اخبار العراق الان

المحامي ادوار حشوة : رسالة الى صالح مسلم و كل رفاقه الأكراد

المحامي ادوار حشوة : رسالة الى صالح مسلم و كل رفاقه الأكراد
المحامي ادوار حشوة : رسالة الى صالح مسلم و كل رفاقه الأكراد

2016-04-02 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد


كما في البدء كانت الكلمة كذلك الحوار مع صالح مسلم ومجموعته يبدأ من بدايات الوجود الكردي في سورية لا من نهاياته.

عندما انفصلت بلاد الشام عن الدولة العثمانية كان في سورية الحالية أكراد في الجزيرة احصاهم الانتداب الفرنسي فبلغوا سبعة الآف فقط وكانوا ايضاً في جبل الاكراد وفي دمشق وحلب توزعوا الى احياء عديدة .

في حماة وريف حمص كانوا عائلات محدودة ولم لم تكن لهم احياء وكل هؤلاء هم جزء من الشعب ومكوناته التعددية وحصلوا على كامل حقوق المواطن السوري ولم ينظر اليهم يوما كاقليات واندمجوا في المجتمع وتكلموا العربية وفي مجتمعاتهم الاقلية منهم كانت تستعمل اللغة الكردية .

صار من الاكراد رؤساء جمهورية ( حسني الزعيم وفوزي سلو واديب الشيشكلي) ورئيس البرلمان ( رشدي الكيخيا) وعشرات الوزراء وقادة الاحزاب كانوا منهم وحتى القيادة الدينية كانت منهم ( الشيخ احمد كفتارو الذي تربع على عرش الافتاء لنصف قرن والشيخ البوطي العالم الاسلامي الاكثر تأثيراً ) والعشرات من رجال الدين ومجمع اللغة العربية تربع عليه العالم محمد كرد علي.

الاقلية العنصرية الكردية الوافدة اصلا من كردستان ايام الدولة الع ثمانية وما قبلها حصلت على حقوق اكثر من الاقليات الاصلية السورية والتي كانت موجودة غداة الفتح الاسلامي وهم المسيحيون العرب والسريان والاشورين والكلدان الذين حصلوا على المساواة كاملة ما عدا منصب رئيس الجمهورية الذي صار ممكنا للاكراد من باب الاسلام لا من باب العنصر.

لم يكن هناك من كان يفكر من الاكراد السورين هؤلاء بالانفصال عن سورية لان الفكر الانفصالي ينشأ عادة من الشعور بالدونية والغبن والاقصاء وكل هذا لم يكن موجودًا ووجد العكس.

بدأت المشاعر الانفصالية الكردية في الجزيرة فقط لا في دمشق ولا حتى في جبل الاكراد ليس لان اكراد الجزيرة لم يحصلوا على حقوقهم ولم يمثلوا في المجالس النيابية ولم يحرموا من حق تعليم ابنائهم لغتهم القومية بل لسببين التاليين :

1- بعد انقلاب الثامن من اذار والذي انتهى الى سيطرة ما يسمى بالبعث القومي العربي قام البعثيون

ولاسباب عنصرية شوفينية بانشاء ما يسمى الحزام الاخضر واستقدموا بدوا من البادية و من الداخل العربي ووسعوا نفوذ العشائر العربية كما اقطعوا اراضي املاك الدولة الواسعة لهؤلاءوالسبب كما برروه ليس عصيان الاكراد بل خوفا من المشاعر الا نفصالية القادمة الى الجزيرة من الجوار العراقي والتركي حيث الكتلة الكبرى من الشعب الكردي هناك فكان هذا التصرف الحكومي عدائياً ضد مواطنين اكراد شعروا بالتمييز ولم يشعروا بالمساواة لان جميع موظفي الدولة صاروا من العرب فقط كما ان بعض الكتاتيب التي تعلم اللغة الكردية اغلقت بالقوة مع انها موجودة منذ الاستقلال .,

2- تصاعد المشاعر الانفصالية جاء خلال حكم الرئيس حافظ الاسد الذي ادار حرباً غير منظورة مع تركيا للضغط عليها من اجل اعادة حصة سورية من مياه الفرات بعد ان انشأ الاتراك سدهم الضخم وفي هذه المرحلة سمحت المخابرات لقوات من حزب العمال الكردستاني بالعمل ضد الحكومة التركية وزودت هذا الحزب بالسلاح والمال للقيام باعمال تخريبية كما استقدموا الى دمشق زعماء هذا الحزب وعلى راسهم اوجلان وصار لهم قواعد تدريب ولكن لم يسمح لهم بان يجندوا اكرادا من سورية بل فقط من يأتي من اكراد جنوب شرق تركيا.

