعب واشنطن حيث تتوقع صديقاتها في المنطقة أن تبلور سياسة شاملة على خلفية الازمة السورية وردا على تواجد ايران وروسيا في هذه الدولة وفي غيرها. وهذا لن يحدث كما هو متوقع لأن واشنطن قد ضاقت ذرعا من الازمة السورية وهي تستعد للتسليم مع استمرار الحرب في هذه الدولة حتى آخر سوري.

اسرائيل اليوم  21/2/2016