حقيقة إنتفاضة الفلوجة.. تشيع جنازة ومعركة مع قصاب ؟
2016-02-21 00:00:00 - المصدر: وكالة وطن للانباء
قصص إسطورية لايمكن ان تصدق بسبب عدم وجود الأرضية المناسبة لها، صاغتها بعض وسائل الإعلام الداخلية والخارجية لتقدم للعالم ” إنتفاضة مزعومة” مجانية تحت عنوان إنتفاضة أهالي الفلوجة ضد داعش. لاريب أن إختلاق مثل هذه القصة له بواعث هامة، ويرمي الى تطورات لاحقة أهم، فالفلوجة التي استحقت إهتماما سنيا داخليا وعربيا أكثر من الرمادي ـ مركز محافظة الأنبار ـ التي لم يذرف أحد عليها من الدموع ولو قليلا، في حين حُولت الفلوجة الى قلة صمود، والحال أن كل من في العراق يعلم بأنها “قلعة داعش”، وهي قلعة التيار التكفيري وحصنه الحصين في العراق. الفلوجة المدينة التي اختارها النظام السابق لتكون منطلقا للفكر السلفي المستورد على سنة العراق، منذ إعلان صدام لما أسماه بالحملة الإيمانية في مطلع التسعينات، وهي بالأصل خطة مخابراتية لإستجلاب عتاة التكفير والوهابية من عدة دول مجاورة من اجل إستخدامهم كبيادق بيد صدام وأجهزته بالضد من خلافه مع أمريكا والكويت وإيران. الأسطورة المضحكة: هكذا صيغت إبجديات الإنتفاضة المزعومة التي لاترى إلا في التقارير الخبرية الإعلامية، حيث أفادت مصادر أمنية وعشائرية في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، غربي العراق، بأن أبناء العشائر تمكنوا الجمعة من السيطرة على أحد أحياء المدينة إثر مواجهات مع تنظيم داعش. ونقلت وكالات اخبارية عن لك المصادر القول، إن أبناء العشائر سيطروا على حي الجولان في الفلوجة بعد مواجهات مع عناصر التنظيم، مشيرا كذلك إلى أن 10 من أفراد التنظيم قتلوا في اشتباكات بين أبناء العشائر وداعش. وأسفرت الاشتباكات كذلك عن سيطرة مقاتلي العشائر على أجزاء من منطقة حي نزال وأطرافها. وقالت المصادر إن الاشتباكات بدأت إثر مواجهات بين عدد من أفراد عشيرة الجريصات وعناصر ما تسمى بالحسبة التابعين لتنظيم داعش في سوق النزيزة بقضاء الفلوجة. وأكد أبناء العشائر أن المواجهات بدأت أولا بالأيدي والسلاح الأبيض، ثم تطورت إلى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وقالوا إن هذه المواجهات أدت إلى تدخل عشيرتي المحامدة والحلابسة وذلك لمساندة عشيرة الجريصات في مواجهة داعش، وأسفرت عن سيطرة العشائر على أجزاء من منطقة حي نزال وأطرافها، بينما قتل 10 من عناصر التنظيم. الحقيقة الصادمة بلا رتوش : الخبير الأمني والمختص بشؤون سنة العراق، هشام الهاشمي، قدم حقيقة لايمكن الخلاف حولها بأن ماحصل هو مجرد خلاف عشائري. حيث كتب على صفحته في “الفيس بوك” مؤكدا : بعد التحري والتقصي وبحسب شهادات وتقارير الداخل من الثقات عن الاخبار التي شاعت خلال الساعات الماضية عن؛ -ثورة عشيرة الجريصات بالضد من داعش… -وخبر سيطرة ابناء من عشائر المحامدة والحلابسة على حي نزال وحي الجولان في الفلوجة… -وخبر استهداف مجموعة من ابناء عشيرة البوعيسة لنقطتين لداعش في حي المعلمين والحي الصناعي… تأكد لدي كذب تلك الأخبار، وأن ما حدث مع عشيرة الجريصات مجرد شجار لداعشي مع قصاب من ابناء العشيرة وما حدث في حي نزال من إطلاق نار كثيف هو مجرد تشييع لجنازة. تشييع جنازة وخلاف مع قصاب، يتحول الى إنتفاضة بالضد من داعش لاسباب لابد من البحث عنها، ففي مدن سنية أخرى ومنها “هيث” ، قاتلت عشائر سنية وصمدت قرى، لكن لم يتطرق لها أحد، فما هو السر الذي يدفع بتضخيم “الفلوجة” على حساب مدن سنية أخرى أهم وأكبر واعراق حضارة وتاريخ وأصالة منها.