اخبار العراق الان

الفدرالية وفلسفة الاحزاب الكردية في روج آفاي كوردستان

الفدرالية وفلسفة الاحزاب الكردية في روج آفاي كوردستان
الفدرالية وفلسفة الاحزاب الكردية في روج آفاي كوردستان

2016-03-21 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد


منذ عقود ويعيش الشعب الكردي تحت وطأة الاستعمار التركي والفارسي والعربي، وذاق ابناء هذا الشعب على يد جلاديهم من الترك والفرس والعرب ابشع انواع التعذيب والتنكيل والسجن والقتل وتدمير بلدات ومدن وقرى كوردستان، لا بل استخدم في حقهم ابشع القوانبن الاستبدادية والعنصرية من حرمان الجنسية والتجويع والتهجير القصرير ،بل وصلت الى حد استخدام الاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا ضدهم ،فقتل مئات الآلاف من ابناء شعبنا من الاطفال والشيوخ والنساء الابرياء،عدا عن المشوهين جراء تلك الجرائم التي يندب لها جبين البشرية.

واليوم وبعدظهور داعش، سرطان العصر والكابوس المرعب الذي يهدد العالم باسره، بل ويستخدم اجرامه في داخل اكبر واعظم الدول والبلدان في العالم ،في اوربا وامريكا عبر تفخيخ السيارات.

ورغم انّ داعش يمد قوته وشره من دول اقليمية وعربية كتركيا ودول الخليج وايران،وبالمقابل لم تظهر اي قوة حقيقية على الارض لمحاربته سوى المقاتلين الكرد من قوات البيشمركةوال(YPG-YPJ) الابطال ، اللذين يقاتلون الارهاب على الارض نيابة عن العالم باسره.

وفي سوريا ومنذ ظهور هذا الكابوس المرعب الذي مده النظام من الداخل مثل ما مده المعارضة السورية التي تدعمها تركيا وقطر والسعودية من الخارج احتلت اغلب المناطق السوريةالتي كانت تحت سيطرة ما يسمى بالمعارضة وفصائها العسكرية ذات الفكر الاسلامي السلفي التكفيري ،و المتنوعة التي بلغت تعدادها 1233 فصيلاً حسب تقديرات المعارضة نفسها واستخدامه ابشع انواع القتل كالنحر، وتذليل البشر وسبي وبيع النساء وغسل ادمغة الاطفال لاستخدامهم في القتل والنحر .

ولم يستطيع احد ان يكسر شوكة هذه الفصائل سوى قوات ال( YPG-YPJ) البطلة التي حمت جميع المناطق الكوردية في كوردستان سوريا والتي لولا وجودها لكانت هذه المناطق الآن تحت سيطرة داعش والنصرة وغيرها من الكتائب الاسلاموية المجرمة ولكانت الآن نسائنا وبناتنا تباع في اسواق النحاسة لشاربي بول البعير في الرقة والموصل ودير الزور ،ولكن وبفضلها وبتغطية جوية من التحالف الدولي بقيادة امريكية تمت المحافظة على المناطق الكردية في كوردستان سوريا، وخاصة في كوباني وسري كانيه وعفرين والحسكة وغيرها من المناطق التي حاول التكفيريون تدميرها والاستيلاء عليها.
وباعترف كبار الضباط والمسؤولين الامريكيين ان القوات الكردية هم اكثر الحلفاء اللذين يمكن الاعتماد عليهم في محاربة داعش على الارص،وكانت إحداث مطار الرميلان لاستخدامه عسكرياً بالاضافة للتحضير لتجهيز مطار في كوباني كلها دلالات على ان ما يجري من مخططات او يتم التحضير لهايراد بها اشراك الكرد فيها وفق الخارطة الجديدة للمنطقة.
وعليه يجب ان نكون جاهزين كقوة على الارض يحسب لها حساب وقوة سياسية قادرة على دفع القضية الكردية وضعها على طاولات المفاوضات، لتحقيق الحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكردي ،وليس بالدفع نحو المهاترات كما يفعل معظم احزابنا الكردية لاغراض وغايات حزبية ضيقة .

فبعد ان وجد العالم باسره وخاصة الدول العظمى كامريكا وروسيا والدول الاوربية انه لا حل في سوريا سوى بالتوافق السياسي بين حميع المكونات السورية الاثنية والعرقية، فما كانت من الدول التي لا تريد الحرية للكرد وتستخدم حتى ابشع الاساليب والطرق من اجل عدم حصول الكرد على حقوقهم، من ضمنها مد داعش والنصرة وغيرها من الكتائب ذات الفكر التكفيري بالمال والسلاح والقوة لكسر شوكة الكرد وعدم حصولهم على حقوقهم المشروعة التي تؤكد عليها جميع الشرائع والقوانين الدولية ذات الصلة، فكانت السعودية الحاضنة لتلك للمعارضة المصطنعة اقليميا والتي زعمت ان ما خرج عنها هو اكبر توحد لهذها المعارضة .

