اخبار العراق الان

تساؤل مشروع

تساؤل مشروع
تساؤل مشروع

2016-03-21 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد


تعيش المناطق كوردية بعمومها لحظات مصيرية ولا نبالغ حين نقول ان المنطقة برمتها تعيش على صفيح ساخن وان هناك مخاض عسير سينتج عنه تغيير في بنية المنطقة.
و هناك اعتقاد شائع لدى جميع الكورد مفاده ان الكورد دائما يفوزون في المعارك و يفشلون على طاولة المفاوضات ، ويعزون ذلك الى الفشل في تناول السياسة والغوص في دهاليزها و الالمام بفنونها والاعيبها ، بالنسبة الي انا اخالف هذا الرأي رغم الاتفاق مع مضمونه الظاهر.
باعتقادي ان القضية لا تتعلق بالجهل ب الف باء السياسة وانما هي نتيجة لصفة عميقة متأصلة الجزور في ثقافتنا كشعب ،صفة نفسية اجتماعية موغلة داخل اعماقنا ومسيطرة ع اللاوعي الجمعي الكوردي ، وهي تظهر الى السطح وتفرض نفسها في اللحظات المصيرية ، صفة اكتسبناها ربما بسبب طبيعة ارضنا، جبال شاهقة ووديان عميقة فصلت الكوردي عن الكوردي وجعلتنا نعيش في جزر معزولة او سببتها سياسات الدول المحتلة لبلادنا والتي عملت على غرس التفرقة بيننا ،
انها الخاصية التي وأدت جميع الثورات الكوردية والتي هي باعتقادي( خاصية رفض الكوردي للكوردي).
فالكوردي يقبل الاخر( التركي – العربي- الفارسي ) يقبل ان يحكمه يذله يقتله مع تبرير ذلك بحكم القدر وضعف الحيلة و تامر الدول والبعض الاخر يبررها بالاخوة!!! .
لكن حين تشاء الظروف لسبب من الأسباب ان يكون المتحكم او المرشح للتحكم كورديا فان الحمية تلعب في رأس الكوردي وتمنعه من الخضوع لأخاه الكوردي تحت ذرائع شتى …….!!!
هذا واقع في السياسة وفي الحياة الاجتماعية ايضا ، ماثل للعيان في روج افا وفي باشور.
اذا راجعنا تاريخ الثورات الكوردية سندرك أن سبب فشلها كان فئة من الكورد لم تقبل بحكم الأخ الكوردي وتحالف مع المحتل ووثق به وبوعوده الكاذبة وأفشل تلك الثورة.
نحن نمر اليوم بظروف شبيهة بظروف الأمس، والسعيد من اتعظ بغيره وانشتاين يقول(الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرةً بعد أخرى وتتوقع نتيجةً مختلفةً.).
الامة الكوردية تمر بلحظات تاريخية تتطلب درجة عالية من حس المسؤولية عنوانها التسامي فوق الذات الحزبية والشخصية، فالقضية ليست سياسة من هي الرابحة أو الخاسرة ،القضية التي يجب أن ندركها جميعا اننا في ظرف اما نربح جميعا أو نخسر جميعا .
أتساءل في نفسي واعتقد ان سؤالي مشروع: لماذا لا نتحمل دكتاتورية كوردي ونحن الذين تحملنا مئات السنين دكتاتوريات الاخرين؟
ام حقا ان المثل الكوردي ( Giyayê malê zilindare-) لا يزال هو المسيطر على عقولنا ولا وعينا………………؟