اخبار العراق الان

ماذا قال اللواء سلیمانی لوفد حماس فی طهران ؟

ماذا قال اللواء سلیمانی لوفد حماس فی طهران ؟
ماذا قال اللواء سلیمانی لوفد حماس فی طهران ؟

2016-03-17 00:00:00 - المصدر: وكالة تنسيم


وتمنى اللواء قاسم سلیمانی "على الجمیع عدم التدخل "فی الخلافات العابرة فی المنطقة" ، مضیفا "مشاکلنا مع السعودیة ستنتهی ، وسیخسر من یصطف هنا أو هناک ، وسیتذکر الجمیع من وقف مع من" .

وافاد الاعلامی البارز "علی هاشم" مدیر الموقع الالکترونی لقناة "المیادین" فی تقریر عن هذا اللقاء : خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2016 بدأت الترتیبات لمحاولة رأب الصدع کلیاً بین "حماس السیاسیة" و إیران . و کان المسؤول عن هذه المهمة موسى أبو مرزوق الذی زار بیروت و التقى بشکل سری مسؤولین إیرانیین وآخرین من حزب الله . وخلال رحلته حصل أن تحدث أبو مرزوق مع أحد المسؤولین فی الحرکة فی غزة عن الدعم الإیرانی واصفاً إیاه بـ "الکذبة الکبیرة" !! ، و أن "الإیرانیین یبتزون الحرکة لفتح علاقات مع أطراف أخرى" !!! . فی الطرف الثالث من المکالمة کان جهاز أمن داخلی لبنانی یسجل المکالمة ، وبحسب مصادر أمنیة مطلعة ، فقد تم تسلیم التسجیل إلى جهة إقلیمیة ، قررت تسریبها قبل أیام فقط من توجه أبو مرزوق على رأس وفد من حماس إلى طهران للمشارکة فی احتفالات الذکرى السابعة و الثلاثین لانتصار الثورة الإسلامیة . وحاول الفریق المقرب من إیران داخل الحرکة تدارک الأمر کی لا تسقط مساعی رأب الصدع، عاد أبو مرزوق إلى بیروت وحاول لقاء المسؤولین الإیرانیین، لکنه تلقى رسالة واضحة "اللعبة إنتهت" . لم تعن نهایة اللعبة إنتهاء مساعی التقریب، تشکل وفد من القیادیین محمد نصر و أسامة حمدان و إتجها مع وفد من الفصائل الفلسطینیة إلى طهران حیث شارک الجمیع فی احتفالات ذکرى الثورة، وکان الجو العام یشیر إلى الزیارة على أنها أقل من بروتوکولیة وأنها لن تشهد جدیداً فی ظل ما حدث، لکن الأمر لم یکن کذلک .
إلتقى الوفد الفلسطینی بالعدید من المسؤولین الإیرانیین ، بینهم أمین مجلس الأمن القومی علی شمخانی ورئیس مجلس الشورى الاسلامی علی لاریجانی، لکن "اللقاء الأبرز" وغیر المعلن کان مع قائد فیلق القدس اللواء قاسم سلیمانی. وقد حصلت "المیادین" على محضر الکلام الذی وجهه سلیمانی إلى الوفد الفلسطینی ومن ضمنهم وفد حماس ، الذی عاد وإلتقى بسلیمانی على حدة .
وفی اللقاءات هذه ، تحدث سلیمانی وتحدث الوفد الحمساوی ، وبحسب مصادر مطلعة على اللقاء فإن وفد حماس حمل تصوراً کاملاً للمرحلة القادمة : "الظروف التی بنیت علیها العلاقة ما قبل 2011 لا یمکن أن تستمر بشروطها وقواعدها" قال مصدر فی حماس للمیادین نت ، "العالم تغیر منذ الربیع العربی، لا إیران هی ذاتها ولا حماس هی ذاتها، لکن لحماس وإیران ذات الرغبة فی وجود مقاومة قویة فی فلسطین فی مواجهة الإعتداءات «الإسرائیلیة»، لذا فلا بد من إیجاد أسس جدیدة للعلاقة" . ویضیف المصدر "خلال السنوات الماضیة کان هناک الکثیر من الأخطاء، بعضها من حماس وبعضها من إیران، لکن إیران وحماس تعلمان أن المقاومة فی خطر، ونحن نعلم أن الدولة الوحیدة القادرة على دعم المقاومة هی إیران، هذا لیس إفتراضاً، هذا أمر یستند إلى سنوات من الخبرة". وفی حین تحدث سلیمانی بإسهاب عن واقع المقاومة ونظرة إیران لها، فإن المصادر أشارت إلى أنه کان مجروحاً بشکل کبیر من کلام موسى أبو مرزوق، "تحدیداً موسى أبو مرزوق لأنه کان على تواصل مباشر ویعلم أکثر من أی شخص أن إیران حتى فی أسوأ الظروف کان ترسل للمقاومة إحتیاجاتها" .