الحكومة التركية واجهت عمليات حزب العمال با لعنف الشديد واجتاح الجيش التركي مناطقهم ودمر وقتل انصارهم الذين هاجروا الى سورية وخلال سنوات بلغت الهجرة الكردية التركية الى سورية ما لايقل عن اربعماية الف كردي توزع اكثرهم في الجزيرة وفي الرقة والزبداني وفي احياء في دمشق وحصلوا على العمل ورغم شوفينية البعث فانه لم يستطع رد هذه الهجرة ولا قمعها لانها نتاج حربه على تركيا وليست تخطيطا تركياً .

بعد ان هددت تركيا بالحرب على سورية وحشدت قواتها وكانت جادة استنجد الرئيس الاسد بمصر التي هرع رئيسها مبارك الى انقرة واوقفها على شروط اهمها تسليم كل قيادات حزب العمال الكردستاني

الى تركيا واغلاق جميع مراكز التدريب وتسليم اوجلان الذي تم تحت ستار الترحيل الى مكان متفق عليه حيث كان في استقباله الامن التركي ولم يتضمن الاتفاق اعادة الاتراك الاكراد المهجرين .

هذا النقص في الاتفاق أدى الى بقاء اعداد كبيرة جدا من الاكراد في سورية وخاصة في الجزيرة

فحدث انفجار سكاني وصراعات واعتداءات على المسيحين ومر وقت طويل ولم يتم حل هذا اللجوء فلا تركيا طالبت برعاياها ولا حكم الاسدين طلبا ذلك.

اصطدم الاكراد مع النظام الذي ذهب بعيدا في قمعهم وخاصة ان هؤلاء ا للاجئين مضى وقت طويل على وجودهم وتملكهم الاراضي والمساكن وتزاوجوا مع اقربائهم اكراد سورية وصار لهم اولاد

يجب ان يدخلوا المدارس وصاروا يطالبون بالجنسية مدعين انهم من ابناء البلد وحصلوا من المخاتير الاكراد في الجزيرة خاصة على بيانات اقامة قديمة جدا لم تقبلها الحكومة وتشككت بها ووضعت العراقيل وشكلت اللجان العديدة وحين قاد الاكراد المظاهرات ضد الحكومة تم قمعهم واعتقلوا خاصة بعد ان قادوا التظاهرات في قلب دمشق امام مجلس الشعب .

في هذه المرحلة ومع ان القمع لم يكن مخصصاً لهم وحدهم بل للكثيرين من المعارضين فان شعارات (حق تقرير المصير) دخلت الساحة السورية لاول مرة وشجع عليها اكراد الجوار التركي والعراقي

والحزب الشيوعي السوري المشارك في الجبهة الوطنية مع النظام الى درجة قرر فيها النظام طردهم من الجبهة ما لم يتوقفوا عن ذكر حق تقرير المصير في بياناتهم فاذعنوا .

في هذه المرحلة اندمج الاكراد ومنهم حزب صالح مسلم بالمعارضة السورية السلمية و احزاب المجلس الوطني الكردي الذي يضم عددا من الاحزاب وشاركوا الشعب في التظاهرات التي تطالب باسقاط النظام وتعرضوا للتعذيب والقتل كباقي الشعب فصار الوضع في الجزيرة متعبًا للنظام الذي حاول فصلهم عن معارضة الداخل فاصدر الرئيس بشار الاسد مراسيم باعطاء الجنسية للكثيرين لعلهم يتوقفون عن المعارضة ولكن كانت الاستجابة محدودة .

