اخبار العراق الان

روسيا تستعد لإرسال قوة تحت مسمى «فرض السلام» في سوريا

روسيا تستعد لإرسال قوة تحت مسمى «فرض السلام» في سوريا
روسيا تستعد لإرسال قوة تحت مسمى «فرض السلام» في سوريا

2016-04-01 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد


في الوقت الذي أعلنت فيه موسكو عن وصول أول فريق من الخبراء الروس إلى سوريا لبدء مهمة نزع الألغام في تدمر، مزودًا بأحدث التقنيات في هذا المجال وبانتظار إرسال فريق ثان، صرح ياروسلاف روشوبكين، المتحدث الرسمي باسم الدائرة العسكرية الروسية الوسطى، للصحافيين يوم أمس، بأن القوات الروسية من «لواء حفظ السلام» بدأت منذ يوم 28 مارس (آذار) تدريبات في مقاطعة سمارا، تستمر لغاية الأول من أبريل (نيسان)، سيكون من بين مهامها أيضا، التدرب على مهمة إقامة منطقة آمنة.

وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن 1500 جندي، وأكثر من 350 آلية حربية، بينها عربات مدرعة ومروحيات وطائرات من دون طيار، تشارك في تدريبات قوات حفظ السلام الروسية، التي شملت كذلك محاكاة مرافقة قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى مناطق تمت استعادة السيطرة عليها من أيدي المقاتلين، لافتًا إلى أن تلك التدريبات جرت في إطار محاكاة «عملية الإجبار على السلام»، أو «فرض السلام».

وتدل طبيعة المهام التي كان على قوات حفظ السلام الروسية التدرب عليها بما لا يدع مجالا للشك، بأن التدريبات تجري في سياق تحضيرات لإرسال قوة لفرض السلام إلى سوريا، إذ لا يمكن اعتبار التركيز خلال التدريبات على مهام مرافقة فرق نزع الألغام في مناطق أثرية، ومرافقة قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تمت استعادتها من المجموعات المقاتلة، على أنها جاءت بمحض الصدفة، ذلك أن القوات الروسية تقوم حاليا بنزع الألغام في مدينة تدمر الأثرية، ويقوم جزء آخر من القوات الروسية تابع لمركز حميميم الروسي بمراقبة وقف إطلاق النار، وبإيصال مساعدات إلى مناطق في سوريا انضمت إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ووقعت اتفاقات مصالحة وفق ما يؤكد مركز حميميم. لهذا فإن التدريبات الحالية تدل بوضوح على أن لواء حفظ السلام الروسي يستعد للذهاب إلى سوريا، الأمر الذي يتطلب بكل تأكيد تفويضًا دوليًا، ذلك أن مهام «حفظ السلام» من صلاحيات مجلس الأمن الدولي.

جدير بالذكر أن قوة حفظ السلام الروسية تم تشكيلها عام 2005 مخصصة للقيام بمهام حفظ سلام على أراضي بلدان رابطة الدول المستقلة (الجمهوريات السوفياتية سابقًا)، إلا أنه يمكن إرسالها خارج حدود منطقة مهامها بتفويض من الأمم المتحدة. وشارك لواء حفظ السلام الروسي بتنفيذ مهام في إقليم بريدنيستروفيا الذي يسعى للانفصال عن جمهورية مولدافيا، وفي أبخازيا التي نفذت فيها القوات الروسية عملية «إجبار على السلام» إبان الحرب مع جورجيا عام 2008. ونظرًا لمحدودية مهام هذه القوة جغرافيًا، لا يستبعد مراقبون أن التدريبات الروسية تجري إما في إطار تفاهم ربما تم التوصل إليه بين موسكو وواشنطن حول الدور المطلوب منهما في المرحلة المقبلة في سوريا، بصفتهما راعيين دوليين للعملية السياسية ووقف إطلاق النار هناك، أو أنها جاءت في إطار جملة الخطوات الروسية الرامية إلى الدفع نحو شراكة مع الولايات المتحدة، والتحالف الدولي الذي تقوده ضد الإرهاب، لتنفيذ مختلف المهام في سوريا، بما يساهم بحصول الدور الروسي هناك على غطاء الشرعية الدولية.

ويضع المراقبون الدعوة التي وجهها يوم أمس (الخميس) وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس هيئة أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، للدول الأجنبية للمشاركة إلى جانب روسيا في عملية نزع الألغام في سوريا، في سياق تصريحات سبقتها بيومين ونقلتها وكالة «تاس» مطلع الأسبوع عن مصدر عسكري – دبلوماسي بشأن نية روسيا توجيه دعوة إلى الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد الإرهاب بزعامة الولايات كي تشارك، إلى جانب روسيا، في عملية نزع الألغام في تدمر. وكانت موسكو قد دعت واشنطن للعمل المشترك بالتعاون مع قوات النظام السوري على تحرير دير الزور والرقة، حيث تسعى روسيا إلى التوصل لاتفاق يضمن مشاركة الولايات المتحدة في تلك العمليات، إلا أن واشنطن رفضت وأصرت على أن «الجيش بقيادة الأسد لا يمكن أن يجلب السلام لسوريا». غير أن هذا الرفض لا يمنع من وجود محادثات حالية بين روسيا والولايات المتحدة حول آليات مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا والإجراءات العقابية بحق الجهات التي تخرق وقف إطلاق النار.

وفي الوقت الذي لم تتضح فيه بعد نتائج محادثات روسية – أميركية شاقة جدًا على ما يبدو، بشأن العمل معًا لمراقبة وقف إطلاق النار، أعرب الجنرال جوزيف فاتيل، فور توليه مهام قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية عن ارتياح الولايات المتحدة لنتائج الاتصالات الحالية مع روسيا حول الشأن السوري، موضحًا أن المحادثات بين الجانبين تجري على مستوى مهني، وهي مثمرة جدًا.

وإذا كانت تصريحات الجنرال الأميركي تشي بعودة بعض الإيجابية إلى مناخ العلاقات بين المؤسستين العسكريتين الروسية والأميركية وبصورة رئيسية حول الشأن السوري، فإن الأمر لا يبدو كذلك على المستوى السياسي، حيث ما زال مصير رأس النظام السوري موضع أخذ ورد بين الجانبين. ونفى دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي أن تكون روسيا والولايات المتحدة قد توصلتا إلى اتفاق بشأن مصير الأسد. وكانت مصادر عربية قد نقلت عن مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة قوله إن وزير الخارجية جون كيري أبلغ قادة عدد من الدول بأنه تم التوصل إلى تفاهم مع روسيا بشأن مصير الأسد، وأنه سيغادر منصبه وينتقل إلى دولة أخرى في إطار العملية السياسية. وفي تعليقه على هذا الأمر قال بيسكوف إن «روسيا لم تناقش لا عبر قنوات دبلوماسية ولا عبر أي قنوات أخرى، مسائل تحديد مصير دول أخرى، بما في ذلك سوريا».