ومما قاله سلیمانی فی اللقاء العام مع الفصائل "موقف الجمهوریة الإسلامیة من فلسطین ثابت وراسخ قبل الاتفاق النووی وهو ذاته بعد الاتفاق النووی، لا تغییر، ونحن ماضون فی دعمنا لفلسطین . و أؤکد بالصوت العالی، أن المفاوضات مع الغرب کانت حول الاتفاق النووی ولم یکن هناک أی موضوع آخر، ولم تکن هناک صفقات أخرى، وبکل شفافیة فإن وزیر الخارجیة الدکتور ظریف کانت له مهمة محددة وواضحة وهی الاتفاق الننوی ولا تفویض لبحث أی موضوع آخر، رغم کل المحاولات الأمیرکیة. حتى العلاقات الثنائیة رفضنا نقاشها مع الأمیرکیین، رغم احتیاجاتنا وضروراتنا لم نفتح معهم أی موضوع، وأؤکد لکم أنهم حتى لو ضاعفوا الضغوط و الحصار علینا عشرات الأضعاف، فإننا لن نقدم أی تنازل فی قضیة فلسطین، لهذا ترون الکونغرس مصراً على موقفه ضد إیران باعتبارها داعمة للارهاب وفلسطین".
وأضاف سلیمانی "البعض، کما تعلمون، یقول إننا ندعم فلسطین بسبب مصالحنا، هذا لم یکن صحیحاً منذ بدایة الثورة، ولیس صحیحاً الآن، فنحن غیر مستعدین للتفاوض أو التفاهم مع أمریکا أو غیرها على المسألة الفلسطینیة. وأؤکد لکم، تبلغوا إخوانکم، أن دعمنا لفلسطین سیستمر، لأن هذا موقف مبدئی أصولی عقائدی عندنا، هذا الموقف بیننا وبین الله. بالنسبة لحجم الدعم، ففی بعض الأوقات قد یتراجع الدعم، وهذا بسبب ظروفنا، وأوضاعنا الاقتصادیة فقط ولیس لتغیر فی الموقف السیاسی اتجاه فلسطین، فنحن لا نغیر فی الأصول. وستظل فلسطین عندنا عقیدة".
واشار سلیمانی إلى أن ایران الاسلامیة لا تعارض أن تدعم الدول الإسلامیة الأخرى المقاومة الفلسطینیة و قال "نحن لسنا ضد أن تدعمکم الدول الاسلامیة، بل نقبل ید کل من یقف مع فلسطین من الدول الإسلامیة ولا مشکلة لدینا فی ذلک، بل نفرح إذا ساعدتکم أی من هذه الدول، وأن تکون مع المقاومة، بل وأن تملأ مکاننا" ، متمنیاً على الجمیع عدم التدخل "فی الخلافات العابرة فی المنطقة" ، مضیفا "مشاکلنا مع السعودیة ستنتهی، وسیخسر من یصطف هنا أو هناک، وسیتذکر الجمیع من وقف مع من، معرکتکم طویلة وواسعة، ومن الضروری أن یدعمکم کل العالم الإسلامی، نرید أن تکون فلسطین قویة، وأن تنجحوا فی المصالحة فیما بینکم".
و ختم سلیمانی قائلاً : "فی ایران عندما یکون العنوان فلسطین فالجمیع ثوری ، والجمیع یحب فلسطین، وفلسطین أساسیة حتى فی وضعنا الداخلی . وقبل سنوات رفع البعض شعار(لا غزة لا لبنان..روحی فداء ایران ) أسألکم أین هؤلاء الناس ؟ ، لقد سجلنا هذا فی قاموسنا السیاسی الداخلی، أن من رفع شعاراً مناهضاً لدعمنا لفلسطین لن یکون فی أی من المناصب السیاسیة ، ولن یکون له دور فی صناعة القرار السیاسی فی هذه البلاد. أین یمکن أن یحصل ذلک؟"

یشار الى ان عاصفة السنوات الخمس الماضیة لم تکن حکراً على دول العالم العربی . فالثورات والانتفاضات التی ضربت تونس ومصر والبحرین ولیبیا والیمن وسوریا، هزّت بدورها أرکان کل شیء على امتداد الخریطة العربیة قالبة المعادلات ومعیدة رسم خرائط التحالفات ، أحیاناً بناء على التقارب والتباعد السیاسی، وحیناً آخر بناء على المصالح والتقاطعات الطائفیة والمذهبیة والمادیة. و لعبت الجغرافیا السیاسیة فی هذه الفترة لعبتها الخبیثة فی فرض وقائع جدیدة، ولعل المتضرر الأکبر کان محور المقاومة بصورته الأولى، الممتد من طهران إلى غزة فی فلسطین.