عندما ذهب النظام الى الحل الامني والقتل وذهب جزء من المعارضة الى التماس السلاح الدفاعي كان صالح مسلم ورفاقه واكثر احزاب الاكراد مع معارضة الداخل في هيئة التنسيق التي في ادبياتها السياسية ( لا للعنف ولا للطائفية ولا للتدخل الخارجي) وحول المسالة الكردية تبنت احزاب الهيئة تعريفاً وطنيا ( الشعب هو الذي يعيش على الارض السورية ويعتز بتاريخها وتراثها ويدافع عنها ) كما وافقت على اغلاق ملف الجنسية ومنحها للجميع كامر واقع وعلى حق الاكراد في تدريس ابنائهم لغتهم

في مدارس خاصة وفي مناطق الكثافة في المدارس الرسمية الى جانب العربية كما وافقت على اعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في هذه المناطق الى جانب العربية تسهيلا للسكان في الجزيرة حيث الاكثرية الوافدة من تركيا لاتعرف العربية كما يعرفها ويتكلمها الاكراد الاصليون .

بعد ان تراجع دور المعارضة السياسية ودخلت على خط الصراع قوى خارجية متعددة الموارد والاهداف والشعارات بد أ اسلاميو داعش حرباً على المناطق الكردية بغية الحاقها بداعش

قاومهم الاكراد ببسالة وحصلوا على دعم من الولايات المتحدة وصدوا هجومات داعش.

في العام الماضي ودون اي مبرر اوقف صالح مسلم وحزبه مشاركته في معارضة الداخل وتحالف مع

حزب العمال الكردستاني التركي ضد الحكومة التركية الذي شجعته المخابرات السورية مرة ثانية

صار في الجزيرة تحالف ثلاثي بين حزب صالح مسلم وحزب اوجلان التركي والنظام وحصلوا على كميات كبيرة من السلاح فاجتاحوا مناطق الشمال حتى حدود عفرين وهناك اعلنوا مشروعهم الانفصالي وغدروا بالشعب السوري وبحلفائهم السياسين في هيئة التنسيق وعملياً تحالفوا مع الاستبداد ومع الذين قمعوا شعبهم وتحولوا من مناضلين وطنين الى انفصالين وتابعين للنظام متسترين بحق تقرير المصير في مناطق ليس لهم فيها اكثر من النصف من السكان .

وحين تم توحيد المعارضة في مؤتمر الرياض لم يعد من الممكن ان يكون حزب صالح مسلم في وفد المعارضة لانه صار جزءا من وفد النظام وفقد استقلاله ورفضته المعارضة وقبلته المخابرات.

في وفد المعارضة الى جنيف كان يوجد اكثر من ثلاثة من الاكراد سماهم تجمع احزاب الاكراد المنضوية في المجلس الوطني الكردي وليس صحيحاً ما زعمه من شرعية تمثيله للاكراد التي تمت بالسلاح وبدعم النظام وهي شرعية زائفة بدون استفتاء الناس عليها حتى في اماكن السيطرة

ولا يبنى على الاكراه اي شرعية في كل تاريخ الشعوب وستسقط.

في النتيجة ان بعض تحالفات الحرب لا تعني الموافقة على اقامة كيان انفصالي لان الامر يتعلق بدول المنطقة التي ترفض ذلك من حليفكم الايراني الى عدوكم التركي وحتى النظام استخدمكم ضد اهلكم السنة العرب اولا ثم ضد داعش في المرحلة الاخيرة وغدا سيبيعكم ويقمعكم كانفصالين وحتى البرزاني الذي دعمكم في الحرب رفض تصرفكم واعتبره من اعمال الطفولة المستعجلة وما سيحدث ان الاتراك سيصعدون حربهم على اكراد جنوب شرق تركيا بحجة حزب العمال الكردستاني وسوف يهجرون مئات الالوف من الاكراد الى سورية تماما كما فعلوا في الماضي كما ان الاتراك سيحاربونكم لتحالفكم مع حزب العمال ولا نهم ضد اقامة كيانكم الانفصالي

كل ما فعلتموه انكم غدرتم بتاريخكم النضالي ضد الاستبداد و غدرتم بكل رفاقكم من احزاب الساحة وتحولتم الى اداة مسلحة مع النظام ضد كل شعبنا بما فيهم الاكراد الذين رفضوا تصرفكم وهم الاكثرية في الجزيرة وفي الداخل وهم في قلب المعارضة الديمقراطية وانتم في وحل الاستبداد وهذا هو السؤال

2-4-2016

www.gemyakurdan.net/wp-content/uploads/2016/03/99786545678