العلامة السعدي يطلب من “داعش” الخروج من الموصل قبل وقوع الكارثة
ويكيليكس بغداد:
وجه المفتي عبد الحكيم السعدي شقيق عبد الملك السعدي, السبت, كلمة الى القائمين في نينوى “الدواعش”، للانسحاب من البلد قبل ان تقوم الحرب التي توقع انها لا تبقي ولا تذر، محذرا اياهم بتحمل كل قطرة دمٍ تراق.
وقال السعدي في كلمته الموجهه الى عصابات داعش الارهابية، إن “الظواهر العامة تشير الى أن ما تسمى بقوات التحالف والقوات الحكومية والحشود الشيعية مصممة على دخول نينوى بحجة تحريرها من “داعش” وللتجربة التي حدثت في الرمادي فيما يسمى بـ” تحرير الرمادي ” وما حدث فيها من دمار وخراب على يد هذه القوات نرى لزاماً علينا من منطلق الواجب الشرعي والأخلاقي والوطني ان نوجه كلمة هي بمثابة نصيحة وفتوى للدولة الاسلامية والقائمين عليها في نينوى.
واضاف السعدي, ان “باختصار شديد نوجه كلمتنا وفتوانا بغض النظر من موقفنا من اعلان دولة الخلافة ايجاباً او سلباً، وبصرف النظر عن الممارسات التي تحدث منها ايجاباً او سلباً فذلك كله له موقف آخر ليس هذا محل بسطه وشرحه, وننطلق في فتوانا هذه من منطلق أداء واجب النصح لعامة المسلمين الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن الالتزام الأخلاقي لأبناء وطننا وأهلنا في العراق”.
وتابع السعدي, ان “الحشود التي يجرى اعدادها لتنفيذ الدخول الى نينوى ضخمة، وان طيران التحالف والقوات المساندة أكبر من ان تستطيع قوة كقوة الدولة الاسلامية مجابهتها والتصدي لها وهذا يعني ان التصدي لها ضرب من ضروب الانتحار المرفوض شرعاً”, مشيرا الى ان “نينوى تختلف عن الرمادي التي لم يبق فيها من السكان قبل دخول الحشود اليها وقصفها الاّ القليل مما جعل الاضرار تتركز في الدور السكنية والبنى التحتية والقليل جداً من الشهداء، اما الموصل فإن من فيها من السكان يتجاوز مليونين ونصف ، وهذا يعني ان الحرب ستكون طاحنة مزهقة للارواح بشكل غير عادي”.
واشار السعدي في كلمته للدواعش الى ان “الواجب الشرعي يحتم عليكم ان لا تكونوا سبباً في ازهاق هذه الارواح البريئة تحت ذريعة إقامة الدولة الاسلامية وعدم التفريط بها وان عليكم شرعاً وأخلاقاً ان تفوتوا الفرصة على هذه القوات وتحقنوا دماء العراقيين، خصوصاً وان عدوكم يجد في ذلك فرصة للتخلص من مخالفيهم بحجة الخلاص منكم, وهذا يعني ان انسحابكم من البلد قبل ان تقوم الحرب التي نتوقع انها لا تبقي ولا تذر ، يكون واجباً شرعياً ، وبخلافه تتحملون الاثم عن كل قطرة دمٍ تراق”.
واوضح ان “هذا لا يُعدُّ تولياً يوم الزحف بل هو درء للمفاسد مقدم على جلب المصالح، واذكركم في هذا الموقف بقول الله تعالى : { الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاَللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } وهذا يعني ان الشريعة حددت طاقة للمجاهد لا يمكن تجاوزها ، وان تجاوزها !!! ضرب من ضروب الانتحار المرفوض شرعاً ولا يُعد جهاداً في سبيل الله”، لافتا الى اننا “نرجو من أهل العلم والمثقفين والسياسيين المنصفين المقتنعين بهذا النداء والفتوى، اعلان رأيهم صراحةً تضامناً وتصديقاً لعل في ذلك درءاً لفتنة سيحترق بنارها الأخضر واليابس”.