عجباً فمتى كانت الدول المبنية على الفكر الوهابي الذي يشكل نواة داعش ذات الفكرالسلفي الاسلاموي التكفيري قوى داعمة للحريات وتأسيس الديمقراطيات ، وكيف يمكن ان ننتظر منها ان تحل مشاكلنا وتخرج منها قوة سياسية تؤمن بالديمقراطية وقبول الآخر وهي اخرجت الينا وفدا عنصريا بقيادة العروبي البعثي الشوفي رياض حجاب رجل النظام “البارحة” وقائد المعارضة “اليوم” ،والسلفي الارهابي “العلوش” ،وغيرهم ممن لا يختلفون عنهم سوى بتغيير الاسم، وكرديا ،كان عبد الحكيم بشار وفؤاد عليكو المعارضين لل ( PYD) وليس لاحد آخر والمشكوكين في وطنيتهم بالاساس. في هذا الوفد والذي يسمى بالهيئة العليا للتفاوض،عدا ان تمثيل الكرد لا يتجاوز اثنين بالمئة في هذه الهيئة التي تدعي انها معارضة .

وبعد استبعاد الطرف الكردي الآخر المسيطر على الارض والذي يملك الآلاف من قوات (YPG-YPJ) بالاضافة الى آلاف من الاسايش، من محادثات جنيف 3 كان طبيعا ان يتحرك هذا الطرف الكردي لحلول اخرى قد نتفق معها او نختلف لكن حسب الشرائع يحق لهم ان يعلنوا ما يرونه هم مناسبا وذلك لسببين اساسبين:
-الاول للضغط على القوى ذات القرار لاشراكهم في المفاوضات
– ثانيا وهو الاهم لفرض امر الواقع على الارض فكانت اعلان الفدرالية(فدرالية روج آفا- شمال سوريا)، ورغم انه حق مشروع طالما حلمنا به سنين طويلة ودفع ثمنه دماء الآلاف من شبابنا وشاباتنا الكورد، وقد نختلف معهم بالطريقة او الاسلوب ولكن ليس مثل فلسفة الاحزاب الكوردية التي ليس لها إلا التطبيل والتزمير واللعب في الاوقات الضائعة واستخدام لغة العواطف وردات الافعال .
والملاحظ ان الهدف من تلك الردات الافعال من احزابنا الكردية وخاصة المنضويين تحت مظلة المجلس الوطني الكردي إلا السير في عكس الاتجاه.
فكيف يكون الاعلان عن الفدرالية بقرار موحد من جميع الاحزاب الكردية وجزء كبير منها لا يزال يتعامل مع شاربي بول الإبل( الاحزاب الكردية المشاركة في الاتلافالسوري المعارض) وينتظرون منهم اعطائهم حقوقهم في الوقت الذي لا تعرف هذه القوى معنى الحقوق.

فهل سيعطيهم رياض حجاب ابن النظام البارحة وقائد المعارضة اليوم؟
ام سوف يوافق على الفدرالية هيثم المالح وفايز سارة وجورج صبرا ووو… ذوات العقول العروبية المتعفنة اللذين ينظرون الى حقوق الكورد بالعنصرية والشوفينية العربية المتعفنة؟
ام سوف نحصل على الفدرالية من العلوش ذات الفكر السلفي الوهابي التكفيري الذي لا يؤمن الا بقطع الرؤوس؟
حقاً انه لامرٌ غريب من احزاب الحركة الكوردية التي تعلن وعبر البيانات بالتنديد لهذه الفدرالية، وانها لا تمثل الكرد في سوريا، والتي قد نختلف معها من حيث القرار التفردي او الاقصائي لكنه يبقى افضل الموجود، وعلينا ان نكون العون والسند لها حتى وان لم نتفق مع من اعلنوها ، فنساهم في دفعها لتدعم من قوى دوليةوذلك لان دعمنا لها شعبيا يساهم في ارساخها وتثبيتها ، لا ان نشارك اعدائنا في محاربتها.
ا
ففي كل البلدات السورية والتي يسيطر عليها تلك الفصائل الاسلاموية والتكفيرية المدعومة من معارضة تركيا والخليج وحتى معارضة الداخل تخرج يومياً بمظاهرات ضد الفدرالية الكردية وكان اهمها تلك التي خرجت في معرة النعمان والتي يقول فيها عروبيوا شاربي بول البعير : وهل للقرباط وطن.
اجل هذه هي المعارضة التي تشبه الشعب الكردي بالقرباط لا تزال بعض احزابنا تتعامل معها وبذلك تكون شريكة في معارضتها للحقوق الكوردية المشروعة.

“نعم للفدرالية الكردية في
سوريا”

رشاد عمر