اخبار العراق الان

 ياسمين الشيباني

ما قاله الزعيم الراحل معمر القذافي “ان الصحراء لا تنبت العشب فقط وإنما القيم والمبادئ ” نراه اليوم حقيقة تتجسد في الجنوب الليبي الذي عاش حياته الأولى طالبا فيه و أطلق منه شرارته الأولي لثورته البيضاء في الفاتح 1969 وأعلن من قلعته مدينة سبها بيان سلطة الشعب والتي توافق 2 مارس/آذار 1977. نعم من الجنوب كانت الشرارة الاولي لجعل ليبيا أول جماهيرية في التاريخ ولازال أهالي الجنوب الشرفاء يشكلون امتدادا حقيقيا لذاك الغضب المقدس الرافض لكل ما حل بجماهيرية العقيد من عبث منذ نكبة فبراير. غات المدينة التي تقع في صحراء الليبية على مشارف الحدود الليبية الجزائرية هذه المدينة التي منذ رحل  فارس الصحراء الليبية معمر القذافي وهي تعاني الآمرين مثلها مثل باقي مدن ليبيا بسبب الفوضي الدائرة علي الاراضي الليبية إلا أن اَهلها لازالوا يقاومون ويرفضون التبعية وتقسيم ليبيا.

المدن الليبية اليوم اصبحت تحت سيطرة الميليشيات  والتنظيمات الإرهابية وهذا بات لا يخفي علي أحد.

ليبيا التي تغرد كل مدينه فيها علي ليلاها مابين سراق ومتاجرين بالدم الليبي تبقي مدن رافضه للتشرذم انطلاقا من ان ليبيا وحدة واحدة.  هذه المدن ومن بينها مدينة غات رفضت  ولازالت ماحدث منذ نكبة فبراير  تعيش الاقصاء والاضطهاد .

المدن ليبية ترفض الاجندات الأجنبية التي يريد تمريرها المتصارعون علي السلطة ترفض مايقوم به كل فرقاء فبراير اليوم ممن فرقتهم المصالح بعد نكبتهم وتشرذموا بين ميليشيات مسلحة وتنظيمات ارهابية وما يسمي كذبا جيش وطني يقوده عميل خائن هو حفتر الذي يدعي بطولة وشرف عسكري خانه في تشاد في ثمانيات القرن الماضي وجدد خيانته في 2011.  هؤلاء الواهمون من معشر فبراير جعلوا من ليبيا عراق أخر بمسميات زائفة ظاهرها يدعي الوطنية والكرامة وحقيقتها عمالة وخيانة مستمرة لليبيا. هم بخيانتهم مستمرون في تمزيق ليبيا وإعادتها الي ثلاث ولايات جنوب وشرق وغرب كما كانت إبان الحكم الملكي. وليس بخافي علي الجميع ان مايحدث في ليبيا هو ما أفرزته الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا، والأمم المتحدة التي تدعي انها تمثل المجتمع الدولي لا تتدخل  في ليبيا إلا بإيعاز من هذه الدول. و الملف الليبي بيد المبعوث الأممي  الألماني مارتن كوبلرالذي هو اداة لديهم يآتمر بأوامرهم وأجندته ماهي الا استكمالا لما بدأته هذه الدول في 2011، وقد فشلت كل المفاوضات التي أدارها هو وسلفه الإسباني ليون لأنهم لا يملكون دراية جيوسياسية بالمنطقة، نري كوبلر يحط به الرحال شرقا وغربا في ليبيا. نجده  تارة في طبرق وتارة اخري في بنغازي ليطير الي الجنوب لتفتيت ماتبقي من ليبيا وماوراء زيارته لمدينة غات الا استمرار في السعي لتقسيم ليبيا . ويبقي الجنوب واهله رافضون لأي وصايه من احد فمن عاشوا احراراعلي ارضهم ووطنهم اعزاء سيرفضون كل المحاولات والمشاريع التي تهدف لإعادتهم للهيمنة الفرنسيه والامريكيه والإنجليزية وتبقي

غات الوفاء لاتساوم علي وحده ليبيا الوطنية.

كاتبة ليبية