شاهد عدسة CNN في بلدة أريحا السورية أثناء القصف الروسي.. ضربات دموية على سوق شعبية
التنقل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا أمر صعب وخطير.
كإعلام أجنبي في مناطق يتردد عليها الجهاديون، كان علينا التنقل والعمل بالسر لنر حرباً لم يشهدها إلا من عاشها.
مدينة إدلب هي مركز المحافظة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة.
هذه كانت محكمة المدينة.. إلى أن قصفت في ديسمبر/كانون الأول حيث قتل العشرات من الأشخاص.
المحامي طلال الجاوي، في الأربعين من عمره، قال لنا إنه كان في المبنى عندما قصف، تحطمت ذراعه لكنه كان من المحظوظين لنجاته.
بعد ساعة، كدنا ندفع هذه الضريبة بأنفسنا بينما كنا نصور في بلدة قريبة، سمعنا صوت الطائرات الحربية فوقنا، وبعض دقائق قليلة قصفت المنطقة.
سقطت الآن قذيفة جوية هنا في بلدة أريحا لذلك نحن نقود بسرعة لنصل إلى هناك. من غير الواضح ما الذي قصف، ولكن سمعنا أن الطائرات مازالت في السماء.
في وصولنا إلى موقع الحدث، وجد فريقنا فوضى وأشلاء.
صرخ المتطوعون لسيارة إسعاف في محاولة لإنقاذ الجرحى.
بالنسبة للكثيرين، كان الأوان قد فات.
استلقت امرأة على الأرض ميتة، ووضعت سترة على وجهها للحفاظ على كرامتها.
ادّعت روسيا باستمرار أنها تقصف مناطق الجماعات الإرهابية فقط، لكن هذه القذيفة نزلت على سوق الخضار والفواكه.
لم نستطع البقاء لمدة طويلة، فعادة ما ترجع الطائرات لقصف المكان مرة أخرى بعد دقائق، هذا يعرف بالقصف المتتابع.
لقد وصلنا للتو إلى المستشفى التي تستقبل ضحايا القذائف الثلاث التي ضربت حديقة وسوق فواكه في أريحا. لا نعرف عدد الخسائر بالتحديد بعد ولكن مناظر الدمار والدماء على الأرض وأشلاء الأجساد بالإضافة إلى القتلى والجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى هنا كلها تشير إلى أن القصف كان شديداً للغاية.
بين الجرحى، نقل طفل صغير يئن من الألم… بعد بضعة دقائق، توفى.
قتل القصف على أريحا في ذلك اليوم أحد عشر شخصاً، بينهم امرأة وطفلان.
سارع عمال الإنقاذ بعد الغارة إلى إزالة الأنقاض، ففي هذه الحرب البشعة، أصبحت المجازر أمرا روتينيا.