اخبار العراق الان

الخيْمة بين الصدر والحكيم

الخيْمة بين الصدر والحكيم
الخيْمة بين الصدر والحكيم

2016-04-05 00:00:00 - المصدر: المسلة


2016/04/05 11:22

  • عدد القراءات 4
  • القسم : آراء

الخيْمة بين الصدر والحكيم

بغداد/المسلة: يبدو الزعيمان الشيعيان الشابان، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم، و زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في طريقهما إلى تحالفات جديدة تقضي على الشراكة بينهما وتحوّل البيت الشيعي إلى أتون مشتعل من الأزمات..

فمع نجاح التيار الصدري في قيادة الاعتصامات، وتصاعد نجمه السياسي كمحرك للاحداث في خلال الفترة الماضية، كان المجلس الأعلى الإسلامي، "ساكتا"، و"السكوت من علامات الرضا" كما تقول العرب، بل انه أيّد التيار الصدري على مضض في خطواته التصعيدية وقتها، لكن الأيام كشفت غير ذلك. فلم يكن صمت عمار الحكيم سوى ترقّب، وخشية من تحركات التيار الصدري، التي انسجمت مع خطوات العبادي في الإصلاح وآلت في النهاية الى تقيم مرشحين جدد للوزارات أمام مجلس النواب.

الدلائل تشير إلى اصطفافات جديدة للمجلس الأعلى مع أطراف سياسية خارج التحالف لاسيما الأكراد واطراف سنية غرضه الإجهاز على الإصلاحات والتغيير الوزاري على طريق إقالة رئيس الوزراء حيدر العبادي.

والسبب الرئيس الذي جعل المجلس الأعلى على طرف نقيض من التغيير الوزاري، شعوره بان وزارات "التكنوقراط" الموضوعة بين يدي النواب، جعلته كيانا بلا أدوات سياسية بعدما خسر حتى حقيبة النفط.

والمجلس الأعلى حاله، حال كيانات سياسية أخرى لم يفقد الوزارات باعتبارها مناصب حكومية تمثله، فحسب بل انه خسر هذه الوزرات باعتبارها "الدجاج الذي يبيض ذهبا"، ويمول خزانات تلك الأحزاب التي بدت في إمكانياتها في بعض الأحيان، تفوق إمكانية الدولة ذاتها..

وقاد الزعيمان منذ فترة ليست بالقصيرة تحالفات توصف بانها ضد حزب الدعوة الإسلامية منذ حقبة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وكانت الدلائل تشير على الدوام الى ان عقْد زواجهما السياسي "مؤقت"، وسينهي تضارب المصالح يوما، هذا العقد.

بل انّ إعلان الحكيم بان رئيس الوزراء "تفرّد" بتشكيل حكومة تكنوقراط، هو في حقيقته اتهام لـ"خيْمة الصدر" بانها كانت السبب في ذلك، بل ويذهب متابعون للشأن العراقي الى القول بان المجلس الأعلى يعتبر "خيمة الصدر"، المكان الذي نسجت فيه خيوط أبعاد المجلس الأعلى وضربه سياسيا عن سابق إصرار.

الأيام حبلى، بمفاجآت يأمل العراقيون انْ لا يغلب فيها الشطط، ولجوء الأحزاب وعلى رأسها المجلس الأعلى إلى مناورات تفكّك التحالف الوطني وتبني على أنقاضه تحالفات جديدة تستند على المحاصصة.


almasalah.com/Template/Site/Images/A-