اخبار العراق الان

مبروك إعلان الفيدرالية

مبروك إعلان الفيدرالية
مبروك إعلان الفيدرالية

2016-03-27 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد


قبل سنتين قدم  مركز ياسا ندوة في مدينة استنبول بعنوان “المناطق الكردية بين الادارة الذاتية والفيدرالية ”

و كانت رؤية ياسا لحل القضية الكردية في سوريا وفق مواثيق حقوق الانسان وحق الكرد في تقرير مصيرهم كباقي الشعوب هي” الفيدرالية  “وأن اعلان الكرد في ذلك الوقت للإدارة الذاتية جاء لإنقاذ مناطقهم من حالة الفوضى التي تمر بها البلاد واليوم يتحقق الحلم وتعلن الفيدرالية التي هي مكسب للكرد وفرح عارم دخل قلوبنا بصرف النظر عن الملاحظات القانونية وبصرف النظر عن تفاجئنا  كمركز قانوني مستقل هدفه وغايته خدمة القضية الكردية في سوريا و حقوق الانسان  بهذا الإعلان.

ولكن كقانونيين حين نناقش وضع الفيدرالية , و نجد أنها أعلنت بمعزل عن المركز الذي يحكمه حتى الآن النظام الحالي و بدون التنسيق معه , بل ورغماً عن  ارادته  فنقول انها ليست فيدرالية الدستور فنضطر للأخذ  بالتعبير الآخر وهو فيدرالية الأمر الواقع , حيث انها وكما جاء في اعلانها تمّتْ  بموافقة المكونات المتعايشة على هذه الأرض , هذا النوع من الفيدرالية الذي نجح تاريخياً في بعض الدول كالصين مثلا ولكن  في تلك الدول فيدرالية الامر الواقع استطاعت السيطرة على المؤسسات الواقعة ضمن حدود اقاليمها

فهل ستنجح الفيدرالية المعلنة في مناطقنا من السيطرة على المؤسسات الواقعة ضمن اقاليمها؟ اننا حين نعود لوضع الادارية الذاتية التي مهدت لاعلان الفيدرالية و نناقش ايجابياتها وسلبياتها نجد

الإيجابيات  :

جهود مضنية وعمل دؤوب ونجاح كبير في

أ‌-       حماية خارجية لحدود المناطق الكردية من عدوان الجماعات الارهابية

ب‌-  حماية  داخلية لتلك المناطق من الفوضى والجريمة من خلال محاكم الشعب ولجان الصلح الاجتماعية

ت‌- حماية البيئة و المرافق العامة و نظافتها

ث‌- تأمين الوقود الضروري للحياة من مازوت وغاز  ..

ج‌-   تأمين مادة كلور تعقيم المياه من خلال التواصل مع منظمات اقليمية و دولية

في بداية الثورة السورية

السلبيات :

1-   فشل في الحصول على اعتراف دولي

2-   فشل في السيطرة على المؤسسات الواقعة ضمن الاراضي التي تديرها

مثل مديرية الهجرة والجوازات –المصالح العقارية –الاحوال المدنية

فالمحامي العامل في الدعاوى المدنية والدعاوى  الشرعية وبصرف النظر عن السياسة  وقناعته بوجود او عدم وجود تطبيق لمبدأ استقلال القضاء في محاكم الشعب فقد كان عاجزاً عن العمل في تلك الدعاوى في ظل عدم السيطرة على مؤسسات المصالح العقارية مثلاً في دعاوى تثبيت البيوع العقارية او دعاوى تثبيت الزواج او الطلاق في دوائر الأحوال المدنية .

اذن الفيدرالية وهي مرحلة متطورة عن الادارة الذاتية اما ان تكون فيدرالية موثقة بالدستور و اما ان تكون فيدرالية الأمر الواقع التي تكون احيانا اقوى من الفيدرالية الموثقة بالدستور

وبكل الأحوال فالفيدرالية ليست كما يصفها من يجهلها تقسيم او تشتيت او اضعاف للدولة , فمعظم الدول الكبرى تبنت في دساتيرها الحل  الفيدرالي الذي يقوي الدولة عسكرياً واقتصادياً فيما لو تبنى النظام الذي يدير البلاد مبدأ الديمقراطية

وأخيراً فإن من أهم مقومات نجاح الفيدرالية هو :

1- أن تأخذ على عاتقها مسؤولية توفير حياة كريمة لكل من يعيش ضمن حدودها

2- تحترم حقوق الانسان والكرامة البشرية التي هي أنبل وأسمى تلك الحقوق .