العبادي يحاول تشكيل كتلة لا طائفية والصدر يدعو للخروج بتظاهرة امام اسوار الخضراء
ويكيليكس بغداد:
للوهلة الأولى لم يكن العبادي مكترثا بدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى للصدر للتظاهر وسط بغداد ، وظنّ انها تظاهرة كسابقاتها ، الا انه فوجئ بالالف من الجماهير التي بدى طرفها من نصب جواد سليم لينتهي عند وزارة الداخلية ، وهذا الامر الذي جعل العبادي يعيد حساباته تجاه تهديد الصدر بـ”اقتحام” المنطقة الخضراء .
فالعبادي لم يتأن لساعات حتى اعلن دعوته لتشكيل كتلة برلمانية قال انها “عابرة للطائفية” في وقت لازال لقاؤه بالصدر في الكاظمية يكتنفه نوع من الغموض ولم يتمكن حتى نواب التيار من فك طلاسمه .
زعيم التيار الصدري الذي غادر بغداد صبيحة السبت المنصرم جدد دعوته اليوم للخروج بتظاهرة اخرى قال انها ستكون عن “اقرب نقطة” على المنطقة الخضراء، أي الصدر يعتقد ان ساحة التحرير ربما كانت بعيدة بما فيه الكفاية لتمنع طاقم السفارة الامريكية والمسؤولين العراقيين من سماع اصوات المتظاهرين وقرر الاقتراب اكثر .
الصدر اعلن في بيان له ، انه لمس من المتظاهرين في ساحة التحرير طاعة وتنظيماً وارتفاعاً للحس الوطني الموحد ، وقال ،انا استنهضكم مرة اخرى ، وعلى ثقة بكم وبحبكم لوطنكم لتظاهرة حاشدة مخصوصة بأهالي بغداد من كل مناطقها لكن هذه المرة لن تكون في ساحة التحرير ، بل في مكان أقرب ، وأعني المنطقة الخضراء، ولتكن على أبوابها في جمعتكم هذه ، وفي وقت تحدده اللجنة المشرفة على التظاهرة ، وتتألف من حازم الاعرجي ، وصلاح العبيدي ، ومهند الغراوي ، ومؤيد الأسدي ، والناشط احمد عبد الحسين ” .
و دعا المتظاهرين الى ان تكون تظاهرات المحافظات كلا في محافظاتهم ، وأمام مجلس المحافظة على ان تتسم هذه التظاهرات في أسبوعكم هذا بالسلمية بيد انها غاضبة عسى ان يسمعوا صوتكم الذي يحاولون تجاهله ، محتجين بأنه تهديد وما كان صوت الشعب تهديداً ، بل هو صوت الحق .
وقبل بيان الصدر الاخير تحدث العبادي عن “كتلة عبارة للطائفية “خلال كلمة القاها بمؤتمر للمصالحة المجتمعية عقد في بغداد وتابعته “عين العراق نيوز” حيث اكد رئيس الوزراء ، أنه يطمح الى تشكيل كتلة نيابية كبيرة لدعم حكومته وتجاوز الازمات.
وذكر العبادي ، أن ، الكثير من الكتل السياسية اليوم اقيمت على أساس أثني او مذهبي، وأطمح لايجاد كتلة كبيرة عابرة للطائفية والأثنية ويمكن تحقيق ذلك واتمنى ان تكون مثل هذه الكتلة في الانتخابات المقبلة وان تكون ليست فقط باسماء متنوعة وانما تعكس المجتمع لعبور الأزمة.
وأضاف ، ان هناك شعارات يطرحها كثيرون يجب ان تتحول الى تطبيق واقعي، وهناك مدرستان الأولى للقول وأخرى للقول والعمل ونحن لا نحتاج الى شعارات ولا اتصور ان هناك كتلة سياسية تعترف بمسؤولة عن فساد في البلد وكلها تتبرأ وهي تعين وزرائها وهم يفرضونهم على رئيس الوزراء ومن ثم يتبرأون منهم ولكنهم ما زالوا متمسكين بهم! .
وأكد العبادي انه ، لا يمكن اصلاح المجتمع والاحزاب المتنفذة غير صالحة ولا يمكن ان نعمق مفهوم الديمقراطية وهذه الاحزاب غير ديمقراطية، مشدداً على ابعاد الأجهزة الأمنية عن الخلافات السياسية ولا نسمح بتدخل البعض في عملها من أجل هذه الخلافات”.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة ، محاربة الفساد لانه يؤدي الى تقسيم المجتمع وبعض أهم اسباب انهيارات القوات الأمنية هو الفساد الذي سُمح له بالانتشار ولكننا حاربنا الفساد في اجزاء مهمة، داعياً الى ،تفعيل قانون (من أين لك هذا؟) وعلينا تعميق مفهوم المحاسبة ولا يجوز لرؤساء الكتل ان يكونوا فوق المحاسبة وانما تشمل الجميع .
وفي هذا الصدد ، قللت النائب عن ائتلاف القانون ابتسام الهلالي ،من ضرورة تشكيل كتل برلمانية جديدة ، مؤكدة اننا لسنا بحاجة لتشكيل كتل جديدة داخل قبة البرلمان.
وبينت الهلالي : اننا اليوم نحتاج لتشكيل فريق عمل متجانس متفاهم وعلى مستوى عالي من الخبرة لا تشكيل كتل جديدة ، مبينة ان البرلمان لم يأخذ دوره الحقيقي بخدمة الشعب وتقديم ما يمكنه تقديمه من تنازلات من اجل المضي بعجلة تقدم الوطن والمواطنين.
وأكدت ان البلد بحاجة اليوم الى كتل سياسية تطمح في تقديم الخدمات للبلد وتقدم مصلحة الوطن على مصالح احزابها وانتمائاتها.
واشارت الهلالي الى ان تشكيل تحالفات وكتل جديدة لن يؤثر بالسلب على التحالف الوطني ووحدته ، مشيرة الى ان إصلاحات العبادي مازالت ضئيلة مقارنة بحجم التحديات الراهنة مما يستدعي منه الحزم واتخاذ القرارات الأكثر فائدة.
في حين يرى النائب عن كتلة تيار الاصلاح الوطني توفيق الكعبي ، ان تشكيل الكتلة ” العابرة للطائفية” لن يؤثر على وجود التحالف الوطني ، فيما كشف عن وجود مساعي من جميع الاطراف لايجاد كتلة تتبنى الاصلاحات وتعمل لمصلحة كل العراقيين.
وقال الكعبي : ان” تشكيل الكتلة ” العابرة للطائفية” لن يؤثر على وجود التحالف الوطني” ، مشيراً الى ان “التحالف الوطني متماسك وقد عقد اجتماعا بحضور جميع اطرافه لمناقشة الوضع الامني والسياسي”. واوضح النائب عن كتلة تيار الاصلاح الوطني ان ” المساعي موجودة ومن جميع الاطراف لايجاد كتلة تتخطى الطائفية وتتبنى الاصلاحات وتعمل لمصلحة كل العراقيين” ، مبيناً بأن “كتلته لن تمانع الانضام الى أي كتلة داعمة للاصلاح حيث كان رئيس تيار الاصلاح الوطني ابراهيم الجعفري اول من طالب بالاصلاح”.
وأعلن النائب عن اتحاد القوى العراقية عبد العظيم عجمان ، ان البرلمان سيشهد خلال الايام القليلة المقبلة تشكيل كتلة عابرة للطائفية والمذهبية والقومية ، لافتا الى ان هذا التشكيل سيكون بمثابة الصحوة البرلمانية.