فبعد أحداث العام 2011 بدا وکأن زلزالاً ضرب المحور فانفضت عن هوامشه دول کقطر وترکیا، کانت یوماً تقدم نفسها حلیفة له ، کذلک قرر السودان فی مراحل لاحقة التموضع فی حلف آخر .
وفی حمأة الاهتزاز .. قررت حرکة المقاومة الإسلامیة حماس أنها ترید القفز من الحافلة تماهیاً مع اتجاه البیئة الحاضنة لها ، واتفاقاً مع حرکة الإخوان المسلمین التی تعتبر الأب الشرعی لها، لکنها رغم ذلک أبقت على خیوط اتصال سیاسیة مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ، المتهمة من قبل «إسرائیل» وأمیرکا بکونها الداعم الأول للمقاومة الفلسطینیة منذ تسعینیات القرن الماضی.
وهجرت حماس مقراتها فی سوریا باتجاه قطر وترکیا، وهی کانت فی تلک اللحظة تعلم أنها لن تستطیع البقاء هناک فی ظل تعاطفها العلنی مع القوى المناوئة لحکم الرئیس السوری بشار الأسد.
وفی هذا الصدد قال مصدر فی حماس للمیادین نت : "فی بدایة الأزمة حاولت الحرکة بالتعاون مع حزب الله فتح کوة فی الجدارمع الإخوان المسلمین لکن الکوة لم تفتح"! ویضیف المصدر المطلع على تفاصیل تلک المرحلة "کان الرفض من جانب الإخوان المسلمین السوریین الذین کانوا یعتقدون آنذاک أنهم لیسوا بحاجة لأی تسویة لأن أیام الأسد معدودة" . ولم یستمر الجهد طویلاً وفی لحظة حاسمة قررت الحرکة الخروج من سوریا بشکل قاطع، یومها استشارت حماس بعضاً من قیادات الإخوان المسلمین فی قرار خروجها من الشام فکان الجواب : "هو قرار یناسبنا .. لکن علیکم أن تفهموا أنه فی حال إاتخاذکم هذا القرار ، فعلیکم تحمل التبعات، ولن یکون هناک خط رجعة مع النظام فی دمشق".
شیئاً فشیئاً کانت العلاقة مع طهران تتأثر ، و أصبح مقر رئیس المکتب السیاسی للحرکة فی العاصمة القطریة الدوحة، والدوحة فی تلک المرحلة کانت تقود الجهد التسلیحی والإعلامی المناوئ للنظام السوری، حلیف طهران الرئیس فی المنطقة. هکذا بدأ الشرخ بالاتساع، لکنه شرخ أدى بدوره إلى شرخ آخر داخل الحرکة بین تیار مؤید للعلاقة مع إیران وتیار آخر معارض لذلک وبقوة، وبین هذا وذاک کتائب عزالدین القسام فی غزة ، وعلى لسان قائدها العام محمد الضیف تقول للجمیع : "تحالفوا مع من تریدون واختلفوا مع من تریدون، المهم أن تبقى المقاومة" . ویقول المصدر الحمساوی "بالنسبة للقسام کانت التجربة مع إیران خیر برهان على أنهم الوحیدون القادرون على دعم المقاومة ، هذه العلاقة قدیمة جداً ، والتجربة فی کل المراحل أثبتت وما تزال تثبت أن إیران لا تساوم فی موضوع المقاومة ، فمن یستخدم طائرة رئیس عربی لتهریب سلاح للفلسطینیین فی یوم من الأیام، دون معرفة هذا الرئیس، ومن یرسل السفن ویخاطر بحیاته لتصل یمکن التعویل علیه" .
وکان قرار حماس الاستقرار فی الدوحة بعد دمشق لأسباب عدیدة، منها الاحتضان القطری خلال السنوات الماضیة للحرکة ودعمها المالی لها فی الشق الإجتماعی والإنمائی . و یقول الکاتب الفلسطینی عدنان أبو عامر فی مقالة له فی موقع "المونیتور" الأمیرکی : إن قطر ومنذ العام 2001 بدأت بالانفتاح على حماس وهی قدمت بعد عدوان 2008/2009 على غزة ما یربو على 250 ملیون دولار من المساعدات لإصلاح الأضرار الناجمة عن العدوان، کما أنها قدمت الدعم السیاسی اللازم لتکون الحرکة لاعباً رئیساً على الساحة الفلسطینیة .
وفی مناسبات عدة زارت وفود من حماس العاصمة الإیرانیة طهران، لکن رئیس المکتب السیاسی للحرکة إمتنع عن الزیارة خلال السنوات الماضیة. عندما یطرح السؤال على قیادات حماس یأتی الجواب بأن إتفاقاً على جدول الأعمال لم یتم ، لکن الإیرانیین یقولون بدورهم إن هکذا إتفاقات لم تکن تجری من قبل وأن الزیارات فی العادة تجری بناء على عناوین عامة .
