ثِقل روسيا الاقتصادي والسياسي يفيد المغرب.. باحث مغربي يعلّق
إسماعيل عزام، المغرب (CNN)— يزور العاهل المغربي الملك محمد السادس روسيا الاتحادية في زيارة عمل بدأت يوم الأحد الماضي، التقى خلالها بالرئيس فلاديمير بوتين، وتم خلالها إعلان تعزيز الحوار الثنائي والتعاون وتطوير مبادرات جدية بينهما خاصة في المجال التجاري والاقتصادي، فضلًا عن التطرق لملفات سياسية منها ملف الصحراء الغربية والوضع في الشرق الأوسط.
وتعدّ هذه الزيارة الرسمية مهمة لأكثر من جانب، الأول تزامنها مع تأزم العلاقات بين المغرب والأمم المتحدة على خلفية تصريحات بان كي مون في ملف الصحراء الغربية، ممّا جعل منها زيارة خاصة للغاية، سواء لأجل بحث المغرب عن شريك سياسي واقتصادي غير تقليدي بالنسبة لتاريخه، وأيضَا بالنظر إلى تعليق المغرب اتصالاته مع الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن أدوار روسيا في الأزمة السورية.
ويرى محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن المغرب "واعٍ بتنويع شركائه الاقتصاديين، وأنه استفاد من العلاقة المتوترة التي تجمع حاليًا الولايات المتحدة بدول الخليج على خلفية الملف النووي الإيراني، إذ اقتنع أن الولايات المتحدة قد تخذله يومًا كما خذلته سابقًا عندما كانت تتجه إلى الدعوة إلى توسيع مهام المينورسو في الصحراء".
ويضيف نشطاوي لـCNN بالعربية أن المغرب لا يريد من روسيا أن تكون حليفًا استراتيجيًا له، بل من أهداف الزيارة هو دفعها لأن تكون "محايدة في ملف الصحراء، وأن يبقى الموقف الروسي الرسمي مؤكدًا على دعم حل سياسي للملف برعاية الأمم المتحدة وكذا أن تنظر روسيا بجدية إلى المقترح المغربي للنزاع بحكم ذاتي للصحراء تحت سيادته".
بيدَ أن العلاقات الروسية-الجزائرية القوية قد تقف عائقًا أمام تحييد تام لروسيا، وهي العضو القوي في مجلس الأمن الذي سيصدر قرارًا في الأشهر المقبلة حول ملف الصحراء الغربية، وعن هذا يجيب نشطاوي: "موقف روسيا من المغرب لا يضرّ في شيء الجزائر، بل إن روسيا قد ترى في علاقتها الجديدة مع المغرب آلية لدفع الجزائر نحو قبول نشاط اقتصادي روسي أكبر داخل أراضيها، فالدول الغربية هي دول براغماتية وتبحث عن مصالحها حتى وإن ذلك على حساب الخط الإيديولوجي والتاريخ".
واعتبر نشطاوي أن التوجه نحو روسيا يبقى أمرًا إيجابيًا بالنسبة للمغرب، خاصة في ضوء "أعطاب الديبلوماسية المغربية المبنية على ولاءات والتي أضحت في وضع لا تحسد عليه، فالتوتر في العلاقات مع الاتحاد الأوربي يؤثر سلبًا على وضع المغرب الاقتصادي والسياسي، خاصة مع حاجة المغرب الاقتصادية والسياسية إلى الاتحاد الأروبي، وهو ما يذكرنا بقطعه سابقًا علاقاته الاقتصادية مع إيران مع ما ينتج عن ذلك من فقدان لشركاء مهمين" يقول نشطاوي.
تغطية ذات صلة