وفی مرحلة لاحقة وبناء على ضغط من اللوبی المؤید للعلاقة مع إیران طلبت مجموعة من المسؤولین فی حماس من القیادة ترتیب العلاقة و ترکت لمشعل قرار الزیارة وتوقیتها . و بدا مشعل محرجاً للغایة فی اتخاذ قرار الزیارة ، رغم أنه قرر فی مناسبة أخرى زیارة السعودیة تحت عنوان أداء عمرة رمضان لکن حصل أن ذهب إلى الملک السعودی معایداً مع المعایدین کما حظی بفرصة لقاء ولی ولی العهد محمد بن سلمان بغرض طلب الإفراج عن مجموعة من المسؤولین فی الحرکة المسجونین فی السعودیة وعلى رأسهم ماهر صلاح (أبو عارف) ممثل حماس فی الخارج.
ولم تحصل زیارة مشعل إلى طهران، ولم تعد فی الأساس موجودة على جدول الأعمال ، وکان من المقرر ترتیب زیارة یترأس الوفد فیها مسؤول العلاقات السیاسیة فی حماس موسى أبو مرزوق . و بدأ العمل على الترتیب لهذه الزیارة بینما کانت ظروف المنطقة تصبح أکثر تعقیداً ، کما أن ظروف حلفاء حماس فی المنطقة کانت تتعقد أکثر فأکثر. خلال الأشهر القلیلة الماضیة صدم عدد من مسؤولی حماس ممن یحملون جوازات سفر ترکیة بتوقیفهم فی المطارات الترکیة وسحب بعض الجوازات. فی هذا الإطار یقول مصدر مطلع فی ترکیا "أنقرة لدیها التزامات تجاه حلفائها الغربیین وهی تلقت قبل فترة وجیزة لائحة بأسماء لأشخاص مطلوبین أو متورطین بأعمال توصف بـ"الإرهابیة"، اللائحة ضمت ثلاثة آلاف اسم، من بین هؤلاء أسماء قیادات فی حماس" . ومن بین هؤلاء کان صالح العاروری الذی تتهمه سلطات الإحتلال الصهیونی بالمسؤولیة عن اختطاف مستوطنین «إسرائیلیین» ، لذا طٌلب منه المغادرة على ما نقلت وسائل إعلام «إسرائیلیة» . وکان القرار الترکی واضحاً بحسب ما ینقل المصدر المطلع للمیادین نت مضیفاً إن "خالد مشعل حاول خلال لقائه أردوغان أواخر العام 2015 استکشاف ما إذا کان الأمر عاماً فسأله عما إذا کان بإمکانه استقبال موسى أبو مرزوق فی ترکیا بشکل دائم ، عندها مال أردوغان إلى یساره حیث کان یجلس رئیس المخابرات العامة الترکیة هاکان فیدان وقال سننظر فی الأمر" ، یقول مصدرنا إن مشعل فهم أن الأمر غیر ممکن.
فی هذا الوقت کانت حماس ، قد تلقت من الحکومة القطریة طلباً بالتخفیف من الظهور الإعلامی غیر الضروری، یقول مصدر فی حماس "بدأت قطر تقتطع من المعونة المالیة إیجارات المکاتب والمنازل التی یشغلها قادة حماس، کان واضحاً أن الأمور تتخذ منحى جدیداً" . ویضیف المصدر "هناک فی الأساس مشکلة فی المیزانیة المتعلقة بالمکتب السیاسی، بالنسبة للقسام لیست هناک مشکلة حقیقیة فالإیرانیون على رغم الخلافات لدیهم خط مباشر مع القیادة العسکریة والبرامج العسکریة والدعم المالی لم یتوقف أبداً".
ویستذکر المصدر فی هذا الإطار علاقة قدیمة عمرها أکثر من عشرین عاماً مع الإیرانیین وحزب الله، یقول فی هذا الإطار "کانت العلاقة مع الحاج عماد مغنیة والحاج قاسم سلیمانی، الحاج عماد وتحدیداً بعد حرب تموز 2006 کانت لدیه برامج خاصة للمقاومة الإسلامیة لا تقبل أی تأخیر، لکنه کان یقول دائماً عندما یتزاحم الأمر مع أولویات المقاومة الفلسطینیة نقدم الأخیرة" . ویضیف المصدر "التجربة مع الإیرانیین وحزب الله کانت دائماً رابحة ، الخطة الدفاعیة فی غزة وضعها رجل إسمه عماد مغنیة، حق هذا الرجل علینا أن نعلنها حتى ولو لم یعجب ذلک البعض".